براء أبو حامد لـ"صدى المشرق" : منظمتا "بناي بريث" و"كناري مشن" تراقبان تحركات الطلبة المساندين لفلسطين .. يجب علينا أن نقف مع فلسطين  

  • article

 

صدى المشرق ـ مونتريال

يشكّل النشاط الطلابي الداعم للقضية الفلسطينية في مونتريال علامة فارقة، خاصة أنَّه يتّسم بالاستمرارية. فهذه الأنشطة لم تبدأ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول تاريخ بدء الحرب على غزة، بل كانت قبل ذلك التاريخ بوقت طويل ومستمرة مع اختلاف وتيرتها وفقاً للظروف التي تمرّ بها القضية، الأمر الذي جعل من هؤلاء الطلبة الجامعيين خصوصاً هدفاً للمؤسسات الداعمة لإسرائيل.

ووفقاً لهذا الواقع، حوادث عديدة يتعرّض لها الطلبة. موقع صدى المشرق رصد ما جرى مع الطالب في جامعة كونكورديا براء ابو حامد  في 12 أكتوبر/تشرين الأول، عندما كان مع صديقه يقودان سيارتهما في شارع ماكاي بينما كانا يلوحان بالعلم الفلسطيني، قام عميد الطلبة في جامعته برفع إصبعه الأوسط لهما.

"صدى المشرق" في مقابلة مع الناشط الشاب براء ابو حامد تحدث معه حول ما جرى خاصة ردود فعل إدارة الجامعة والطلبة كما تحدث معه أيضا حول التحركات الداعمة للقضية الفلسطينية في مونتريال وفي عدد من الجامعات الأخرى، وما يتعرّض له طلبة الجامعات في هذا السياق.

 

نبدأ معك براء بتفاصيل ما جرى معكم مع عميد شؤون الطلبة في جامعة كونكورديا، الذي توجّه إليكم بإساءة لمجرد أنكم كنتم ترفعون العلم الفلسطيني؟

 أنا براء أبو حامد طالب في جامعه كونكورديا في الهندسة الصناعية، كنت أنا وصديقي نقود سيارتنا في شارع ماكاي Mackay القريب من الجامعة، وبينما كنّا نلوّح بالعلم الفلسطيني من خلال فتحة سقف السيارة، قام رجل عجوز برفع إصبعه الأوسط لنا خلال قيامه باستئجار دراجة بيكسي الهوائية.

لم أره في البداية إلاّ أن صديقي لفت نظري إليه، وفوراً عندما رأيته عرفت أنه عميد الطلبة في جامعتنا أندرو وودال، لأنني كنت قد تعاملت معه سابقاً، في عدد من القضايا حيث كان يُظهِرُ لنا أنَّه يريد مساعدتنا، وفوراً توجّهت إليه  وقلت له "لا يمكنك أن تقوم بذلك". وعندما قلت له إنني طالب في الجامعة توقف وعاد إليّ ليبدأ بالاعتذار وخلال هذه اللحظة بدأ صديقي بتصوير ما يجري.


ماذا بعد تصوير الفيديو وما الذي دفعكم إلى نشره رغم لجوئه إلى الاعتذار؟

 في الحقيقة أردت أن أنفس عن غضبي ممّا جرى ومن النفاق الذي شعرت أن العميد كان يمارسه معنا، وشجعني عدد من أصدقائي من الذين شاهدوا الفيديو على نشره.

قد لا يعني هذا الفيديو ربما للناس العاديين، لكنَّه يعني كثيراً لنا كفلسطينيين، فنرى من خلاله بعض من تصرفات عميد الطلبة لحظة خروجه من عمله، ونكشف من خلاله أيضاً كيف ينظر إلينا. وأتساءل هنا هل يهتم بالطلبة؟ هل بالنسبة له نحن أولوية؟ وعندما يسألنا ما نحتاجه ويلقي التحية علينا هل يعني ذلك حقاً؟ هل هو على قدر المسؤولية فعلاً؟، خاصة أنّه على ما يبدو غير قادر على ضبط نفسه خارج الجامعة.

 وحول قرار نشر الفيديو، أنا بالنسبة لي عندما تحدثت مع العميد في البداية قلت له لا أريد الشجار، ولا أريد أن أرفع ضدك شكوى رسمية،  بالتالي من جهتي لم أكن أريد أن أقوم برد فعل مباشر، علماً أنّ كندا وفق القوانين، تعتبر قيام أي شخص بشتم آخر بناء على خلفية أصله أو لون جلده أو انتمائه جريمة كراهية .

وأنا من جهتي لم أقم بأي رد فعل لأنَّه اعتذر، لكن وجدت من جهه ثانية أن على عاتقي تقع مسؤولية اطلاع الطلبة على ما جرى ويجري خارج الجامعة، كما أنني كنت متيقّن أنني عندما أرفع شكوى رسمية فإنهم سيحاولون التفاوض معي فقط وبالتالي حصر المسأله بالفيديو، لذلك وجدت في نشره فرصة لأضع الأمر برمته في يد الجالية.

 

ما هي أبرز ردود الفعل على نشر الفيديو تحديداً من قبل إدارة الجامعة؟

 لم أشهد أي خطوات ملموسة من قبل الإدارة التي نفت أن يكون "وودال" قد قام بهذه الحركة، ووفقاً للإدارة فهو قد نظر إلينا بغضب فقط.

والفكرة التي ساعدته على إنكار ما جرى هو أنَّ الفيديو يظهر فقط أن العميد يتأسف، ولا يظهر لماذا يتأسف بالتحديد، كما لا يثبت ما فعله بالتحديد.

بالنسبة لي آسف لموقف الجامعة، وهي التي يجب أن تقوم بحماية طلابها وضمان حرية رأيهم وتعبيرهم ، خاصة في هذه المرحلة الحساسة، حيث يتعرّض عدد كبير من الطلاب الفلسطينيين من جامعات مختلفة لحملات تشويه، تشنّها مجموعات اسرائيلية تحاول نشر الشائعات  وتزييف الأخبار وإيصال صورة بشعة عنهم، وأكثر من ذلك أحيانًا تلجأ هذه المجموعات إلى التواصل مع المؤسسات التي يعمل فيها الطلبة بهدف طردهم.

 

نريد أن تحدثنا عن أنشطتكم في جامعة كونكورديا تحديدًا الطلبة الفلسطينيين، حيث تعتبرون الأبرز على الساحة في دعم القضية الفلسطينية وكيف تصف لنا وتيرة عملكم بعد تاريخ 7 أكتوبر /تشرين الأول وبدء الحرب على غزة؟

 صحيح أنني مع المجموعات الفلسطينية في جامعة كونكورديا التي تدعم وتساند فلسطين، ولكنني أيضًا أتابع بشكل رسمي مع مجموعة "مونتريال من أجل فلسطين" خارج الجامعة، حيث نقوم بالتنسيق مع الشباب في مختلف الجامعات للقيام بأنشطة متنوعة وتظاهرات داعمة للقضية.

نحن عمليًا لم نوقف الأنشطة سواء قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر أو بعد هذا التاريخ فنحن مثلا ضمن مجموعة "مونتريال من أجل فلسطين"، ننظم دائمًا أنشطة ونحاول دائمًا أن يبقى صوت فلسطين حاضر.

لكن طبعا أحداث السابع من أكتوبر فرضت نفسها على أجندتنا، خاصة بعد أن شاهدنا ما يجري من تضليل وتحريف للمعطيات والحقائق من قبل اسرائيل وداعميها، وكان واجبا علينا زياده التوعية، وزيادة طاقتنا على الانشطة ورفع وتيرتها، والاستمرار حتى الحصول على نتيجة من البلاد التي نعيش فيها.

 

ماذا عن التنسيق مع الجالية لتنظيم هذه الأنشطة، هل هناك تفاعل معكم؟

 نحن نحاول أن نقوم قدر استطاعتنا بانشطة على الأرض سواء في مونتريال أو في الجامعات أو حتى في بعض المؤسسات كالمراكز الدينية. ونحن نتواصل مع كل المراكز. هناك تفاعل كبير من قبل الجالية . الحمد لله الجالية جاهزة لتقديم الكثير وإن شاء الله ستساعدنا في رفع صوت القضية الفلسطينية وزيادة وتيرة التحركات وضمان استمراريتها.

 

هذا الحضور على الأرض لنصرة فلسطين هل ينطبق على طلبة الجامعات؟

طلبة الجامعات حاضرون ما شاء الله. والدليل أن المراقب على الارض يلحظ التفاعل الكبير، رغم أن الدعوات والتحضير لأي نشاط يكون بشكل سريع وفي وقت قصير. وما يلفتني أيضا أنَّ المئات والآلاف من الطلاب يخرجون في تظاهرات، لا أتحدث فقط عن جامعة كونكورديا أتحدث عن ماكغيل وداوسِن وعدد أخر من الكليات والجامعات، هناك بالفعل أشخاص كثيرون يدعمون القضية لأنهم يدركون أنها قضية إنسانية وليست فقط قضية لها علاقة بفلسطين أو بالعرب أو حتى بالمسلمين.

 

براء أنت تعلم والعالم يعلم أيضا لأي مدى هناك ضغوط تمارس اليوم على كل شخص يناصر فلسطين، على مستوى الجامعة هل تعانون من ضغوط محددة وماذا عن ما تواجهونه خلال تنظيم الأنشطة خارج الجامعة؟

نعم هذا صحيح . وأذكر ما جرى في جامعة ماكغيل، حيث قامت إدارة الجامعة بسحب تمويل المجموعة الفلسطينية بسبب تظاهرة قاموا بها، وتم اتهامهم بالتحريض على الارهاب، وكلما بحثنا عن هذا الأمر نجد المزيد.

أريد أن أذكر هنا موقعين مناصرين لاسرائيل والصهيونية في كندا، هما "بناي بريث" و"كناري مشن". هذان الموقعان عبارة عن أداة صهيونية معظم الغرب يستعين بها لنشر الأخبار المضلّلة، وتبني الاتهامات الكاذبة التي تساق ضد أي أحد يتحرك مع فلسطين في المدارس والجامعات بشكل خاص، قد تصل إلى إلصاق تهم الإرهاب ببعض الطلاب.

كما أنّ هذه الجهات الداعمة لإسرائيل تحاول رصد أي خطأ صغير جدًا جدًا، لتستخدمه ضدنا، لدرجة أنَّنا لو قلنا كلمة انتفاضة يحاولوا أن يقوموا بحملة ضدنا. وأشير إلى أنَّ كل هذه الحملات لم تثنينا أو توقفنا عن  دعم فلسطين، ولكنّها تدفعنا إلى أخذ الحيطة والحذر ودراسة أي شعارات نقوم باطلاقها كرسالة في تحركاتنا، في محاولة منّا لمنعهم من استغلالها لتقييد أنشطتنا. ولكن حتى مع هذا الحرص هناك العديد من الحوادث التي يقومون فيها بإيجاد خلل حتى لو كان في بيان صحفي نصدره. لذلك نحن ننتبه جيداً لكل كلمة نقولها حتى لو كانت خلال التواصل بيننا نحن أعضاء المجموعات.

وأذكر أنَّه حتى الساعه طلبة جامعة كونكورديا يعملون بشكل جيد ولم يسمحوا للجامعة بأن تعرقلهم.

 

ما هي رسالتك للشباب المساند لفلسطين اليوم، وإلى أين ستمضون في تحركاتكم؟

 نحن إن شاء الله ذاهبون نحو التحرير، ونحن منذ اللحظة الأولى التي بدأنا فيها أنشطتنا وكان هدفنا وهمنا الوحيد، هو التحرير. لا نرضى بأي شيء أقل من هذا. ورسالتي للشباب هي البدء الآن، فإن لم نقم نحن بذلك لن يفعل غيرنا، يجب أن نعتمد على أنفسنا وأن لا نخاف، لأنَّ الحق معنا والله معنا.

 تخيلوا أننا في بلد يساند ما يجري ضد غزة ويموّل ما يجري ضدها، وتخيلوا فكرة أننا نعيش هنا ولا نتحرك أو نتكلم. من سيحمينا عندما نصبح نحن الهدف  والهجوم علينا. يجب علينا أن نقف مع فلسطين اليوم قبل الغد، لأن فلسطين وغزة لن تنتظرنا، يجب أن نكون جيل التحرير وأن نكون طرف في هذا التحرير في الخارج وأن يكون صوتنا عاليا عاليا جدًا، ليصل الى حكام بلادنا هنا والحكام العرب. غزة لا تنتظر أحدا. و كل يوم يرتقي 100 شهيد، ونحن لا يجب ان نتاخر في تحركنا.