وا وَجعي…

  • article



بشير القزي ـ مونتريال 


وا وَجعي على مبادئ نشأتُ عليها منذ نعومة أظافري، وخِلتُها تعمّمت على جميع الأمم، لأفاجأ بها وقد تبدّدت في ظلام الليل!

نشأنا على أسُسٍ ارتضعناها من ثدي أمهاتنا: هذا لكَ، لا تُفرّط به؛ وهذا ليس لكَ، لا تقربْه، ولا تمسّه وساهِم في إعادته إلى أصحابه!

أمّا في الأيام التي وصلنا اليها فنجدُ ان الذي كان محظوراً أصبحَ محلّلاً وتتغاضى عنه القوانين بينما يُدير وجههُم جانباً ممثّلو الديانات السماوية!

إذا كان إلهُكُم واحداً فلماذا تتخاصمون؟ ولِمَ تتحَزَّبون؟

إنّ الذي يتعمّدُ زهْقَ أرواح آدميّين من خلقِ ربّه لهُوَ يرتكبُ إثماً يواكبه ما حَيا، وقد يتوارثهُ أفرادُ سلالته بعد مماته!

هل يجوزُ لقومٍ عانى الأمرّين خلال حقبةٍ من تاريخه على يد شعبٍ ما، ان يُفرغَ غضبهُ على شعبٍ آخر، لا ناقة له فيها ولا جمل؟

هل سيتباهى لاحقاً أبناء ذاك الشعب بأنهم قضوا على عشرات الآلاف من الأبرياء انتقاماً لمقتلِ المئات من أهلهم؟

هل بإمكاننا تبرير قتل أبرياء وتشريد ذويهم ودكّ منازلهم لأنهم ينتمون إلى شعب قام عدد من أفراده بتنفيذ عملية عسكرية؟

تصفّحتُ كتبَ التاريخ كافةً ولم أجد قوّة غازية تستهدف المستشفيات قبل إستهداف المقاتلين!

كيف تُصبحُ دورُ الشفاء محط التركيز على المعارك، والقضاء على المرضى والمصابين يصبح مبرراً؟

كيف نبرّر العذاب الذي يعيشه من غمرته الأنقاض من جراء القصف بانتظار لفظ أنفاسه ؟ 

حيفي على أممٍ خلناها سبقتنا في التقدم والتحضّر وإذ هي تصبّ الزيت على النار بدل ان تُطفئها في جحرها!

الصورة من ويكيميديا كومنز https://commons.wikimedia.org/wiki/File:War_in_Gaza_021_-_Flickr_-_Al_Jazeera_English.jpg