الوزير قاسم عميري لـ"صدى المشرق " : وصولي إلى هذا المنصب لم يكن نتيجةَ واسطة بل بسبب العمل الكاد ودعمِ جالية كبيرة 05 نوفمبر, 2022 وقت الإنشاء: 02:14 م عدد القراءات: 441 وقت القراءة: 1 حسين حب الله بالرغم من انه وُلد في كندا وترعرع فيها الا انه لا يزال متعلقا باصوله اللبنانية وهو يتردد إلى لبنان باستمرار "كل سنة أو سنتين" وكذلك يفعل اولاده . كما لا ينسى ضيفنا في هذا اللقاء جذوره الاسلامية اذ يشيد بعلاقته بالجالية ولا ينسى دورها فيما وصل اليه فيقول " أنا مُقرَّبٌ جداً من بيئتي الدينية والعِرقية ". ويضيف " لا أستطيع الثناء على أبناء جاليتنا الإسلامية والعربية واللبنانية بما يكفي بعد كل ما قدَّموه لي. فقد دعموني ودعموا والدي في السنوات الثلاثين الماضية. إذاً فعلاقتنا بالجالية الإسلامية وثيقة في كالغري وإدمنتن... وعليَّ أن أُثنِي على أبناء الجالية الإسلامية/ العربية/ اللبنانية وعلى قوتهم في ما فعلوه من أجل عائلتي ومن أجلِ تعييني وزيراً". واكد ان وصوله الى الوزراة " ما كان لِيحدُث لو كانت جاليتنا ممزقة، وعليه، علينا أن نتابع تقدّمنا حتى نصل إلى أعلى ما يُمكن، وإن شاء الله سنصل عبر المثابرة". رغم الولادة في كندا الا انه يتحدث العربية حيث يؤكد "إن لم نَحمِ لغتنا ومعتقداتنا وثقافتنا، وخسرناها، فسنفقد روابطنا بأوطاننا الأصلية، لبنان وسوريا ومصر وسواها، ومن فقدَ هذه الروابط امتنعَ عن العودة مُطلَقاً". ويقول " أشجع الجميع على المحافظة على أوثَقِ الروابط وأقواها مع خلفياتنا العِرقية هو النائب في حزب المحافظين في مقاطعة البرتا قاسم محمد عميري Mickey Amery الذي دخل التاريخ في المقاطعة بانتخابه اول وزير من اصول لبنانية . هو ابن النائب السابق محمد عميري، الذي كان نائباً في حزب المحافظين في ألبِرتا من عام 1993 حتى 2015، وأتمَّ سِتَّ دورات في مجلس النواب بألبرتا. له أربع أخوات، وهو متزوج من السيدة هِبة من بلدة جب جنين البقاعية، وقد رزَقهما الله ثلاثةَ أولاد هم محمد ، ليلى ودانيال. كان عمره 36 عاماً عندما ترشح للانتخابات عن دائرة كالغري كروس (Calgary-Cross) في ألبرتا عام 2019. عميري حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية ، ودرجة البكالوريوس في الاقتصاد ، ودرجة الدكتوراه في القانون. ويقول في لقائنا معه " قبل أن أترشح للمجلس النيابي كنت أعمل محامياً هنا في كالغري. أسستُ مكتباً عام 2016، والحمد لله - سار العمل به جيداً، وبات لدينا 6 أو 7 محامين . كما يعمل لدينا خمسة موظفين ، ومؤسستنا آخذة في النمو في كالغري، ونحن متخصصون في قانون الأحوال الشخصية، كما أننا مختصون بخدمة أبناء الجاليات العِرقية في كالغري من الذين تختلف لغتهم الأم عن الانكليزية.عمل لدينا محامون متكلمون بلغات متعددة: العربية، والهندية، والأرديّة، وغيرها كي نساعد سكان هذه المنطقة من غير الناطقين بالانكليزية أو من الذين لا يتقنونها". سألته سؤالا شخصيا عن سبب تحويل اسمه من قاسم إلى ميكي (Mickey ) فقال" سؤال شخصي ومهم فعلاً. إسمي وفقاً لهويتي هو قاسم محمد مَكّي عميري. عندما وفد والدي إلى كندا في أوائل السبعينات، لم يكن له أي من أفراد عائلته المصغرة، فلقد جاء بمفرده، وكان قريبه مَكّي عوَض أول من استضافه في منزله، وكان والدي ممتناً جداً لضيافته، وعندما وُلِدتُ، سمّاني بِاسم جدي قاسم عوض عميري، فاختار ليَ اسمَ قاسم محمد مَكّي عميري. وما زال أغلب الناس في بلدتي يربطون اسمَ عوض بِاسم عميري ربطاً وثيقاً بالرغم من أني لا أعلم ما سبب ذلك. إذا فاسم مَكّي اسمٌ عربيٌّ دينيٌ، لكنه تحول إلى ميكِي (Mickey) عندَ اندماجي في المجتمع الكندي بطبيعة الحال". معاليك هل تحثُّ الناس على الاحتفاظ بأسمائهم الأصلية كمحمد وحسين وعبد القادر وغيرها؟ أشجع الجميع على المحافظة على أوثَقِ الروابط وأقواها مع خلفياتنا العِرقية، فنحن نملك شيئاً جميلاً يتمثل بقدرتنا على تأمّل حضارتنا المذهلة التي عمرُها آلاف السنين، كما أننا محظوظون لِعَيشنا في بلد يسمح لنا بممارسة تقاليدنا الدينية والعِرقية بِحرية وكذلك يحتضننا. أنا شخصياً اصطحبت أولادي محمد وليلى ودانيال إلى لبنان مرات عديدة تكاد تساوي المرات التي زرتُ البلد فيها. في الواقع، ابني الأكبر زار لبنان خمس مرات حتى الآن. أنا مُقرَّبٌ جداً من بيئتي الدينية والعِرقية، فهي تَسِمُني ولهذا أعتقد أنها تقدِّم لي ميزات قد لا تتواجد لدى بعض الناس. إحدى هذه المنافع مثلاً هي قدرتي على الاندماج في المجتمعين العربي والكندي، وكما تعلمون، أستطيع التواصل مع أبناءِ جاليتنا العربية والمجتمع الكندي بالمقدار نفسه. بلدنا استثنائي وغني وقوي فعلاً، وهذا شيء يجب أن نقدّره وننمّيه ونحميه. أعتقد أن هذا الأمر مهم جداً، وهو يقدم للمتكلمين بأكثر من لغةٍ فرصةَ فهمِ الآخرين ومعايشةَ التنوع في هذا العالم. إنها نعمة وَهِبة، وعلينا أن نحافظ عليها إلى الأبد. أما إن لم نَحمِ لغتنا ومعتقداتنا وثقافتنا، وخسرناها، فسنفقد روابطنا بأوطاننا الأصلية، لبنان وسوريا ومصر وسواها، ومن فقدَ هذه الروابط امتنعَ عن العودة مُطلَقاً". اليوم يبلغ عميري اربعين سنة من عمره وتم اختياره من قبل رئيسة الحكومة في البرتا دانيال سمِثّْ ليكون وزيرا لرعاية الاطفال والشؤون الاجتماعية . عن حدود وصلاحيات ودور الوزارة التي تولاها يقول عميري لصدى المشرق خلال اتصال هاتفي جرى مساء الخميس " وزارتي هي وزارة رعاية الأطفال، ولها وظيفتان أساسيتان: الأولى هي رعاية مصلحة الأطفال دون الثامنة عشرة، والثانية تتمثّل بتدخُّل الحكومة عند حدوث مشكلة ما في المنزل أو مع الطفل. هذا يعني تدخّل الوزارة في حال الإساءة إلى الطفل أو إدمان الوالدين على المخدرات أو الكحول أو معاناتهما من الاضطرابات العقلية. وقد تُخرِج الوزارة الطفل المعني من المنزل حتى تحسُّنِ وضع الوالدين، أو قد تعمل معهما على إعداد خطةٍ سليمةٍ لمساعدتهما والطفل كي يتخطوا المشكلة بأسرع ما يكون، وهذه هي الآلية التي نفضّلها. - بحسب معلوماتك تتواجد المشكلة في ألبرتا بالنسبة لتعليم الثقافة الجنسية لِلأطفال في سن مبكرة، أو أن المشكلة غير موجودة بالنسبة لحزب المحافظين؟ لا، فالموضوع ليس ضمن صلاحياتي، بل من صلاحيات وزارة التربية. وزارتي تهتم برعاية الأطفال بشكل عام وتتابع الأطفال في دور الرعاية أيضاً، وإنما لا تتِّسع مَهامها لتشمل تعليمهم، لذا لا علاقة لنا بالأمر مَهما يكُن منهج التعليم الذي تعتمده مقاطعة ألبِرتا. شخصياً مررتُ بالموضوع نفسه مع أقراني في الصغر، فقد كان علينا أن نتخذ القرار بالنسبة لقبول هذه المواد التعليمية في المدارس. كان موضوعاً حساساً جداً طبعاً نظراً لخلفيتنا وثقافتنا وديننا، لكننا ارتأينا أن نتعلَّم هذه الأشياء من الذين تدربوا تدريباً تعليمياً ملائماً لتعليمنا بدلاً من أن نتعلمها من رفاقنا في ملعب المدرَسة. طبعاً تُطرَح مواضيع حساسة كثيرة، خصوصاً هذه الأيام، لكنني أعتقد أن المشكلة الكبرى ليست في تقديم مادة التربية الجنسية للأطفال، بل في مدى ملاءَمتها للفئة العمرية المتلقية، لذا علينا أن نحرص على أن ما نقدِّمه للطلاب يتلاءم مع أعمارهم وتطوِّرهم. - هل تتواجد جالية إسلامية/لبنانية/عربية في دائرتكم الانتخابية عموماً؟ نعم، طبعاً، تتواجد جالية قوية جداً في محيط سكني وعملي في المجلس النيابي في المقاطعة. - كيف ترى العلاقة مع الجالية اللبنانية خصوصاً والعربية/ الإسلامية عموماً؟ أود القول إنني لا أستطيع الثناء على أبناء جاليتنا الإسلامية والعربية واللبنانية بما يكفي بعد كل ما قدَّموه لي. فقد دعموني ودعموا والدي في السنوات الثلاثين الماضية. إذاً فعلاقتنا بالجالية الإسلامية وثيقة في كالغري وإدمنتن. نشرت منشوراً على منصة فايسبك حديثاً بعد أن استضفت مجموعةً من الزوار من "مدرسة إدمنتن الإسلامية" (Edmonton Islamic Academy)، وأودُّ أن أُظهِر جمالَ الصلة بين جاليتنا الإسلامية ومجلس ألبِرتا النيابي، فقد استُقبِل الزوار برحابة الصدر والودّ، وعليَّ أن أُثنِي على أبناء الجالية الإسلامية/ العربية/ اللبنانية وعلى قوتهم في ما فعلوه من أجل عائلتي ومن أجلِ تعييني وزيراً. - هل تَعتبرُ الجالية الإسلامية/ العربية/ اللبنانية مندمجة جيداً في المجتمع؟ حسناً، بالنسبة للقسم الأول من السؤال: أرى أن الجالية مندمجة جيداً في مجتمعها، فكما تعلمون، يعود تاريخ المساهمات التي قدَّمتها الجالية اللبنانية لألبرتا إلى الثمانينات من القرن الماضي، ومن المُثبَت أن الجالية اللبنانية المتواجدة في البلدات الصغيرة مثل لاك لا بيش (Lac La Biche) التي تقع في شمال ألبرتا كانت أولى الوافدين إلى المنطقة وقد بنَت مسجداً فيها. ثم بنَينا مسجدَ الرشيد في إدمنتن، وهو ثاني أكبر المساجد في أميركا الشمالية. إن تاريخ هجرة اللبنانيين والعرب إلى ألبرتا موثَّقٌ جيداً وهو جارٍ منذ فترةٍ طويلة جداً. طبعاً دائماً نواجه التحدي المتمثِّل بالعمل على دمج اللبنانيين الوافدين في المجتمع ومع بعض أبناء جاليتنا المقيمين هنا منذ عقودٍ من الزمن. وأعتقد أن هذا المثال جديرٌ بالاهتمام كونَه يعكس التنوع الذي نتغنَّى به، حتى ضمن جاليتنا العربية. - هل الجالية ممثَّلة جيداً لدى الحكومة؟ أعتقد أن علينا أن نضاعف جهودَنا، وأنَّ رئيسة الحكومة الجديدة دانيال سْمِث (Danielle Smith) لاحظت أنَّ لدينا فعاليات جاليوية قوية ومقتدرة، وقد ركَّزنا في نقاشنا بشأن هذه الوزارة على الالتفات إلى مساهمات الجالية العربية/ الإسلامية/ اللبنانية في تاريخ ألبرتا. إنما لم نحظَ إلا بالقليل القليل من الساسة من جاليتنا، كما تكاد تنعدم المناصب الحكومية الرفيعة التي حصَّلناها. بالنسبة لتشرّفي بتعييني في هذا المنصب، أستطيع القول – من غير الاستخفاف بالعوامل الأخرى – أن أكبر المساهمات المقدَّمة لإيصالي إلى الوزارة كانت عبر جاليتنا المتماسكة والنشِطة في ألبرتا. - هل أنت الوزير اللبناني او العربي او المسلم الأول في تاريخ حكومة ألبرتا؟ الجواب يعتمد على وصفنا للأمور، فلدينا نوعان من الوزارات: الوزارات الكبيرة، والوزارات التابعة التي لا تقوم بمفردها. بالنظر إلى هذه النقطة، فالجواب هو لا، فكما تعلمون، كان لدينا وزير من اصول باكستانية في إحدى الوزارات التابعة يُدعى محمد ياسين. لكنه لم يعد يشغل هذا المنصب، فرئيسة حكومة المقاطعة الجديدة لم تكلِّف أي وزارة تابعة بالعمل لها. لذا إن أخذنا هذه النقطة بِعَين الاعتبار، فالجواب هو نعم. - إذاً نستطيع القول إنك الوزير اللبناني الأول في تاريخ حكومة ألبرتا. صحيح. فكما قلت، عُيِّنتُ في هذا المنصب بناءً على أمرين: أصغرهما يتمثل بِبعض الإنجازات التي قدمتها كنائبٍ في المجلس النيابي في ألبرتا، وأكبرهما يتمثل بِحَثِّيَ رئيسة حكومة المقاطعة على الاعتراف بمساهمات الجالية ونقاط قوّتها وكل مساهماتنا في هذه المقاطعة، فقد حان وقت تقديرِ جهودنا. - هل تعتقد بوجود الكره للإسلام (Islamophobia) في ألبرتا، أي كما يحدث في كيبك، وغيرها من المقاطعات؟ أعتقد أن الكره للإسلام منتشر في كل مكان وأن الكره يطالُ الوافدين المتنوعين والمختلفين، ولقد رأينا بعض الأمثلة على هذا الأمر في كندا. ومع ذلك أقول إننا عندما نقارن نظامَ ألبرتا مع نظامِ كيبك، نلحظ أن ألبرتا قد خطت خطوات كبيرة في إطار التغلب على هذا النوع من الكره للإسلام وتعزيز الوعي والتثقيف والاعتراف بمساهمات الإسلام في العالم وفي ألبرتا. وكما تعلمون، هناك دائماً مَن لا يعلم بشأن بعض أفضلِ الأشياء التي قدَّمها الوافدون من الخارج إلى كندا، لكن المشاعر السلبية بدأت بالانحسار شيئاً فشيئاً. - في كيبك نحن نعاني كثيراً من الكره للإسلام، خصوصاً النساء المحجبات والأخوات اللواتي مُنِعنَ من التعليم في المدارس. ما تعليقكم؟ يؤلمني هذا الأمر كَوني أعمل في مجالِ القانون منذ عقدٍ من الزمن وقد عاينت الكثير من المَظالِم تكراراً، وأيضاً كَوني خصصت حياتي كلَّها للدفاع عن الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، خصوصاً أبناء الجاليات المهاجرة، فهذا هو ما يركّز عليه مكتب مُحاماتي. مؤلمٌ أن نرى قصصاً كهذه تبرز. أؤكِّد أنِّي حتى رمقي الأخير سأستمر في الدفاع عن أخواتِنا وعن كل من يريد ممارسةَ معتقده من غير أن يُعامَل بتفرقةٍ أو اضطهادٍ. - هل ترى وزارتكم أنها تستطيع التحرك من أجل الأخوات الكيبكيات؟ نحن حتماً نؤيِّد الحرية الدينية، وقد أوضحنا هذا الأمر مرة بعد مرة لكيبك وسواها. لقد تحدثتُ عن هذا الأمر تكراراً، وقد أوصَت حكومتنا في ألبرتا في السنوات الثلاث والأشهر الستة الماضية بإصلاحِ قانون الشرطة (Police Act) في ألبرتا جذرياً، وأكَّدت ضرورة التوصيات التي تُدعِّم التنوع في جهاز شرطتنا ومجتمعنا العام. كما نعمل على خططٍ لمساعدة المنظمات الدينية المتنوعة في تحسين بُناها التحتية ومستواها الأمني إن تبيَّن أنها قد تتعرض للعنف أو التخريب. وقد عيَّنَّا منسِّقاً سيعمل مع جالياتنا المتنوعةِ الثقافات والأديان ومع الشرطة، وافتتحنا مكتباً خاصاً سيعمل على التواصل مع جالياتنا العِرقية وإحالة المخاوف والشكاوى المستجدة إلى الشرطة سعياً لحلِّها. أيضاً أبطلَتْ المقاطعة طلب بطاقات الهوية (carding) من مجموعاتٍ معيَّنة من الناس الذين لم يرتكبوا الأخطاء، فهذا ما كان يتعرض له الكثير من أبناء الجاليات العِرقية أو المهمَّشة خصوصاً نظراً لسهولة التعرف إلى انتماءاتهم بسبب سواد بشرتهم أو حجابهن. وعليه فنحن نفعل كل ما بوسعنا لإزالة الممارسات المشابِهة التي نراها غير لائقة بحق الجاليات المتنوعةِ الثقافات في ألبرتا. - هل بِيَد حكومة ألبرتا وسيلة لمساعدة الأخوات الكيبكيات؟ فأنتاريو دعمت القضية التي أحالَتها حكومة كندا الاتحادية (الفدرالية) إلى القضاء من أجل مساعدتهن، وكذلك غيرها من المقاطعات. صحيح. نستطيع إضافة ألبرتا إلى قائمة المقاطعات التي تؤيِّد القضية المُضادة للقانون الواحد والعشرين (Bill 21) التي قدَّمتها الحكومة الاتحادية، وسنستمر في تأييدها. - هل ينتمي حزب المحافظين في ألبرتا بأي شكلٍ إلى حزب المحافظين في كندا؟ أَم أنه حزب مختلف كلياً؟ خلافاً لحزب الديمقراطيين الجدد (NDP) في المقاطعة التابع لحزب الديمقراطيين الجدد المركزي (الفدرالي)، لا روابطَ رسمية لنا بحزب المحافظين المركزي. - كونك وزيراً، كيف تستطيع مساعدة لبنان في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة ومعاناة اللبنانيين؟ فهل في بالك خطوات معينة؟ وهل تستطيع حثَّ حكومتك على التحرك؟ عندي خبر مهم: في الأسبوعين القادمين سنستضيف النائب اللبناني البقاعي ياسين ياسين، الذي يهدف في زيارته إلى تحسين النظام المدرسي في البقاع الغربي وراشيا، وهو سيحضر لِلقائي ولقاءِ وزير التعليم في ألبرتا، وننوي أن نناقش بعض الأفكار التي نفعِّلها في المقاطعة كي نوضح الصورة بالنسبة لكيفية عملِ مجتمعنا. شيء آخر أريد قولَه: أعلم أن النظام في لبنان معقّد جداً، وأنا أعجَب للطريقة التي يعمل بها، خصوصاً أنها ليست دائماً ناجحةً. لكنني أستطيع القول إن تاريخ لبنان يعود إلى آلاف السنين، وكونه يمر بتحدياتٍ صعبةٍ لا يعني أنه سيفنى في النهاية، فلقد كان موجوداً قبل أن نكون وسيبقى طويلاً بعدنا. نحن هنا في ألبرتا نتواصل مع الناس ونعمل على تثقيفهم ونفتح أبوابنا للسياسيين وأبناء الجالية ، ونعتبر "هذا البيت (المجلس النيابي) بيت الشعب"، فهو مفتوح للجميع. هنا نستقبل الجميع، ويمكنكم التردد إلى المكان كلما أحببتم. - ماذا تود قوله أخيراً، ربما للجالية في كندا؟ أود إخبار القراء إننا حين نكبِّر أحلامنا وتطلعاتنا، نستطيع تحقيقها، ولا تركيبة سحرية لذلك. فقوّتنا في وحدتنا، وضَعفنا في تفككنا، وإن تابعنا توحُّدَنا ومُضيَّنا معاً كجالية تغلَّبنا على أي عائق. لقد وُلِدتُ هنا في كالغري، وتتلمذت في مدارسها وجامعاتها، ولم أكُن أتخيل أني قد أصبح وزيراً في هذه الحكومة قبل أن أقرر التوجه إلى السياسة. كان وصولي إلى هذا صعباً، ولم يكن نتيجةَ واسطةٍ أو اتفاقية ما، بل بسبب العمل الكاد والإخلاص والتركيز، ودعمِ جالية كبيرة فعلاً ساندتني منذ اليوم الأول وساندت عائلتي ثلاثين سنةً. إذا اليوم وأنا في منصبي هذا، أحمدُ الله، فقد دعوته، وهذه نِعمة، ما كانت لِتحدُث لو كانت جاليتنا ممزقة، لذا أرى أن عليَّ التنويه بالجالية في ألبرتا وفي أي مكان آخر في كندا. وكما تعلمون، دخلَ والدي عالم السياسة في الثمانينات، أي حين كانت الأمور تفوق الأمور الحالية صعوبةً، أكانَ ذلك بالنسبة لتقبّل الوافدين، أَم الحواجز اللغوية، أَم التفرقة العنصرية. وعليه، علينا أن نتابع تقدّمنا حتى نصل إلى أعلى ما يُمكن، وإن شاء الله سنصل عبر المثابرة. أستطيع ضمان ذلك، فما وصلتُ إليه أفضل دليل.