شَلَلٌ... وفائدة

  • article

أبو تراب كرار العاملي

 

هجم "الفيروس"... أقبلت الجرثومة... "طَحَشَ" الدّاء

وما شِئّتَ فَعَبِّر

فَتْكٌ يميناً ويساراً... شرقاً وغرباً... شمالاً وجنوباً

محافظة هنا... ومقاطعة هناك

مناطق شاسعة... وبِقاعٌ مختلفة

دولةٌ... دولتان... ودول

أوطانٌ عديدة

ما الخبر يا عباد الله؟!

الجواب: الكوكب في دائرة الخطر!!

ما السبب؟!

أما من النّاحية العلميّة الطّبّيّة:

فنترك التّحليل لأهل المجال والاختصاص من أطبّاء وأطقم صحّيّة وغيرها

أمّا من النّاحية المعنويّة... فَيَحْضُر السّؤال التّفريعي:

هل يوجد ـ أساساً ـ عِلّة معنويّة كذائيّة؟!

الجواب: قد تختلف الآراء... ومن الطبيعي أن لا تتطابق حول نقطة حاسمة... حتّى ضمن البيئة الاعتقاديّة الواحدة

إلا أنّ النّتيجة الحتميّة: علم أسرار الكون عند خالقه (جلَّ وعلا)

 

ولكن على اختلاف دروب التّأويلات، لا يخلو المشهد من التقاء على مُشتركات ليس من الصّعب ملاحظتها... ومفادها أن الكون يمرّ بمرحلة حسّاسة

فترة استثنائيّة

وضعٌ لا يَبْعُد تشبيهه بالكائن المشلول

إلا أنّ الشّلل هنا ليس كُلّيّاً

وعليه، إن كان المشهد العام لا يستسيغه البعض

لما في ذلك من قيود تُفْرَض وعوائق تحول دون استمرار الحياة وفق مسارها الطّبيعي

فلا يخلو المشهد من جانب إيجابي في الشّقّ غير المشلول من الحكاية

ولكن أين القارئ الكَيِّس الفطن؟!

فَلْيُحْسِن قراءة باقي فصول الرّواية:

اغتنام الفرص بالانقطاع إلى العليِّ الأعلى (تبارك وتعالى)

التَّبحُّر في غياهب الفكر والتَّمعُّن بما جرى

ليدرك محدوديّة قدرة المخلوق عموماً

فما بالك إن كان الخصم لا يُرى

فَلْتَكَن فترة الموعظة، مرحلة تمحيصيّة وجولة اتِّعاظ

ولْنرتقِ بسلوكنا إلى ما يحبّ الله ويرضى

فحتّى لو نجا البعض من الأيام الكورونيّة

فمصيرهم ـ في نهاية الأمر ـ إلى الفناء

{كل من عليها فانٍ

ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}

أَتَتْ... جاءت... حَلَّت علينا... شِئنا أم أَبَيْنا

إِجعلوها محطّة تهذيبيّة للنّفوس

وَثَبِّتوا الصّفة التّهذيبيّة على باقي أيّام الحياة

بغض النّظر عن وجود "الكورونا" من عدمه

تَأَدّبي أيّتها النّفس... وعودي إلى ربّك إن كنتِ قد زَلَلْتِ بدرجة أو بأخرى

هل تريد فائدة أخرى قبل الختام؟

لا تنسَ أنّ سماحة الأمين العام أطلّ علينا متناولاً الموضوع

فمجرّد إطلالته... تُشَكِّل عنصراً إيجابيّاً

وإن أردتَ المزيد من التّحفيز في هذه الأزمة

فعليك بالعودة إلى مضمون خطابه

وللحكاية تَتِمَّة

[وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ]