هل نأخذ لقاح كورونا ؟ ماذا تقول الجالية ؟ (1)

  • article

فاطمة بعلبكي ـ مونتريال

تتضارب الأقاويل وتكثر الشائعات حول مدى فعاليّة لقاح كورونا  الذّي اعتمدته الدول المتقدّمة على نطاق واسع، وفي طليعتها كندا، كحلّ وحيد متاح للحد من جائحة كورونا، خصوصا في ظلّ الإرتفاع المخيف في عدد الإصابات بالجرثوم التّاجي حول العالم خلال الموجة الثانية من الوباء، والتي بدأت فعليّا في كندا بالتزامن مع نهاية فصل الصيف المنصرم وبداية فصل الخريف في أيلول من العام 2020.

وكما هو الحال في الموجة الأولى، فإنّ مقاطعة كيبيك هي الأكثر تضرّراً، بالرغم من الإجراءات الصّارمة التّي فرضتها حكومة كيبيك خلال موسم الأعياد لمدّة ثلاث أسابيع، فضلاً عن الغرامات الماليّة الباهظة ومداهمات الشرطة للمنازل للتأكّد من تطبيق قرارات وزارة الصحّة بهدف الحد من وتيرة الارتفاع المطرد في أعداد الإصابات اليوميّة بكوفيد -19، في ظل عدم قدرة النظام الصحي على الصمود واستيعاب المزيد من الحالات بسبب شغورالاماكن، ولكن من دون التمكّن من السيطرة على انتشار الفيروس، الأمر الذّي دفع رئيس وزراء كيبيك فرانسوا لوغو الى إغلاق المقاطعة وفرض حظر التجوّل لمدّة أربعة أسابيع إضافيّة، ابتداءَ من نهار السّبت الواقع في 9/1/2021. فهل يكون اللقاح الحل الوحيد للقضاء على هذا الوباء بالرغم من علامات الإستفهام الكثيرة حوله؟!

للإجابة عن هذا السؤال استطلعت صدى المشرق آراء أبناء الجالية  اللبنانيّة في مدينة مونتريال لاستبيان موقفهم من لقاح كورونا وما اذا كانوا معه أم ضدّه؟ وما أبرز مخاوفهم؟

 هواجس بالجملة تنتاب أبناء الجالية في مونتريال!

من خلال رصدنا للإجابات لاحظنا القلق العارم لدى معظم أبناء الجاليّة في مونتريال من مكوّنات اللقاح، حيث تعتبر ل.م. أنّ "أسباب كورونا غير واضحة الى الآن، وبالتالي من غير المنطقي الحديث عن طعم له من جهة، كما انّه لا يوجد شفافية في ما يتعلّق بالمواد المستخدمة في اللقاح المزعوم من جهة أخرى!! لذا، أنا ضد اللقاح وأخشى من تداعياته"...

 نقطة أخرى تثير الشّك والرّيبة لدى أبناء الجالية، وهي المدّة الزمنيّة القصيرة والسرعة القياسيّة غير المعهودة سابقاً في إنتاج اللقاحات المعتمدة. وفي هذا السّياق  تشير م. ح. الى أنّها  ضد لقاح كورونا في الوقت الراهن، "وأتخوّف منه بنسبة تتراوح بين ٨٠ و ٩٠% ، نظراً للوقت الزمني القياسي الذي تمّ إعداده خلاله، خصوصاً انّ اقصر مدّة زمنيّة لاعتماد لقاح ناجع استغرقت خمس سنوات! فضلاً عن أنّ التجارب السريرية لم تكن كافية على الاطلاق للتأكّد من فعاليته". وتتابع حديثها: "كما أخشى ردّات الفعل التي سجلّت على الكثير من الممرضين والاشخاص الذين تلقّوه بالفعل، ناهيك عن عدم معرفة الأضرار المستقبلية على الجسم جرّاءه، فبعض الأخبار تتحدث عن أضرار على الصحّة العقليّة والنمو بالنسبة للأطفال، وقد يؤدي الى العقم عند الشباب ومشاكل الألزهايمر لدى كبار السن الخ.... وعلى أمل ان يكون كل ما يتم تداوله حول خطورة اللقاح مجرّد اشاعات، أفضّل التريّث الى حين تبلور الحقائق العلمية حوله". وقد أعربت عن قلقها من مسألة فرضه على الناس واعتباره إلزامياً وعدم ترك حرية الاختيار لهم!!

الأضرار الصحيّة والآثار الجانبيّة على المدى البعيد مصدر قلق أيضاً يدفع أبناء الجاليّة الى رفض لقاح كورونا، " أنا ضد اللقاح لأنني لا أعرف عن نتائجه شيء وهل هو فعّال أم لا ؟! وأيضاً إذا كانت له ردات فعل سلبية وما هي وما مدى تأثيرها على صحتنا؟!" تقول ن.ع.، من جهتها أيضاً ترفض م. ع. اللقاح " انا في الوقت الحالي ضده مثل الغالبية العظمى، ولكن في المستقبل قد اضطر لاخذه لدواعي السفر او ربّما للحالات الصحيّة والطبيّة، ولكن لا أخفي مخاوفي من آثاره الجانبية".

 

الحيرة وتضارب المعلومات وكثرة الإشاعات من أسباب الممانعة لتلقّي لقاح كورونا بين أبناء الجالية، " في الحقيقة تنتابني الحيرة حول لقاح الكورونا بين مؤيدة له كي تعود حياتنا الى سابق عهدها وهذا مطلب جميع الناس، ولكنّي في المقابل اخشى الأخبار المتداولة بشأن نظرية المؤامرة وأنّ مخترعي هذا الفايروس واللقاح  (الماسونية العالمية) لديهم الهدف نفسه، وهو القضاء على اكبر عدد ممكن من البشر، والتحكّم بالجزء الباقي (عن طريق السيطرة على مشاعرهم وجعلهم كالروبوتات!)" ، تصرّح ه.ك.، وتضيف: "ما يلفتني ايضاً هو تعامل بعض الدول كأستراليا والسويد بشكل طبيعي مع الوباء العالمي المزعوم!! واستمرار حياتهم بشكل اعتيادي وطبيعي بدون اقفال او حجر او ارتداء ماسكات حتى، ومع ذلك فإنّ عدد الاصابات اقل بكثير من الدول التي تلتزم بالاجراءات الوقائية، وهذا يدعو الى الريبة والشك من وجهة نظري!!".

 

أصوات خارج السرب...

وإن كانت الغالبية العظمى من أبناء الجالية في مونتريال تبدي مخاوفها من لقاح كورونا وترفضه، لكن هذا لا يمنع وجود مؤيدين له . ويدلي ح.ج. بوجهة نظره "أنا شخصيا  كصيدلي مع اللقاح، لانّه السبيل الوحيد الموجود أمامنا للحد من موجة انتشار الوباء، وأخذه سيساعد على ايجاد نوع من (مناعة القطيع ) في المجتمع. أمّا الآثار الجانبية والعوارض فهي طبيعية ولا داعي للهلع من الموضوع، فجميع اللقاحات لديها آثار جانبية"، مشيراً الى عدم وجود أي خوف لديه "بل ترقّب لنتائج اللقاح ومدى فعاليته على المدى الطويل،  ومدى قدرته على حمايتنا من الاصابة بفيروس كورونا، وما  اذا كان كافياَ اخذه مرّة في السنة على غرار لقاح الانفلونزا ام اكثر من ذلك. لذا، انصح بتناوله للعودة الى حياتنا الطبيعية ما قبل آذار 2020".

وبدوره يؤيّد س.م. أيضاً اللقاح "لانّه التعامل الوحيد مع هذا الوباء المتاح حالياً ولا بديل له  حتى اللحظة. أمّا عن المحاذير ، فهي طبيعية كون اللقاح جديد و لم يعرف تأثيراته على المدى المتوسط و البعيد.  والاكثر  أهمية الآن هو فعاليته في الوقاية من الوباء، خصوصاً على المدى البعيد".

 وعلى الرغم من أنّه مع فكرة اللقاح إلّا أنّ  خ.خ.  لن يأخذه قبل ان يمر بضعة اشهر على اصداره، ويعلّل السبب "المخاوف هي من أي عوارض جانبية لاحقا".

في الحلقة القادمة سننشر رأي اطباء من الجالية حول اللقاح فانتظرونا