المراهنات الامريكية و الصفعة القريبة

  • article

عادل حبيب ـ مونتريال

لا تزال المقاربات الامريكية لملفات المواجهات الميدانية من امنية،عسكرية، واقتصادية عالقة في محبس ذهنية استدراج التنازلات عبر تعزيز ادوات الاشتباك المباشر وان بطريقة مغايرة بين ادارة و اخرى حيث يبقى العنصر الثابت  متمثلا بالحفاظ على الهيمنة والقيادة الامريكية للعالم ...

كان السؤال سابقا عن مدى جهوزية الامريكي للتسوية ربطا بمفاوضات الملف النووي الايراني ، انجز الامر واستمرت المناورات الامريكية على الجبهات الاخرى بما فيها تدمير عناصر الاستقرار الاقليمي اذا ما لم يتوافق مع الهيمنة الاسرائيلية . يأخذ الامريكي و ظهيره الصهيوني بوسائل الضغط بأشكالها المتنوعة ما يعجز عن تحصيله بالاشتباك المباشر. هذا ما شهدناه من خلال برنامج "الربيع العربي"و متفرعاته التي اسقطت شكليات التآمر العربي حتى وصلنا الى حلف علني بين الصهاينة وعرب التطبيع ،وبقيت محاور الصدام مع محور المقاومة عرضة لشتى المحاولات الضارية في الحصار و الاستهداف المباشر. مارس ترامب الحد الاقصى من الضغوط لينال تسوية مع محور المقاومة . رحل ولم يستطع انجاز الامر، ولكنه اورث بايدن ارضية ملتهبة في مواقع الاشتباك تصلح كبرنامج عمل للفوز بتسوية تحفظ المصالح الامريكية عجز ترامب عن تحصيلها...

ذلك ما نلاحظه في اليمن ،لبنان،العراق و سورية ، اليمنيون لم يلتفتوا للتصريحات الجوفاء لبايدن عن ايقاف الحرب على اليمن ،العدوان مستمر ، كذلك الحصار و الرد اليمني يتوسع في الجغرافيا و في القدرات الحربية..... ايقاف حرب على اليمن يريدها الامريكيون عبر سلب اليمنيين القدرة على الصمود و الانتصار. غير ان وقائع الميدان تصيب الامريكي بالذهول لعمق المتغيرات الآتية من سقوط مأرب وانعكاس ذلك على موازين الصراع في المنطقة...في العراق . و على وقع دوي استهداف ارتال قوات الاحتلال ، دفع الامريكي بالفاتيكان على الخط لرفد عملية التطبيع ودعم زبانيته في الحكم العراقي ، فجاءه الرد الصاعق من السيد السيستاني محطما آمال البابا و من وراءه باللاءات السبعة ودفن آمال التطبيع في صحراء النجف...

وتستمر ملاحقة قوات الاحتلال من دون هوادة حتى التحرير الكامل لارض العراق...هنا الامريكي عالق ،لا هو بوارد الهروب ولا يستطيع البقاء ضمن المعادلات الحالية. سقطت اهداف زيارة الوكيل الديني لامبراطورية الشر الامريكية ،ولا ورقة لديه سوى انعاش داعش وتقديمها سببا للبقاء بحجة محاربتها...

محور لبنان اينع قطافه امريكيا بعد تدمير مرتكزات استمراره كدولة . الفكرة الشيطانية بتجويع و حصار كامل الشعب اللبناني ليطالوا المقاومة و حلفاءها بدأت تثمر فوضى منظمة حتى الان وممولة من قبل سفارة عوكر وملحقاتها الوهابية و الاماراتية، وما ليس في حسبان غربان السفارات اذا ما فلتت الضوابط وعمّت الفوضى الشاملة في ظل غياب التقديرات حول ردة فعل المقاومة اذا ارتفع منسوب التهديد وطال جغرافية بيئة المقاومة ،المطلوب سعوديا و اماراتيا و من ورائهم يتلطى الامريكي ان يستدرج حزب المقاومة الى الاشتباك الداخلي ووضعه بوجه من يتحرك على الارض سواء المنظّم منه او العفوي .هذا ما تبقى من ادوات مواجهة المقاومة بعد الحصار و الضغط الاقتصادي ، الهدف هو الوصول الى وضعية مهترئة اجتماعيا تنادي بالخلاص ولو على ايادي جلاديها...

المراهنات الامريكية على اكراد سورية بالتوازي مع اعادة احياء عظام داعش وهي رميم ، تبقى الحل الامثل لادامة استنزاف الدولة وحليفها الروسي المستهدف بدوره في عقر داره ،هذا بالاضافة لاعادة تفعيل التدخل المباشر لتعديل موازين القوى على الارض ،بالتكافل و التعاون مع الصهاينة خلافا للادعاء الامريكي العلني حول الدور الصهيوني في سورية ....

هكذا اداء امريكي لا يعكس سوى الاستثمار الدموي في مشاكل المنطقة للوصول الى افضل وضعية للمصالح الامريكية...

هل سيبقى هذا الصراع ضمن الرغبة الامريكية ووفق ايقاع تدخلاتها ام اننا سنشهد ايقاعا مضادا يصفع الامريكي و يقطع دابره عن منطقتنا...لنراقب لبنان هذه الفترة ..والسلام