خالد بركات لصدى المشرق : المسار الفلسطيني الثوري البديل يعمل لاستنهاض دور الطلبة الفلسطينيين والعرب في الجامعات الكندية

  • article

حسين حب الله - صدى المشرق

في نهاية أكتوبر – تشرين الاول من العام 2021 تأسس المسار الفلسطيني الثوري البديل " كحركة شعبيّة بإرادة وهوية فلسطينية وعربية وأممية، لتكون إطاراً شعبياً وسيّاسياً مَفتوحاً، وتيّاراً واسعاً لمواجهة الاستعمار الصهيوني ومشروع التصفية والاستسلام". لالقاء الضوء على طبيعة عمل هذه الحركة واهدافها كان لنا لقاء مع الاستاذ خالد بركات وهو كاتب عربي فلسطيني من القدس المحتلة ولد في منطقة ضاحية البريد قضاء القدس عام 1971 وأقام في عدة دول عربية وغربية. ناشط في عدد من المؤسسات الأهلية الفلسطينية في الخارج. وهو يحمل الجنسية الكندية ويقيم في فانكوفر  حيث ساهم في تأسيس منظمة "لا أحد غير قانوني" في كندا دفاعاً عن حقوق المهاجرين واللاجئين. جرى إبعاده من الولايات المتحدة في 28 أيلول/سبتمبر 2003 كما صودرت إقامته الدائمة. أقام في العاصمة برلين منذ العام 2015 قبل أن يجري إبعاده في آب أغسطس 2019 ويصدر قرار بمنعه من دخول ألمانيا لمدة 4 سنوات بسبب مواقفه المؤيدة للمقاومة الفلسطينية واللبنانية. الاستاذ بركات ينشر مقالاته ودراساته في صحيفة "الأخبار" ومجلة "الآداب" في بيروت.

في حديثه مع صدى المشرق اكد بركات ان " واحدة من اكبر التحديات الوطنية التي تواجهنا اليوم كفلسطينيين وعرب في كندا هو غياب الحوار الشعبي الحقيقي من أجل استنهاض الحركة الوطنية وخطابنا التحرري واستعادة روايتنا التاريخية". وشدد على ان " المطلوب هو الحوار المفتوح والعمل في وقت واحد. وليس الحوار بهدف طق الحنك بل الحوار المنتج".

ولفت في حديثه الى ان " هناك منظمات فلسطينية وعربية في كندا جزء من "المسار البديل" وقد شارك وفد من الشباب في مؤتمرنا التأسيسي من مونتريال وفانكوفر وكالغري ويشارك عدد من المثقفين والاكاديمين معنا في هذا الجهد".

واعلن عن اننا "نستعد اليوم للدعوة والعمل على استنهاض دور الطلبة الفلسطينيين والعرب في الجامعات واطلاق حملات تضامنية مع الحركة الأسيرة الفلسطينية". واشار الى ان " هناك جهود تقوم عليها المؤسسات والجمعيات الفلسطينية والعربية القائمة في مختلف المدن الكندية لكن المطلوب هو تعزيز نشاطنا المشترك واطلاق اوسع حالة من الحوار الشعبي لتعزيز الصوت العربي في كندا".

 

استاذ خالد بركات بداية ماذا عن حركة "المسار الفلسطيني البديل"؟ متى تأسست ؟ ولماذا ؟  

المسار الفلسطيني الثوري البديل حركة شعبيّة تأسَّست في نهاية أكتوبر 2021 بإرادة وهوية فلسطينية وعربية وأممية، وجاء الإعلان عنها في بيروت ومدريد وساوباولو (البرازيل) في الأول مِن شهر نوفمبر 2021 لتكون إطاراً شعبياً وسيّاسياً مَفتوحاً، وتيّاراً واسعاً لمواجهة الاستعمار الصهيوني ومشروع التصفية والاستسلام. وبهذا المعنى فانها حركة للجماهير الفلسطينية من أجل الدفاع عن حقوقها الوطنية المشروعة وتحرير إرادتها وصوتها، والمشاركة في مَسيرة النضال التحرري في شقيه الوطني والاجتماعي من أجل العودة والتحرير

وشرحنا في بيان الدعوة إلى مؤتمرنا التأسيسي كيف وَصلتْ “عمليّة التسويّة” مع الكيان الصهيونيّ التي بدأت في السر والعَلَن قبل نحو ثلاثين عاماً في العاصمة الإسبانية مدريد  عام 1991 ووَصلَ معها النهج السيّاسي الفلسطيني الرسمي الذي مثّلته قيادة مُنظمة التحرير الفلسطينيّة، واتفاقيات أوسلو الكارثيّة  1993 ، إلى مَصيرها النهائيّ وإلى الفَشل الذريعْ، فيما شَكّل هذا النهج التصفوي ربحًا صافيًا للكيان الصهيوني الذي حقق بدوره مكاسب استراتيجية كبرى

 واعتبرنا أن "مؤتمر مدريد للسّلام" أكتوبر عام 1991 واتفاقيات أوسلو مُحصّلة طبيعية لما جرى من تنازلات ومواقف وسياسات رسميّة فلسطينيّة وعربية بدأتْ منذ العام 1974 وكان هذا المؤتمر التصفوي مُنعطفاً خَطيراً في مسار القضية الفلسطينيّة وبداية الإنحدار والتراجع الكبير فلسطينيًا وعربيًا ودولياً. وعليه راينا ضرورة العودة خطوة واحدة إلى الوراء من أجل أن نتقدم خطوتين إلى الأمام.

خلاصة القول، المشروع الذي مثلته السلطة الفلسطينية فشل ووصل إلى الجدار الأخير، وصار لا بد من مسار ثوري بديل يقوده الجيل الفلسطيني الجديد



لا شك ان شعار فلسطين من البحر الى النهر تحمله الكثير من القوى الفلسطينية ما الذي يميزكم عن تلك القوى؟

ما نريده ليس الشعار بل تحويل الشعار إلى برنامج سياسي ونضالي. لا نريد الشكل نريد الجوهر. ولا يجوز ان نقول "فلسطين من النهر الى البحر" ثم يكون البرنامج السياسي مرتبط بأوهام اقامة دولة أو كيان فلسطيني هزيل في الضفة والقطاع مثلًا. كما لا يجوز تفريغ الشعار من مضمونه السياسي والحقوقي والتاريخي والكفاحي والثقافي.

هذا بالضبط ما يجري بالنسبة لحق العودة للاجئين الفلسطينين على سبيل المثال، فهل يشكل هذا العنوان، وهو جوهر القضية الفلسطينية، أولوية على برنامج السلطة والمنظمة والفصائل الفلسطينية؟ لو كان حق العودة أولوية نضالية وسياسية لما وصل حال شعبنا في مخيمات الشتات إلى هذا الحال. ولما جرى اقصاء دوره وتهميشه كما حدث ويحدث كل يوم.

معنى شعار (فلسطين من النهر إلى البحر) ليس الأرض وحسب، بل الانسان الفلسطيني أيضاً، أي كل الأرض وكل الشعب. وهذا يعني وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة الارض والقضية، وحدة المصير والحقوق، وليس مجرد وحدة فصائلية شكلية تجري برعاية المخابرات العربية تحت شعار "المصالحة" وغيرها من أسماء فارغة أصبحت مضيعة للوقت والجهد.

ما هي الخطوات التي تتبعونها لتحقيق الاهداف التي وضعتموها؟

وضعنا خطة برنامجية لمدة خمس سنوات، الأساس فيها بناء المؤسسات والمراكز والمنظمات الشعبية الفلسطينية التي تحمل برنامجنا على الصعيد الطلابي والنسوي والعمالي والنقابي. ولا نخفي أن تركيزنا في هذه المرحلة هو تعزيز دور شعبنا في الشتات والمهاجر على نحو خاص. واستنهاض الحركة الطلابية الفلسطينية في الشتات وبناء جسور العمل والتعاون مع شعبنا في كل فلسطين المحتلة لأننا نعتبر فلسطين وحدة جغرافية واحدة وفي الوقت نفسه نفهم خصوصية كل تجمع فلسطيني

وتعتمد هذه الخطة بالدرجة الاساسية على البناء التنظيمي الحر من تحت الى فوق، ومن القاع تحديدًا، ومن المخيمات والتجمعات الشعبية في الخارج. والانحياز الواعي للطبقات الشعبية المفقرة. والهدف هو توسيع المشاركة الشعبية إلى أقصى مدى ممكن. فالمشاركة الشعبية وتحرير صوت الناس شروط أساسية للنهوض الوطني، سواء على صعيد مواجهة مشروع التصفية أو على صعيد بناء منظماتنا الطلابية والشبابية والنسوية والمراكز الخدماتية والاجتماعية والثقافية وغيرها.

هذا البرنامج مرتبط بمواجهة القوى المعادية التي تحاول عزل واقصاء الشتات الفلسطيني وتعمل على تهميش وتأجيل حقوقه واعتبارها ثانوية.

 
على ماذا تراهنون في تحقيق هدف عودة فلسطين الى أهلها في ظل وقوف معظم القوى الكبرى والدول العربية وفي ظل الانقسام الفلسطيني وضعف الامكانيات عندكم ؟

الدول الكبرى والأنظمة لم تكن يوماً مع فلسطين. بل حتى تلك الدول التي كانت مؤيدة لنا في زمن مضى كانت تدفعنا لقبول ما يسمى حل الدولتين ، كالاتحاد السوفياتي مثلا. واعترفت باسرائيل. لكن نحن نراهن على إرادة شعبنا أولاً، وعلى امتنا وأحرار العالم. ومن الضروري النظر إلى الصراع في فلسطين ليس بوصفه صراعاً بين الشعب الفلسطيني و"اسرائيل" فقط، حتى وان كان شعبنا يتقدم صفوف الأمة في هذه المعركة فيما يتقدم العدو الصهيوني صفوف معسكره الاستعماري الغربي. فالصراع الحقيقي جوهره بين قوى استعمارية وصهيونية وعنصرية وبين أمة عربية مسلوبة الإرادة ومغيبة ومقصية من المحيط إلى الخليج

لقد زرعت قوى الاستعمار هذا الكيان الصهيوني العنصري في قلب الوطن العربي ليس لأنها تريد حل "المسألة اليهودية" في أوروبا، بل أسست الحركة الصهيونية لتكون ذراعها وكيانها وتمنع تحقيق وحدة شعوبنا العربية وتسيطر على المنطقة

ولم يجري استهداف فلسطين إلا لتكون قاعدة عسكرية وسياسية واقتصادية متقدمة للامبريالية تنطلق منها هذه القوى للسيطرة على القاهرة ودمشق وبيروت وعمان وكل عواصمنا العربية بل السيطرة على ثروات شعوبنا ومقدراتها. وإلا كيف نفسر وجود مقاومة في لبنان؟ وحركات شعبية مناضلة جزء من معسكر المقاومة في المنطقة.والحروب التي جرت؟ هناك ارض عربية لبنانية وسورية لا تزال تحت الاحتلال

وهذه ليست المرة الأولى التي يجد فيها شعبنا الفلسطيني نفسه محاصراً وقد استطاع دائماً أن ينهض ويُجدد ثورته وحركته التحررية الوطنية بعمقها العروبي مع أجيال جديدة تولد وتكبر وتتحمل مسؤوليتها وتعيد الصراع إلى المربع الأول. وهذه مرحلة صمود ومرحلة القبض على الثوابت والحقوق والبوصلة التي تشير إلى القدس، أما الخيار الثاني فهو الموت والاستسلام.

 - هل يؤثر موقفكم من السلطة الفلسطينية على وحدة الجاليات الفلسطينية في الخارج التي قد يؤيد قسم منها هذه السلطة؟

السلطة الفلسطينية جزء من مشروع التصفية واداة من ادواتها. ويدرك شعبنا أن مرجعية السلطة الفلسطينية هو النظام العربي الرجعي الرسمي ومن يدعمها في أمريكا والاتحاد الاوروبي. مرجعية السلطة ليس شعبنا وقراره الوطني بل أنظمة مثل السعودية والامارات ومصر وقطر والاردن وغيرها من قوى مرتبطة مع الولايات المتحدة تريد تكريس حلف جديد في المنطقة.

وبهذا المعنى نرى في سلطة الحكم الذاتي سلطة غير شرعية بل خصما لشعبنا تتعاون مع الكيان الصهيوني وجرى توليدها في الغرف المظلمة في أوسلو وواشنطن وعواصم الغرب لتخدم مصالحه، وهي تمثل مصالح طبقة فلسطينية في الضفة لا تتجاوز 1% وتسعى لـتأمين مصالحها وامتيازاتها على حساب الحقوق الوطنية لشعبنا.

واذا كان موقفنا من السلطة يزعج جماعة السلطة ومحمود عباس فهذا أمر جيد نحمد الله عليه. أما وحدة الجاليات الفلسطينية والتجمعات الفلسطينية في الخارج فهذه مسالة نضالية وسياسية والمطلوب هو أن تعمل كل القوى الوطنية وخاصة المنضوية في اطار المقاومة الفلسطينية وامتدادتها على انجاز هذه المهمة وتحقيق وحدة شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات بما يؤمن مصالح وحقوق الاكثرية الشعبية الفلسطينية صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير والتحرير واستعادة مفاتيح القضية وقرارها.

التناقض الفلسطيني الداخلي في جوهره ليس بين حركة فتح وحركة حماس بل بين سكان القصور واصحاب السلطة من جهة وبين اللاجئين في المخيمات والطبقات الشعبية من جهة أخرى. صراع بين 1%  يملك القرار والسلطة والمال والسفارات والبنوك وبين 99% من الشعب خسرت كل شيء.  

إذا اردنا ان نتحدث عن حركتكم على الساحة الكندية هل لديكم ممثلون لحركتكم ؟ هل لكم تحرك وسط الجاليات الفلسطينية الموجودة هنا؟

هناك منظمات فلسطينية وعربية في كندا جزء من "المسار البديل" وقد شارك وفد من الشباب في مؤتمرنا التأسيسي من مونتريال وفانكوفر وكالغري ويشارك عدد من المثقفين والاكاديمين معنا في هذا الجهد. وتشارك معنا الجمعية الفلسطينية الكندية في فانكوفر وشبكة صامدون والمنتدى اليساري العربي في مونتريال وبعض العناصر والمنظمات الطلابية وقوى صديقة أخرى. وعقدنا سلسلة من الندوات السياسية كما نسعى اليوم الى تنظيم جولات ميدانية للتواصل مع شعبنا في كندا وبشكل مباشر رغم ظروف كورونا – كوفيد 19 وامكانياتنا المتواضعة. لكن نحن لا نزال في بداية الطريق ونخطو أول خطوة ومثل هذا اللقاء مع "صدى المشرق" يساعدنا على التعريف بحركة المسار البديل واهدافها. فشكراً لكم.

شعار "فلسطين من البحر الى النهر" هو حلم يسعى لتحقيقه كل فلسطيني وكل وطني وعروبي، هل ترون ان هذا الشعار يجد له ارضيته في كندا التي يعمل فيها اللوبي المؤيد لاسرائيل على تجريم او تحطيم حتى من ينتقد الاحتلال الاسرائيلي ومساواته بالعداء للسامية؟

كندا شاركت في تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948، ورئيس وزرائها في ذلك الوقت كان ليستر بيرسون أطلقوا عليه " بلفور كندا" وسواء رفعنا شعار "تحرير فلسطين من النهر الى البحر" أم لا فالحركة الصهيونية واللوبي المؤيد لاسرائيل وهذه القوى العنصرية كانت ولا تزال معادية لشعبنا بما في ذلك العداء لأنصار ما يسمى "الدولة الفلسطينية"

مع ذلك لكندا خصوصية محددة لأنها دولة استعمارية استيطانية قامت، مثل اسرائيل، على أنقاض السكان الأصلين وسلبت حقوقهم وشطبت ثقافتهم وتاريخهم ونحن نرى في السكان الاصليين حلفاء لنا ومن الضروري تطوير وتعميق مثل هذه العلاقة على أساس سياسي ونضالي. وشخصياً أرى في كندا "اسرائيل الكبرى" إذا جاز التعبير. أما الجانب الكندي الرسمي فهو معاد للحقوق الفلسطينية والعربية ويمثل مصالح الطبقة الحاكمة في هذا البلد.

هناك اتفاقيات عسكرية وامنية بين كندا واسرائيل بقيمة 5 مليارات دولار، كما ان كندا تصوت لصالح اسرائيل في الامم المتحدة، وانسحبت من مؤتمر العنصرية والتمييز في جنوب افريقيا لخدمة اسرائيل وتوفر كل الدعم السياسي والاقتصادي لكيان عنصري يحاصر غزة ويمنع عودة اللاجئين الى ديارهم. فكيف نقيّم مثل هذه المواقف؟ كندا معادية للشعب الفلسطيني ويجب العمل على تغيير هذه السياسات والمواقف الكندية ، ليس بالاستجداء بل بالنضال والتنظيم  .

تهمة العداء للسامية فرية جاهزة ونكتة مملة لم يعد يصدقها أحد، ويطلقونها بهدف تخويف وارهاب الناس، وكندا ليست الدولة الوحيدة،  فكل الدول التي لها تاريخ استعماري استيطاني مثل فرنسا وبريطانيا والمانيا واستراليا وغيرها تتبنى مثل هذه المواقف السخيفة. بل ان ممثلة مثل إيما واتسون تتعرض اليوم لهذه التهمة بالتحديد لأنها نشرت تغريدة تؤيد التضامن مع الشعب الفلسطيني. فما بالك حين يتعلق الأمر بنا نحن العرب وأنصار المقاومة والمقاطعة مثلا!

تصوروا مثلاً جامعة كندية مثل جامعة بريتش كولومبيا في فانكوفر ترضخ لضغوط صهيونية وتمنع عرض فيلم"فدائيين" يتحدث عن تجربة المناضل اللبناني جورج ابراهيم عبد الله المعتقل في السجون الفرنسية منذ العام 1984 دون وجه حق

ويجب أن لا يغيب عن ذهننا كيف تقوم بعض المنظمات اليهودية الصديقة والمؤيدة للحقوق الفلسطينية بدور هام على هذا الصعيد في مواجهة أنصار اسرائيل، حتى هؤلاء لم يسلموا من تهمة معاداة السامية. هذا بصراحة يدعو للضحك والغضب في وقت واحد.

هل هناك اختلاف حول القضية المحورية بين الفلسطينيين في كندا بشكل خاص وفي الدول الغربية بشكل عام في ظل الضغوطات التي يجريها اللوبي المؤيد لاسرائيل هنا؟

واحدة من اكبر التحديات الوطنية التي تواجهنا اليوم كفلسطينيين وعرب في كندا هو غياب الحوار الشعبي الحقيقي من أجل استنهاض الحركة الوطنية وخطابنا التحرري واستعادة روايتنا التاريخية.

وهناك ايضا غياب المؤسسات الشعبية والنقابية التي كانت موجودة في الماضي وتوحد شعاراتنا وخطابنا وجهودنا قبل أن يجري تدميرها وتفريغها. خذ مثلا "الاتحاد العام لطلبة فلسطين"  كان الاتحاد يوحد الطلبة الفلسطينيين في الوطن والشتات ويشكل قائدا للحركة الطلابية الفلسطينية لكنه اختفى ولم يعد موجودا ومؤتمر الأخير عقده في بغداد عام 1990

المطلوب هو الحوار المفتوح والعمل في وقت واحد. وليس الحوار بهدف طق الحنك بل الحوار المنتج . ولا اعتقد ان شعبنا منقسما بل هو موحدا أكثر من أي وقت مضى في تاريخه. وراينا كيف خرجت الكتل الشعبية الكبيرة في ايار الماضي تهتف للمقاومة والتحرير وحق العودة وفي شعارات ناظمة وموحدة، لكن للاسف المنقسم على نفسه هي قوى السلطة والفصائل الصغيرة الملحقة وبعض المثقفين المأجورين المحسوبين على الأنظمة

 - هل هناك خطوات على الساحة الكندية لتفعيل الارتباط بفلسطين وقضيتها سواء داخل الجالية الفلسطينية او انصارها من العرب والجاليات الاخرى ؟

نحن نستعد اليوم للدعوة والعمل على استنهاض دور الطلبة الفلسطينيين والعرب في الجامعات واطلاق حملات تضامنية مع الحركة الأسيرة الفلسطينية. كما نتعاون مع قوى ولجان فلسطينية وعربية وأممية لبناء جسور النضال المشترك وخاصة اسبوع النضال الفلسطيني في منتصف ايار مايو القادم. وهناك جهود تقوم عليها المؤسسات والجمعيات الفلسطينية والعربية القائمة في مختلف المدن الكندية لكن المطلوب هو تعزيز نشاطنا المشترك واطلاق اوسع حالة من الحوار الشعبي لتعزيز الصوت العربي في كندا أولا، ونحن جزء من هذا الصوت ولسنا بديلاً عنه.

*الصورة من الاستاذ خالد بركات