تحية طيبة وبعد ... لا تنسى 25 آيار 

  • article
غسان عجروش

 
هو الجنوب  قُبلة على خدّ الشمس 
تركها المقاومون في عجالة
و هم يختفون خلف الأزرق الهارب
اللوحة اكتملت 
وأورقت شتلات التبغ
التربة باتت حمراء 
حتى البحر أضاع لونه
ثلاث وعشرون سنونوات تنقر شبابيك الحقول 
شجرة اللوز تلوح للعابرين
هذا الحرير امتداد  أياديكم 
لا خدش يعكر مزاج الأغنيات
تغريد ماء
لا زال المساء يهتف بحنطتكم
الحقول نار معطرة بالورد و أصابع العز 
و بالُ الحواس جسور لا ينام
فتية بنوا لنا وطنا 
وبحرا بعد منتصف التنقيب بفاصلة و إشارة استفهام
سوّرها بأسلاك الحق والردع 
ازرع زعترا و جاردينيا و نار
ولا تغادر الأرض 
ولا تنسى 25 آيار 
كي لا تصاب بضربة بكاء أو طعنة غدر  
وكي لا يشد " السياديون الجدد "  قبضتهم على أحلامك
فيستفيق اليقين على خيبة وطن " ووطنيون"
وعلى وعود المفاوضات المحلية والأممية الذاهبة أدراج الريح
وعدوى البلادة
و انهزام الخيل في سباقات التلال العالية
 إبق جنوبيا فلاحا مقاوما 
يدس جذوره في عاشر أرض
يشهر منجله في وجه طغاة الأرض
يعرّش من أول الأنين إلى آخر الحنين
يدرّس الأخضر للعابرين
ووصايا موسى الصدر 
ويقول للغيم و الشمس ها أنا
ظل وطن
ولو شئت كن فلاحا عاشقا
اترك اللون يرعى في مراعي اللقاء
ارسم مقعدا فوق تلة خضراء تطل على النصر
مقعدا يتسع لثوار الأرض وترابا أخضرا كأجسادهم 
و ارسم جوقة على غيمة تجيد لحن موسيقى الحزن 
حتى لا يفاجئك الصوت و الصدى
أمهات تغني الرصاص أغنيات المدى 
" يا حادي العيس سلمللي على إبني " 
 ننتبه بأن الياسمين لا يحسن الغناء
و الفجّار ساسة
و الفسّاد وطنيون