المهاجرون الجدد يغادرون كندا بسبب الوباء وآثاره الاقتصادية

  • article

د. علي حويلي ـ مونتريال

ادت جائحة  كورونا الى  اضطراب الوضع الاقتصادي وصعوبة الحياة اليومية  كندا ، ما تسبب بمغادرة العديد من المهاجرين الجدد وعودتهم إلى بلدانهم الأصلية ، حيث لديهم الكثير من الروابط الاجتماعية والعائلية.

في هذا الصدد، كشف مكتب الاحصاء الكندي ان العديد من المهاجرين الدائمين ممن اقاموا في كندا لمدة تتراوح بين خمس وعشر سنوات قد انخفضت اعدادهم في عام 2020 نتيجة انتشار وباء "كوفيد19 ". 

ويعقب على هذه الظاهرة ، وبرت فالكونر ، الباحث في العلوم السياسية  بجامعة كالجاري بقوله  "من غير المألوف أن يعود المهاجرون إلى بلدانهم الأصلية في أوقات الركود الاقتصادي".ويضيف

" ولكن إذا فقدوا وظائفهم ،ليس امامهم سوى العيش مع عائلاتهم  وتوفير نفقات السكن ، وربما يمكنهم العثور على فرص عمل هناك" علما  يتابع "ان كثيرين ممن غادروا قد لا يعودون اذا لم يتعاف الاقتصاد الكندي بسرعة ". ويلفت الى انه"  كلما طالت مدة بقائهم في بلدهم الاصلي ، كلما قل احتمال عودتهم الى كندا ".

وعلى الرغم من أن وباء كورونا تسبب في انخفاض الهجرة إلى كندا "بنحو 40٪ في عام 2020 ، الا ان  الحكومة الاتحادية  تسعى لقبول أكثر من 1.2 مليون مقيم جديد خلال العام القادم" .وعلى الرغم من ان هذا الرقم قد يبدو متفائلا  بالنظر الىى قيود السفر والانكماش الاقتصادي المستمر ، الا ان فالكونر يرى انه "من الصعب ان تصل الحكومة الى هذا الهدف ".مشيرا الى  انها تركز على جعل المقيمين المؤقتين في كندا الى مقيمين دائمين " .

مواقف  متناقضة

اعلن وزير الهجرة الكندي ماركو ميندديسينو ان جميع المقيمين المؤقتين "لا يرغبون أن يصبحوا مقيمين دائمين في كندا أو مواطنين كنديين" مشيرا الى "إن بعضهم هنا للعمل والدراسة ولكنهم سعداء بالعودة إلى ديارهم." علما انه يؤكد على ان "هدف الحكومة دائما هو محاولة زيادة عدد المهاجرين لا سيما في مجال العمالة  والرعاية الصحية والوظائف المتعلقة بالتكنولوجيا ، لأن قلة عدد المهاجرين سيؤذي هذه القطاعات ".

وأشار أندرو جريفيث ، المدير السابق "للمواطنة والتعددية الثقافية " في وزارة  الهجرة ، إلى أن "المهاجرين الذين يصلون أثناء الركود  يشعرون بالمعاناة الاقتصادية ، اكثر من أولئك الذين يصلون عندما يكون  الاقتصاد في حالة نمو"لافتا الى انه "من الصعب جدا ان نرى شخصا عمل في و طنه بمهنة معينة ويمكن ان يعمل هنا في المهنة ذاتها ".

 ويعتقد أن "من الصعوبة ان تحافظ كندا على مستويات عالية من الهجرة في وقت يعاني  الاقتصاد حالة  من الضعف  في قطاعات حيوية". ويحذر من ان " رحيل المهاجرين قد يترك مؤشرا خطيراعن فشل سياسات الاندماج  خاصة ما عنى شر يحتي النساء والاقليات المنظورة اللتين تشعران  بتدني فرص العمل ومعدلات الاجور قياسا باقرانهم الكنديين .