"صالون الكتاب في مونتريال" : لا زال للكتاب حضوره لكن ليس عند الجالية

  • article

صدى المشرق ـ مونتريال

بدأت الخميس الماضي في الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني انشطة النسخة الـ46  من صالون الكتاب في مونتريال. وواصل الصالون استقبال المهتمين على مدى خمسة ايام حيث كان مساء امس الأحد في السادس والعشرين من شهر تشرين الثاني اليوم الاخير لهذا الحدث الثقافي المُميّز في فصل الخريف .

ففي "وقت يشهد اضطرابات بيئية ومجتمعية وتكنولوجية كبيرة، يضع معرض مونتريال للكتاب، الذي ترعاه راديو كندا، إنسانيتنا في قلب نسخته السادسة والأربعين"، كما جاء في تقديم نشر على موقع المعرض. شعار هذا العام هي " أن نكون بشرًا "، الذي سيسلط الضوء على "قدرتنا غير العادية على الاختراع، وثراء خيالنا، والقوة الموحدة للكتب". في الفترة من 22 إلى 26 تشرين الثاني نوفمبر، تمكن القرّاء والقارئات من جميع الأعمار، الذي زاروا الصالون المنعقد في قصر المؤتمرات في مونتريال، من الاستمتاع بالبرامج المعاصرة تمامًا.

اجتذب هذا الحدث الأدبي الكبير ما يقرب من 88 ألف زائر على مدار خمسة أيام، جاؤوا للقاء 1900 مؤلف يمثلون 650 دار نشر.

الحضور العربي في المهرجان لم يكن كبيرا حيث تمكنا من لقاء كاتبين خلال جولتنا على المعرض هما مازن عبد الله ومجيد بْلال .


مازن عبد الله

الكاتب مازن عبد الله ، الذي التقيناه خلال جولتنا هو كاتب لبناني درس ادارة الاعمال في الجامعتين اليسوعية والروح القدس الكسليك وكان يعمل مديرا لاحد المصارف. تحدث الينا عن كتابه " غبار في الفضاء " ، الذي اعده بالاشتراك مع الكاتب حيدر صفا وترجمته الى الفرنسية السيدة Sylvie Beaupré ، فقال " باختصار الكتاب يتحدث عن استديو للاحلام نتخيّله في العام 2050 .. يصنع الاحلام ، كما ان هناك استديو في الوقت الحالي يصنع الافلام.. يصنع احلاما مشتركة ويبثها للناس بدون ان يعرفوا ان هناك استديو .. هؤلاء الناس يرون احلاما مشتركة، وبالتالي من يملك هذا السلاح بامكانه ان يحرّك المجتمعات والشعوب كما يريد ويتحكم بها كما يشاء ، وبالتالي لن يكون هناك حروب بالمعنى التقليدي . بل ستكون حروب الفكر والسيطرة من خلال الحلم على المجتمع ". واضاف " هي حرب القوى المتقدمة مع الشعوب النامية التي تتاثر كثيرا بالحلم كونها تؤمن بها. ومن يسبقها على صعيد التكنولوجيا يستطيع ان يصنع لها الاحلام ويسيّرها كيفما يشاء ويستخدمها كسلاح في يده ، للاسف ".

وعن اهمية المشاركة في المعرض قال عبد الله " بعيد وصولي الى كندا بدات ازور المعرض ولم اكن اتوقع ان ياتي اليوم الذي انشر فيه كتابا . لذلك مشاركتي اليوم هي انجاز بعد مرور قرابة 13 سنة على وصولي الى كندا . حيث استطعت ان انشر كتابنا انا وحيدر صفا من خلال دار نشر كندية . بذلك اكون من خلال هجرتي الى كندا قمت بعمل  تجاوزت من خلاله البقاء على الهامش".

وعن اقبال الجالية العربية على المعرض لاحظ عبد الله ان الاقبال بغالبيته هو كيبكي ، فهو " يعرف ما هو الخيال العلمي ويحب مطالعته اكثر من القارىء العربي ".

وعما اذا كان الكتاب الورقي لا يزال يستقطب القراء في ظل اقتحام التكنولوجيا الرقمية كافة مناحي الحياة قال " الجيل الجديد لا شك انه يقرأ من خلال الشاشات، ولكن لا زال هناك الكثيرون من الناس التي تقرأ النسخة الورقية. ولا زال للكتاب حضوره في مونتريال ".  

عن مشاريع جديدة يحضر لها قال عبد الله " انا وحيدر صفا بدأنا بالاعداد لاصدار كتاب جديد وان كنا ننسق عن بعد. هذا الكتاب سيكون تحية لكل النساء ".

يذكر ان الكاتب عبد الله وصل "الى كندا في العام 2010 كمهاجر من لبنان لتامين مستقبل الاولاد". نشر هو وزميله حيدر صفا "ثلاث روايات حتى الآن ، احداها "السمفونية السوداء" ترجمها صفا الى اللغة الالمانية وحاليا كتاب " غبار في الفضاء "  تُرجم من العربية الى الفرنسية في مونتريال . وهناك كتاب "مدينة الازمنة المنهوبة".
للاطلاع على مراجعة للكتاب اجرتها الزميلة دارين حوماني يمكنكم الضغط هنا

مجيد بْلال

في الكشك المخصص للمركز الثقافي المغربي الذي يضم إنتاج الكتّاب المغاربة التقينا الكاتب مجيد بْلال الذي وصل الى كندا منذ 43 سنة ويسكن في مدينة شربروك حيث درس الاقتصاد. بلال له "عدد من الاصدارات في الحب والشعر والقصص التي تتناول السوسيولوجيا كما السيرة الذاتية" كما اخبرنا. وهو اعتبر ان" المشاركة في صالون الكتاب في مونتريال مهم جدًا للمؤلفين الناطق باللغة الفرنسية ". وعما اذا كان الكتاب الورقي لا يزال يجد من يقراه قال بْلال " لا زال له جمهور الذي يحس بالورق ويشم رائحته ويستمتع بها . وعندما يتم التخلي عن الورق نتوجه نحو الكتاب الالكتروني . المهم هي القراءة ". واكد انه " حتى الآن لا أزال ارفض اصدار نسخة الكترونية من كتبي ".

سالته عن من يقرا ما تكتُبُه وما اذا كانوا من الجالية المغاربية او العربية او الكيبكية فاجاب " قليل من الجالية العربية من يقرأ . فيما الغالبية هو من الكيبكيين والكيبكيات او من السواح من فرنسا وغيرها . فلربما الثقافة لم تدخل بيوت الجالية بالشكل المطلوب ".

*الصور من صدى المشرق 

معرض الصور