نحن كجالية في مأزق .. ما هو الحل؟

  • article

وليد حديد - مونتريال


هذه رسالة موجهة إلى كل فرد وجمعية في الجالية العربية ككل. أتمنى القراءة حتى نهاية هذه الرسالة والتعليق عليها.

نحن في مأزق كجالية بالرغم من نجاحنا كأفراد.

حرصي ومحبتي على لغتي وهويتي لا يأتيان من موقع عاطفي فقط أو عقيدة (ايديولوجية) ثابتة أو تحجُّر أو عصبية، وإنما لتحقيق الذات وحماية هذا الإرث من أجلِ الانسانية وعائلتي.

الهدف من العمل الجاليوي - كما أفهمه - هو تحسين أوضاع الجالية وحمايتها، وهذه هي بعض الأهداف المفصَّلة:  

- تحسين الوضع الاجتماعي عامة والاستفادة من واقع المجتمع الجديد،

- حماية الجالية وخصوصياتها من العنصرية بسبب جهل الحكومات المحلية والقضاء بخصوصياتنا الدينية والعرقية والحضاري،.

- حماية القيم التي نؤمن بها، ومن هذه حماية العائلة، التي هي أساس في ممارساتنا وحياتنا اليومي،

- حماية وتطور هويتنا الثقافية لما في الثقافة من دور في تحسين حالة الفرد النفسية والفكرية وأخذ القرار،

- باعتبار النقاط الواردة في الأعلى، يأتي الحفاظ على أولادنا من خلال التمسك بالقيم والثقافة - بالتالي الهوية. وواجبنا أن ننقل إليهم هذه القيم بما تمثله من ثقافة وطريقة عيش،

- حماية وتطوير دور اللغة العربية التي هي جامعُنا كلّنا كأفراد،

- إيجاد طرق من أجل تطورنا الاقتصادي والمالي من أجل تطوير كل النقاط أعلاه. ومن أهم هذه النقاط الجانب الاقتصادي بما يحويه: شبكة الاتصال ومفهوم تحوّل الأموال بين الأفراد والمنظمات،

- الاهتمام بالمسنين، ولِمَ لا يُعمَل على بيت خاص للعرب؟

دعونا نتكلم عن العناصر المدمرة لأي عمل اجتماعي أو ثقافي. وبمعالجة هذه النقط التفصيلية يمكن أن نصحح المسار ونضع خطة إيجابية للانتقال إلى وضع أفضل.

إني أكره التكلم عن السلبيات، ولكن إيجاد إطار للعمل من خلال تجنب العراقيل والسلبيات، وتطوير الايجابيات والانطلاق نحو المستقبل بدلاً من الغوص في مستنقع الماضي شيئان ضروريان.

- أكثريتنا كمجتمع عربي لا تؤمن بالقيادات ولكن بالزعامات وتتلوّن معها.

- نعاني من غياب الرؤية الواضحة لدى الجالية بالنسبة لِلهدف الذي نسعى إلى تحقيقه ولِوضع الخطط المطلوبة وتحديد طريقة للوصول إلى الاهداف التي تحسِّن وضعنا.

-  العمل الاجتماعي يحتاج إلى قيادات، ومن وقت لآخر إلى زعامات. للأسف فإن أكثر القائمين بالعمل الجاليوي - خصوصاً الثقافي - هم نرجسيون وينشدون الزعامة. هناك أشخاص يعرفون أو يُجيدون العمل الإداري أو التنظيمي بالتحديد. ولكنهم غير صادقين في خبايا أنفسهم، وهم يتناقضون في ما يطرحون وينفذون. لا نستطيع أن نغير الاخرين إذا لم نغير ما بأنفسنا.

- عندما نقوم بأي عمل نفتش عن سلبيات الآخر ونركز عليها ولا ننطلق من الإيجابيات التي وصلنا إليها.

- لا نفهم مفهوم الطاقات وتجييشها للحصول على الهدف. وفي أكثر الاوقات ننسى الهدف وندخل في المشاحنات الشخصية.

- نعاني من تجاوز حدودنا والتطاول على حدود الآخر، فنفقد مصداقيتنا وندمر طاقاتنا.

- ننسى القول الذي مفاده أنَّ قائد القوم خادمهم، أي يفتش عن مصلحة الجماعة ويجمع الطاقات ويوزعها، ويراجع ويجيد عملية النقد الذاتي بِطرح الأهداف أمامه، ويراجع الطريقة والأسلوب لتحقيق هذه الأهداف.

- ضَعُف التأقلم في المجتمع الجديد للرعيل الأول، وذلك أتى من تعدد التحديات لهذا الجيل وتفتيشه عن لقمة العيش، وفي مواجهته المشاكل العائلية، وغياب الهيئات المعنية بالاهتمام به.

- الجيل الثاني يعيش في تناقضات.

- بعثرةُ المحاولات الفردية الموجودة.

- عَجِزنا عن بناء المؤسسات التربوية والاقتصادية (كمجموعة) - حتى الثقافية والفنية.

- غابَت المراكز الثابتة لاجتماعات الجالية أو للشباب، وغياب النقاط المرجعية، وهذا يسبب خللاً وتضييعاً للطاقات والرؤية.

هذا بالرغم من أني حاولت وما زلت أحاول من خلال قاعة نهاد حديد ومن مدَّخراتي الخاصة وحدها، وفيها قد عانيت من الفوقية والانتقادات والعجرفة التي جابهني بها بعض الأشخاص الذين يمارسون العمل الاجتماعي والثقافي ويدّعون القيادة والزعامة. وهذا نتيجة ما تكلمت عنه في الأعلى بالنسبة للشخصية النرجسية. لا أقول هذا للعتاب أو لاستصغار الآخرين، ولكن كي نرى الأمور بوضوح وننظرَ إلى المستقبل.

الحل هو تخطي العوائق والسعي لإيجاد الحلول، منها :

- إيجاد القيادات والتعاون بينها،

- محاولة بناء مؤسسة - بالحد الأدنى - أو مؤسسات،

- تجميع الطاقات المبعثرة وتفعليها تفعيلاً تاماً (optimisation) من خلال خطة أو عدد من الخطط،

- التعامل مع الحكومات المحلية والوطنية والاستفادة منها،

- العمل مع الجاليات الأخرى للتنسيق معها، خصوصاً في ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية والعرقية،

- تشجيع الآخر والعمل معه.

شكراً للقراءة. أتمنى النجاح للجميع.