الحزب الكيبيكي يحتفل "بأهازيج الاستقلال " بعد فوزه بالانتخابات الفرعية في مدينة كيبيك 04 أكتوبر, 2023 وقت الإنشاء: 02:02 ص عدد القراءات: 385 وقت القراءة: 1 سامر مجذوب ـ مونتريال أعطى فوز باسكال بارادي في الانتخابات الفرعية في مدينة كيبيك في الدائرة الانتخابية ، جان تالون، والتي جرت الاثنين الفائت دفعا معنويا للحزب ، الذي كان يتمثل في المجلس الوطني في كيبيك بثلاثة اعضاء اضيف اليهم نائب رابع .حصل بارادي على 44 في المائة من الأصوات. فيما احتلت ماري أنيك شويري من ائتلاف مستقبل كيبيك،(CAQ )، المركز الثاني بنسبة 21 في المائة من الأصوات. واحتل مرشح كيبيك سوليدير (QS) أوليفييه بولدوك المركز الثالث بحوالي 18 في المائة من الأصوات. بينما حلت الليبرالية إليز أفارد بيرنييه رابعة في الانتخابات بأقل من تسعة في المائة من الأصوات.بالرغم من التوقعات التي سبقت الانتخابات الفرعية باحتمال فوز الحزب الكبيكي ، الا ان الفارق الكبير الذي فاز به بارادي ادى الى فرحة عارمة عند انصاره، و الذين كانوا بانتظار النتائج بشغف كبير عبروا عنه باهازيج عن "استقلال كيبيك القادم ". وكما هو معلوم فإن العقيدة الايديولوجية و السياسية لحزب كيبيك هو الانفصال عن كندا و انشاء دولة كيبيك المستقلة .هزيمة اتلاف مستقبل كيبيك QACفي المقابل كانت خسارة الـ CAQ مدوية كون دائرة جون تالون كانت تابعة لحزب رئيس حكومة المقاطعة ، فرنسوا ليغو، و الذي اعترف بالهزيمة قائلا ان الكيبكيين ارسلوا له رسالة بهذه الانتخابات الفرعية .رمزية فوز الحزب الكيبيكي في منطقة جون تالون تعود ايضا كون الدوائر الانتخابية في كيبيك سيتي تعتبر ارضية صلبة لحزب السيد لوغو . و هذا الاختراق ادى الى حالة احباط عند انصاره . و ان يكن ليس دليلا، حتى اللحظة ، على افول نجومية فرنسوا لوغو في المقاطعة و الذي مازال يتمتع بشعبية كبيرة .حزب الليبرال كيبيك و غيابه عن الخارطة السياسية لا بد من الاشارة الى زاوية ذات بعد اخر ليس اقل اهمية تعطي صورة عن واقع الخريطة السياسية و الثقافية و الايدولوجية في كيبك بشكل عام . الدائرة الانتخابية "جون تالون" نفسها و التي فاز فيها حزب الكبيكي الاثنين الفائت ، هي في الاصل معقل من معاقل الحزب اللبرالي الكبيكي منذ عام 1960 حتى العام 2019 الى حين خسارته المقعد امام حزب الـ CAQ في انتخابات فرعية هي الاخرى .و قد حصلت مرشحة الحزب بانتخابات الاثنين الفائت على ما يقرب من 9٪ فقط . الحزب الليبرالي الكيبيكي الذي يعاني منذ سنوات لاثبات وجوده خارج جزيرة مونتريال الكبرى يحتاج الى تعاطي مختلف مع الحالة العصيبة التي يمر فيها . هذا الحزب الذي لعب دورا محوريا في تاريخ كيبيك السياسي من خلال ادارته لحكوماتها لفترات طويلة اصبح يحتاج لمراجعة و تقويم و خطة عمل شاملة لاعادة دوره في ضمن موزاييك الاطياف السياسية في المقاطعة .ماذا يعني كل هذا؟كنت قد تطرقت في مقالة سابقة كانت نشرتها جريدة صدى المشرق الغرّاء الى ان ساحة كييبك السياسة تشهد حالة تتنافس و نزاع سياسي بين طيف سياسي واحد مع غياب الحزب الليبرالي الكيبيكي عن المعادلة الى حد ما . تبقى حالة التنافس بين اطياف يمينية محافظة ، CAQ، و حزب يعرف بكونه اجتماعي ديمقراطي سيادي ، انفصالي عن الوطن الام كندا ، PQ الى حزب يساري اكثر انفتاحا QSو لكنه ايضا يدعو لانشاء كيبيك دولة مستقلة . بمعنى اخر الطيف المتواجد في مسرح التأثير يشترك بلون اساسي واحد هو اللون الازرق اذا صح التعبير، الذي يعبر عن كيبيك المنفصلة عن كندا بشكل او باخر .الى ان يعاود بروز احزاب سياسية بتوجهات متنوعة سوف تبقى الساحة السياسية في كيبيك بنفس المضامين لفترة من الوقت .* سامر مجذوب هو رئيس المنتدى الاسلامي الكندي * الصورة الرئيسية في المقالة من موقع الحزب الكيبكي