أيّها المسلمون الكنديون: تَحَضَّرُوا، اليمين المتطرف قادم! 26 يناير, 2023 وقت الإنشاء: 09:53 ص عدد القراءات: 174 وقت القراءة: 1 د. علي ضاهر ـ مونتريال كندا ليست جزيرة معزولة، بل هي مرتبطة بما يجري في العالم. الرياح، التي تهبّ منذ مدّة على أوروبا والولايات المتحدة يمينية الإتّجاه، لفحت وستلفح كندا أكثر وأكثر. واليمين عندما يضرب يطال بضرباته أولا المهاجرين بشكل عام والعرب والمسلمين بصورة خاصة. فأعمال الكراهية بحقّ العرب والمسلمين المنتشرة في الغرب، والتي ستزداد انتشارا، تجد لها صدى لدى فئات من الكنديين. إذ يلاحظ منذ مدّة عملية انزياح ملحوظ نحو اليمين لفئات من الكنديين، لا سيما تلك الفئات الشديدة التأثر التي لها قابلية ان يتمّ التلاعب بها او تلك القليلة المعرفة بطروحات اليمين الخبيثة. واليمين يستغل عوامل عديدة لتمرير طروحاته المبنية على الكراهية والتضليل ويسرّب معلومات خاطئة عن الآخر ولا سيما عن العربي والمسلم. وهذه الطروحات، التي يقوم اليمين بإمطار الكندي العادي وإغراقه بها او يعاود تفعيلها وتنشيطها، هي موجودة أصلا في المخيلة الجماعية الكندية ومتغلغلة في العقول وفي مفاصل الحياة الشعبية والرسمية (للفكر اليميني قواعد مهمة ايضا في الدوائر الرسمية). والكندي العادي نهل منذ نعومة أظفاره من روايات شعبية وحتى رسمية وتعرض لعملية غسل دماغ مفادها ان المسلم والعربي (الكندي العادي لا يفرق بين عربي ومسلم) هو سارق وظائف، ذكوري قامع للنساء ومعتدي عليهن، كسول، يستغل النظام، وجهادي إنتحاري مستعد للإنطلاق! لقد أمضت كندا فترة طويلة في ملاحقة ما يسمى التطرف الإسلامي لدرجة انها تركت الباب واسعا أمام اليمين بجميع ألوانه، فترعرع لدرجة انه أصبح عاديا وتغلغل ووصل الى مختلف المرافق الشعبية والسياسية والاجتماعية وحتى الى القضاء والأمن. في هذه المرافق قوى مهمة تتقبل أفكار اليمين وتعتبرها عادية ومقبولة ولا تعتبرها خطرا. كما وان اليمين المتطرف من ناحيته لا ينظر الى أعضاء هذه المرافق – رجال الشرطة، قوى الامن، القضاة – كأعداء! بل يعتبر ان قضية واحدة تجمعهم تتمثل بمحاربة السارقين وقامعي النساء والجهاديين! وهذا ما يسمح لليمين بأن يستسهل القيام بأعماله معتقدا بأنه محمي الظهر، او في أسوأ الأحوال، يظنّ بأن العقاب الذي سيناله جرّاء أعماله بحقّ المسلمين والعرب لن تكون قاسية! مما يفتح المجال لتزايد أعمال الكراهية. لذا نرى ان أعمال الكراهية الموجّهة ضدّ العرب والمسلمين تتزايد سنة بعد سنة في كندا. إذ تقدر هيئة الإحصاء في الحكومية الكندية إن جرائم الكراهية ضد المسلمين زادت بنسبة 71% بين عامي 2020 و2022 فقط. هذه الجرائم التي كانت عبارة عن أفكار موجودة أصلا في النفوس تطوّرت الى أفعال و بدأت تتجسّد عمليا على الأرض، كما دلّ على ذلك الهجوم على مسجد كيبيك في 29 كانون الثاني سنة 2017 والذي أسفر عن استشهاد 6 وإصابة 19. تزايد أعمال الكراهية في العالم وآخرها إحراق المصاحف في أوروبا، توحي بأن الآتي أعظم! كندا ليست بمنأى عما يدور في العالم كما يوحي الجو العام. لذا تَحَضَّرُوا. فأعمال اليمين الكندي المتطرف لا شكّ قادمة. على الجميع ان يتحضر لتحمّل المسؤولية. المسؤولية الكبرى تقع على عاتق النخب ولا سيّما الشخصيات والقوى التي تدّعي تمثيلهم!