النائب الخوري ويوم النكبة ... لماذا لا تكون فلسطين وجهة الخطأ؟ 15 مايو, 2022 وقت الإنشاء: 03:46 ص عدد القراءات: 469 وقت القراءة: 1 لبيب فرج الله ـ مونتريال تمر علينا الذكرى الرابعة والسبعين لنكبة فلسطين في كندا عموما ومقاطعة كيبك على وجه الخصوص ونحن نعيش تطورات لافتة لا بد من التوقف عندها لما تحمله في طياتها من إنعكاسات على مسيرة جالياتنا تؤكد على الضرورة الملحة لمشاركة جاليتنا في العمل السياسي والإنتخابي داخل الأحزاب الكندية وخارجها ولإبقاء الصوت مسموعا وعاليا تأييدا لحقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة ولمواصلة العمل على كل الصعد القانونية المتاحة أمامنا كمواطنين لنيل تلك الحقوق . وفي الوقت الذي نعتبر فية هذا التأييد عملا مشروعا وطنيا ومحقا إنسانيا، يرى سياسيون كنديون ان ذكرى نكبة فلسطين إنما هو " يوم استقلال " لكيان قام في عرف الكثيرين في كندا والعالم على القوة وسلب الشعب الفلسطيني ارضه وحقوقه، وهو يوم يوجه فيه هؤلاء السياسيون ما يسمى بالتهنئة التي تحمل الكثير من تجاوز السياسة الداخلية والخارجية الكندية ايصالا لرسائل عديدة الى من يهمه الأمر من أدوات ضغط اسرائيلية وصهيونية اثباتا لحسن النوايا الانتخابية وإن كانت على حساب حقوق المظلومين المسلوبة حقوقهم. وفي هذا السياق ، سجل موقع النائب الفدرالي السيد فيصل الخوري موقفا نافرا حين وجه التهاني للإسرائيليين بما اصطلح على تسميته بيوم الإستقلال ثم سحبه من التداول بعد ان نبه الى هذا النشر في أعقاب موجة إتصالات ومساءلة وإحتجاج واسعة النطاق. ومن خلال سلسلة من التواصل والرسائل التي وصلت من متابعي الشأن العام والجاليوي منه على وجه الخصوص ، وفي معرض مد السخط وجزر التبرير علم ان النائب الخوري ومصادره زعمت ان ما حصل كان بسبب خطأ من احد الموظفين الذي قام بنشر تلك التغريدة دون استئذان النائب الذي كان قد أجاز بدوره لموظفه بنشر كل ما يصل مكتبه من الحزب الليبرالي الكندي ،وبذلك تكون الحلقة قد إكتملت فلا النائب علم بالأمر ولا الموظف أعلم النائب . امام هذه الواقعة المؤلمة اريد ان أستعين لمن يهمه الأمر. بـ" فائدة الشك "وأقول نعم ، ربما حصل خطأ ما في مكان ما ثم حدث ما حدث ؟ ولكني اسأل في نفس الوقت : لماذا الخطأ دائما لغير صالح فلسطين والفلسطينيين وأنصارهم ولم يحصل ولا لمرة واحدة منذ العام 2015 خطأ واحد بإتجاه فلسطين والجاليات العربية؟ من يراجع مسلسل الأحداث منذ العام 2016 يخلص دون كبير عناء ان وجهة الخطأ هي في اتجاه واحد. فحين نشر مكتب النائب الخوري بعد انتخابه بسنوات قليلة شعار الحركة الصهيونية المتمثلة بالنجمة السداسية الزرقاء اللون لتوجيه تهنئة للجالية اليهودية لمناسبة احد الأعياد الخاصة بها علما انه كان بإمكانه استعمال شعارات اخرى تخص تلك الجالية وتكون اقل استنفارا لمشاعر الكتل الأخرى من ناخبيه واكتر انسجاما مع الحدث موضوع التهنئة ، كان ذلك خطأ مدير الإتصالات في مكتب النائب. وحين أعرب عن الندم خلال الحملة الإنتخابية للعام 2019 لإحدى أدوات الضغط للصهيونية المؤيدة لإسرائيل وقدم الإعتذار بسبب مشاركته في حفل جاليوي دأب على حضوره شخصيات سياسية كندية عديدة على مستويات مختلفة منذ عقود ، كان ذلك خطأ النائب نفسه وعلى صعيده الخاص و إستتبعه بتقطيع علاقاته وإتصالاته بمعظم مؤسسات الجالية العربية وناشطيها ذوي الهوى غير المنسجم مع مآلات أدوات الضغط تلك. وحين نشرت التغريدة الأخيرة كان ذلك فصلا اخر من فصول الأخطاء المتكررة منذ سنوات والتي اتكأ على ما له من رصيد عمل وطني لدرء مناخات الشك حول مسبباتها في الوقت الذي كانت فيه كل الصلات قد قطعت بكل ما يثير قلق أدوات القمع السياسي والإنتخابي . إذن ، كم نحن تواقون الى خطأ واحد في إتجاه المسألة الفلسطينية المحقة وقضايا الشعب الفلسطيني العادلة على سبيل المثال لا الحصر ولا بأس ان صدر الخطاء ثم سحب ولكن فلينشر ولو لمره واحدة . وفي الوقت الذي صدر من النائب الفدرالي الليبرالي سلمى زاهد مواقف تطلب الإدانة والتحقيق الجدي في جربمة اغتيال الصحافية شيرين ابو عاقلة وحين حاول النائب الفدرالي ألكسندر بولريس الحصول على موافقة مجلس العموم لإدانة الجريمة ، ولما حاولت النائب ربى غزال الحصول على موافقة المجلس التشريعي في كيبك صمت نوابنا الوطنيون وأنصارنا من النواب الذين يهرعون لطلب المتطوعين والمال الانتخابي امام هول هذه الجريمة صمت القبور وفشلت محاولة النائبين. ان جاليتنا مدعوة الى إعادة النظر في توجهاتها السياسية والإنتخابية خاصة فيما يتعلق بدورها وبمشاركتها في الحياة السباسية على كل المستويات والفعل في الأحداث حيث تستطيع لا ان نكتفي بجلد ممثلينا واصحاب القرار السياسي بيننا او حتى لجلد أنفسنا . إن توجيه الملامة والمساءلة الى الأحزاب بمسوؤليها ونوابها والى رئيس الوزراء ومن معه وحوله باتت مساءلة غير ذات جدوى وترداد لا صدى له سوى القعقعة في الهواء. الحل في المشاركة الفعالة وفي التخلي عن اللامبالاة والبقاء على هامش الحياة السياسية والانتخابية وفي تشكيل كتلة ناخبة وازنة تنتخب من يمثلنا لا من يمثل علينا . وللبحث صلة .*الصورة من الفيسبك