اما بعد …ليس للاحباط من سبيل ! 24 سبتمبر, 2023 وقت الإنشاء: 04:22 ص عدد القراءات: 1391 وقت القراءة: 1 سامر مجذوب ـ مونتريال دخول في صلب الموضوع و دون مقدمات ...لا شك ان هناك بعض من الانطباع العام عند عموم الجالية في كندا على التراب الوطني يغلب عليه الضغط المعنوي و نوع من الاحباط لعدة اعتبارات و تحديات ليست بالهينة. الجالية تشعر بنفسها تحت الحصار بشكل دائم ، من استماتتها لفترات زمنية طويلة لرفع اتهام الارهاب و الدموية عنها .. الى استهدافها بحملات كراهية و اعتداءات عنيفة و ارهاب اذى الى حالة شعور بفقدان الامن في بعض الاحيان ... الى اسلاموفوبيا حاقدة تطل براسها باشكال مختلفة و كثيرة... الى احساس الجالية بالتمييز العميق يصيب شبابها و بناتها منها من خلال اقرار قوانين ادت مفاعيلها الى حالة تمييز مباشرة ضد شاباتها على وجه الخصوص ... الى استهداف اطفالها في المدارس بتوجيهات "تمييزية " منها حديثا كمنع الصلاة تحت تبريرات و حجج لا تقنع الا من اصدرها و مؤيدوه . و مع بداية العام الدراسي كان الحدث الذي اخذ مساحة اهتمام هو "تهديد بطرد" فتيات في احدى الثانويات الخاصة في مدينة لافال في كيبيك لارتدائهم الحجاب . و تأتي قضية ما يعرف "بالهوية الجنسية و التعليم الجنسي للاطفال في المدارس " و فق اسس تُفرض، حسب الاهالي المعنيين، بشكل فوقي دون اخذ بعين الاعتبار اي معطيات "تربوية" اخرى ، لكي تؤدي الى حالة زلزال مجتمعي داخل الجالية من الساحل الى الساحل الى الساحل . انتفضت الامهات و الاباء بشكل لم يسبق له مثيل . و تحركت الجالية بمختلف شعابها بمطالب حقوق الابوة و الامومة التي تحفظها المواثيق الفيدرالية و في المقاطعات . ادّت ردّات افعال على مطالب اهالي الاطفال و تصريحات بعض السياسيين اضافة الى تسريبات عن عمليات تخويف و تهويل تطال كل من طالب بحقوق الوالدين او كانت له وجهة نظر حول كيفية التعليم الجنسي لاطفاله دون اعتراض على المبدا . حتى وصلت بعضها الى التعرض لبعض الطلبة من صغار السن في احدى المدارس بالتقريع الشديد و المهين ليس لشيء الا لما اعتبر وجهة نظر لا تتطابق مع البعض . كل هذه الامور مجتمعة مع حالة الاستقطاب الشديدة التي ظهرت في مختلف شرائح المجتمع الكندي ادّت كلها حالة ذعر عند الكثير من الاهالي قد يكون وصلت الى حدود المبالغة في بعض الاحيان .كان ان انطلقت حركة احتجاجية ملفتة من قبل اهالي طلاب و منها مسيرات كبيرة شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين في مختلف المقاطعات و كان للجالية دور محوري في هذا التحرك الذي تعرض لحملات تشنيع قل نظيرها في البلاد . و لكن في المقابل وضعت القضية برمتها تحت المجهر و سوف يكون لها بالضرورة تداعيات سياسية و الجتماعية على المشهد في كندا .امام حجم التحديات المستمرة قد يقول قائل كيف لا يكون للاحباط من سبيل…حقيقةً بالنظر الى نصف كوب الماء الملىء نرى جالية متفاعلة على اكثر من صعيد . فهي تتحرك بشكل موازٍ على اكثر من جبهة . تجدها تواجه العنصرية و التمييز في اروقة المحاكم . تجدها تواجه الاحقاد و العنف الذي يستهدفها بالوحدة و بالثبات و الفخر بالهوية و الانتماء . و تراها تساهم في تشكيل قيم اجتماعية للبلاد من خلال رفض او قبول بعض المفاهيم التي تفرض على المجتمع الكندي باسلوب او اخر . تراها تنتفض عندما تشعر بالمساس بأبناءها . وصل الامر ان هناك جاليات كبيرة تسير في ظلال حركة الجالية في نفس الاهداف و المسار .الجالية تواجه الاستهداف بالاندماج الايجابي فترى شبابها في مواقع اخذ القرار . و تراهم مشاركين في الحركة الاقتصادية و العلمية في كل انحاء الوطن الكندي …الجالية ليست من فضاء اخر بل هي جزء حيّ من نسيج المجتمع الاكبر في البلاد . عليها واجبات تقوم بها بكل رضى و لها حقوق دون نقصان و دون استجداء . هي جالية تنبض بالايمان و الحياة و العطاء بكل تفاصيلها …فكيف للاحباط ان يكون له عليها سبيلا !سامر المجذوب هو رئيس المنتدى الاسلامي الكندي *الصورة من صدى المشرق