"على جولي أن تستقيل بعد موقفها من المحكمة الجنائية بخصوص اسرائيل "!!!

  • article

أبدى الصحافي جون سْنُوبِلِن (John Snobelen) في مقاله لموقع موقع "Toronto Sun" تعجّبه من الموقف الذي أبدته وزيرة الشؤون الخارجية الكندية ميلاني جولي بعد ادِّعاءِ جنوب إفريقيا على إسرائيلَ لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة العمل على إبادة الشعب الفلسطيني، وبعدِ حثِّ جنوب إفريقيا المحكمةَ على إصدار حُكمٍ يُلزِم إسرائيل بالتراجع عن أعمالها من دون أن تفرض أي شرط على حركة حماس.   

وقد أَبدى الصحافي "استغرابه" من تحرّك جنوب إفريقيا قضائياً، منتقداً ردَّ كندا على الاتِّهام "الخاطئ قانونياً، المُنافي للحقائق، وغير المبرَّر". كما رأى أن ردَّ جولي على "ادِّعاءات" جنوب إفريقيا جاء متأخراً، وأن بيانَ الحكومة الكندية التي "لم تكتمل صحوتُها" هو "أسخف البيانات التي أصدرتها الحكومة حتى اليوم".

وقد وردَ في بيان جولي التالي: "دعمُ كندا الثابت لمحكمة الجنايات الدولية لا يعني أننا نقبَل بالأساس الذي قدَّمت عليه دولة جنوب إفريقيا القضية".

سنوبِلن اعتبرَ أن جولي "أكثرت من الكلام الفارغ"، وأن بيانها يستحضرُ عدداً من الأسئلة المهمة التي لم تُقدَّم أجوبتُها حتى الآن، وقد طرح سنوبِلن الأسئلة التالية: "بما أن كندا لا تقبل بالأساس الذي قدَّمت عليه دولة جنوب إفريقيا القضيةَ، هل يعني أن كندا ترفضُه؟ وإن كانت ترفضه، فلماذا لا نسارع إلى قولِ ما أوضحته الولايات المتحدة؟ أي لماذا لا نقول إن ما تقدَّمت به دولة جنوب إفريقيا لا أساس له بتاتاً"؟

أما السؤال الثاني الذي طرحه سنوبلن فهو: "ماذا قصدت جولي بعبارة "الدعم الثابت"؟ هل قصدت التسليم بأي فعل أو حُكم من جهة المحكمة، بِغضِّ النظر عن المنطق أو العواقب؟ فهذا لا ينطبق مع تعريفنا الحكيم لمفهوم الدعم. من الأفضل أن تتعلم جولي بضعةَ أشياء من حكمةِ وزير الشؤون الخارجية الكندية الأسبق جون بيرد الذي لم يمضِ بعدَ عهده زمن طويلٌ. ففي عهده، خاطبَ الأمم المتحدة بجرأةٍ ولم يساوِم. وكان نقده للمنظَّمة مبنياً على اعتقاده بأهميتها وباستحقاقها أن تُخاطَب بصراحة، وهذا ما يعنيه الدعم الثابت".

لذا رأى سنوبِلن أن "على جولي أن تحصِّل نسخةً من الخطابِ الذي ألقاه بيرد لدى الأمانة العامة للأمم المتحدة عامَ 2013 وأن تدوِّن ملاحظاتها بشأن موقفه بالنسبة لأوكرانيا وإسرائيل لعلَّها تتعلم كيف تُتَّخَذ المواقف".

كما استهجنَ سنوبِلن "رفضَ رئيس الحكومة الكندية جستن ترودو وجولي رفضاً تاماً التصرفَ كما يقتضي موقعاهما القياديَّان اللّذان تسلَّماهُما".

وإذ أشار سنوبلن إلى أن من الطبيعي أن يتعامل الناس مع الأمور بطرق مختلفة بسبب تنوّع مجالاتهم، اعتبرَ أن "من المُهين أن لا يجرُؤ الزعماء في البلد على إظهار المواقف الصريحة"، مضيفاً أن "على جولي ونظرائها التكّلّم إن كانوا يرَون أن إسرائيل تعمل على إبادة الشعب الفلسطيني بدلاً من التّفوّه بالعبارات المنمَّقة وإظهار المواقف الفارغة".     

وخلص سنوبلن إلى القول إن الكنديين "يستحقون أفضلَ ممّا يُقدّم لهم، وإن على السياسيين إظهار الشجاعة والوضوح"، مضيفاً أن جولي أوضحت شيئاً واحداً هو افتقارها إلى الشجاعة والمهارة اللّذين يقتضيهما منصبها القيادي، لذا عليها أن تستقيل". 

 

    *Photo: By Kmu.gov.ua, CC BY 4.0, https://commons.wikimedia.org/w/index.php?curid=115937018