البعثة النبوية خلاص للبشرية

  • article

✍🏼سماحة الشيخ حسان منعم



العالم اليوم يحتاج أكثر للتمسك بالبعثة النبوية والتي خلاصتها قوله تعالى :(* وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ* ).

يقول الإمام علي عليه السلام عن النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله): فاقتدوا بهدي رسول الله (صلى الله عليه وآله ) فإنه أفضل الهدي، واستنوا بسنته فإنها أشرف السنن .

🔸كثرت عبادة الطواغيت والشهوات وازدادت الأصنام بأنواعها وهو المبعوث بقوله تعالى : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ).

🔸سادت الطبقية والعنصرية والفوقية رغم تقدم الحياة وتطورها وكثرة منظمات حقوق الإنسان وغيرها وهو المبعوث بقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ).

🔸المستكبرون يشنون الحروب على المستضعفين ويسلبونهم مواردهم ورغم وجود الإتفاقيات والمنظمات الحقوقية للبشرية وهو المبعوث بقوله تعالى : ( وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ).

🔸ينشرون الأوبئة الفتاكة من أجل جني المال الكثير والربح السريع بلا رحمة، رغم وجود منظمات الصحة العالمية وهو المبعوث بقوله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ).

🔸الفواحش تنتشر وتشرعَن بطريقة ممنهجة، والفضيلة محاربة ويقيدونها وهو المبعوث بقوله تعالى : ( وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ-إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ).

🔸الأسرة تُفكَّك وتهدم نواة المجتمعات الأساسية بسبب البرامج الهدامة وهو المبعوث بقوله تعالى :( وَبِالْوَالِدَيْنِ  إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ).

🔸المرأة تُدفن من جديد بعد أن جعلوها سلعة دعائية وحرموا الطفولة من الأمومة الصالحة بالرغم العمل من اجل حقوق الحيوان واقاموا له المنظمات، وهو المبعوث بقوله تعالى : ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ، بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ-وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ).

🔸القدوة الصالحة يخفونها ويرفعون شأن الطالحة الفاسدة وهو المبعوث بقوله تعالى : ( * لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا* ) . والرسول (ص) يقول ( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض )

🔸ينشرون الجهل والفسوق ويعظمونه ويحاربون الإيمان العلم والعلماء ويسخفونه وهو المبعوث بقوله تعالى : ( * يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ* , قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ).

🔸الشباب تهدر طاقاتهم ويميعونهم تحت عناوين براقة مزيفة وهو المبعوث بقوله تعالى : ( * إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا،إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى* ).

وهذا ما اختصرته سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام عن أهمية هذه البعثة النبوية بقولها في خطبتها الفدكية المقدسة : ( ابتعثه الله إتماماً لأمره ، وعزيمة على إمضاء حكمه ، وإنفاذاً لمقادير حتمه ، فرأى الأُمم فرقاً في أديانهم ، عُكَّفاً على نيرانها ، عابدة لأوثانها ، منكرة لله مع عرفانها ، فأنار الله بأبي ، محمّد ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ظُلَمَها ، وكشف عن القلوب بهمها، وجلا عن الأبصار غممها ، وقام في الناس بالهداية ، فأنقذهم من الغواية ، وبصّرهم من العماية ، وهداهم إلى الدّين القويم ، ودعاهم إلى الصّراط المستقيم ) 

✍🏼نعم نحن نحتاج للتمسك بالبعثة النبوية على مشرفها التحية والصلاة والسلام وآله الكرام لما فيها من إحياء للتعاليم السماوية ونشر الفضيلة ومحو الجهل والأمية وبناء المجتمعات والحفاظ على الروابط الأسرية والسير في مدارج الكمالات للقيم الإنسانية والفوز بالسعادة الأبدية ، وكل عام وأنتم بخير وعافية .