تحية طيبة وبعد ... ٤٤ عاما مما تعدون !!

  • article

غسان عجروش - مونتريال


تنام المواعيد ، وآب يلسعنا وكل الآيام آب ولهيب 

وتبقى قضيتك يا سيدي ساهرة  

في البعيد البعيد طائر نورس يهيم بنا أن نكف عن كتابة  المرأثي وأن الله إن قدر فعل وإن فعل ففعل حسنا 

هذا الزمن المتواطئ طوعا مع سنين العمر لا يترك لنا كثيرا  من الاحتمالات الممكنة واللا ممكنة 

بل تنهب آخر احتمالاتنا

سحيقة هي الحقيقة وموجعة 

وأوتارك  يا سيدي غافيات بفعل  غدر  العرب 

٤٤ عاما والاسئلة كثيرة جدا ولا جواب 

وقلوب مازالت تبحث للصدى عن صوت 

من قصب القمر

و منحوت الشمس

من شرق الشرق 

أتيتَ إلينا رجلا يسعى 

إخترقت الوصايا

ودخلت الى أفضل العبادات... حوائج الناس 

وفي كفيك رزمة نبوءات

ومن على شفاهك نهضت ثورات 

هذا العالق من دفءٍ.في حنايا القلوب

 الساكن في ذاكرة الشمس

و المتواتر على ملامح الزمن الجميل.. أمل المظلومين وصوت المحرومين 

هو الإمام موسى الصدر 

رجل من سلالة المحال

يهدر في تباريح وجداننا 

موج البحر طوع أبنائه 

يهيب بقبائل النبض

أن انفعلي حين ظلم وحرمان 

يا سيد الوطن ويا نصير الانسان كل الانسان 

نوافذ قلوبنا مازالت مشرعة

وشفاهنا نداءات لا تتعب ولا تنعس

الواحد والثلاثون من شهر آب يوم جريمة إختطافك ورفيقيك بات يوما لتذكير العالم بهول ما اقترفته يدا حاكم ليبيا المقبور

ماذا نخبرك يا سيدي الإمام القائد

نحن لسنا بخير 

للحزن فينا لغة أخرى لا نشبه في هطولها الآخرين، ولفمنا العربي لعنة تصيبنا في مقتل حيثما انطلقنا في احتدام البوح الذي ملأ قلوبنا بالحنين والصمت الاجرد.

ونقف مكتوفي الحزن نتأمل أطلالنا القادمة بقلب كسير. المصرفي الغني سرق جنى عمر المغترب البار لوطنه وعائلته ؛ المصرفي الجشع أكل تعب العامل الكادح،  وقرش الفقير الابيض ،  

العتمة مازالت مكتوبة على جبيننا كيما تراها العيون وتهفو لها الافئدة. ونحن نحن في دوامة الحزن نغفو لنستفيق لنغفو كرة أخرى. وكأننا لم نتعلم من وصاياك شيئا.. لقد قلتَ للناس يوما  :  " لقد دعوت الى الهدوء ما فيه الكفاية ولن اسكت بعد اليوم وإذا سكتم أنتم فلن أسكت أنا بعد اليوم..." ( موسى الصدر) 

مليئة أيامنا بالعتمات الكهربائية والغذائية والطبية والمعيشية ، مليئة أنفسنا بجروح محتدة في قدمها وفي حداثتها، وبتنا اليوم نردد الآه تلو الآه ولا أحد يسمعنا كما كنت تسمعنا يا سيدي 

نعم، هي تلك الآه نرويها لك حين ينكسر الضوء 

شوق يوسف الدائم

مساحة الاحتياج لك بطول الغياب ..ما أجملنا ونحن نمجّد الوفاء في يوم تغييبك فقط , 

مقصرون نحن بحقك يا موسى الصدر .

ما هكذا علمتنا يا سيدي الإمام ! 

حين اختطفتنا آيادي الحرمان والإقطاع  أقمت يومها الدنيا ولم تقعدها لأجلنا  وقلت لهم لن أهدا ومازال محروم واحد في لبنان 

واليوم نرتوي بكتابة الشعر والنثر على أطلال تغييبك ورفيقيك الشيخ محمد يوسف يعقوب والصحافي عباس بدر الدين 

 سيدي  مساحة الاعتذار بمساحة الحب

ومساحة الاعتذار تأتي اعترافاً بعجزي الكتابي عن الوفاء بما قدمته لنا من إنجازات وبما يليق وشموخ هامتك / رفعة مقامك