عضو مجلس بلدية مونتريال عبد الحق ساري : المغرب يحتاج إلى مساعدة أبنائه في الخارج

  • article

صدى المشرق ـ مونتريال

 يقترب عدد ضحايا زلزال المغرب من ثلاثة آلاف شخص، في حين بلغ عدد الجرحى 6125، يأتي ذلك وسط استمرار عمليات الإغاثة والبحث عن مفقودين تحت الأنقاض لليوم الثامن. هذا الواقع دفع المؤسسات وأبناء المغرب إلى التعاضد وإلى الإسراع في مساندة أهلهم وأقربائهم والإطمئنان عليهم.

هذه الحالة التضامنية رصدها موقع "صدى المشرق" من كندا تحديدا من مونتريال والجالية المغربية المتواجدة التي تسخّر كل إمكانياتها للتبرع لأبناء وطنها خاصة عبر الجمعيات التي لها من الخبرة الطويلة والثقة الكافية في عملها الخيري ونتحدث هنا عن جمعية "شمس الأيتام".

موقع صدى المشرق تحدث مع كل من نائب رئيس الجمعية وعضو مجلس بلدية مونتريال عبد الحق ساري ورئيس الجمعية محمد مطهّر عن آليات المساعدة الاغاثية والانسانية. 

 

استاذ عبد الحق ساري نائب رئيس جمعية الايتام وعضو مجلس بلدية مونتريال كيف تلقيتم خبر الزلزال الذي ضرب المغرب وكيف كان وقعه على الجالية المغربية؟

 ما جرى هو واقع مأساوي بالفعل، عمدنا على المستوى الشخصي في أولى خطواتنا إلى الإطمئنان على سلامة الأهل والأحباب والأقارب، تبعها ذلك الإطمئنان على الأيتام الذين ترعاهم جمعية "شمس الأيتام" في المغرب وتونس وفي أفريقيا، فكّرنا في الأيتام خاصة أنَّ المنطقة التي جرى فيها الزلزال يعيش فيها أطفال ترعاهم الجمعية منذ سنوات، كنا مستائين وكنا نحاول أن نبحث عن معلومات لنتأكد من سلامتهم ومصيرهم، وحتى الآن ليس لدينا معلومات  كاملة عن كافة الأيتام، ولكن المؤكد في الأضرار المادية هو انهيار المأوى والمنازل لسوء الحظ. وحاولنا في الأيام الأولى من الزلزال الوقوف عند احتياجات البنات والبنين الذين قضى والدهم أو والدتهم بالزلزال وحاولنا مساندة الأرامل أيضاً.

 

هل كانت هناك استجابة سريعة لجهة إغاثة المتضررين من الزلزال من قبل الجالية الكندية؟ 

نعم الاستجابة كانت سريعة جداً، ولا أتحدث فقط على مستوى الجالية المغربية بل أيضا على مستوى الجاليات الأخرى، التي كانت تتصل بنا وتحاول معرفة الطريقة التي من خلالها يستطيعون المساعدة، وهذه الجاليات أكدت لنا مراراً وتكراراً أنَّها حاضرة معنا قلبًا وقالبًا. وهنا أشير إلى أنه من المهم جدًا الآن تقديم المساعدات الآنية الحالية كالخيام والأغطية والطعام والشراب والمساعدات الطبية. على أن تأتي في المرحلة الثانية المساعدات المهمة التي تتعلّق بإعادة البناء وإعادة الإعمار تحديداً  المنازل والمدارس والطرق التي تدمرت، لذلك في هذه المرحلة المغرب يحتاج إلى أبنائه في الخارج للمساعدة.

والمفيد جداً في هذه المرحلة أنَّ المغرب نظّم طريقته في التعاون مع الدول التي تريد تقديم المساعدة، فحدَّد وأدار المساعدات التي يحتاجها.

 

ماذا عن آلية المتابعة لأبرز التطورات من الميدان، هل هناك قنوات تواصل خاصة أو فقط يتم الاعتماد على وسائل الاعلام؟ 

نحن نتعاون مع جمعيات في المغرب على مدار العام. وهذه الجمعيات تستطيع أن تتنقّل في كلِّ مكان. من خلال جمعية "شمس الأيتام" ننسق مع مختلف الجهات، ونتعاون مع شركاء لنا يساعدون ويعملون على تقييم الأمور وتقييم الدمار الذي خلّفه الزلزال، ومتابعة حال الناس المتضررين. كما أن مندوبينا في المرحلة الأولى كانوا يحاولون تقديم المعلومات الطبية الصحيحة للناس حول ما يجب فعله  كالعلاجات والمساعدات في هذه الكارثة.

هذه المعلومات التي نقدمها من خلال مختصين في الميدان في هذا المجال حيث لدينا عدد من الاشخاص الذين نتعامل معهم في المغرب لديهم المعلومات وهم مختصون اجتماعيون على دراية بما بجري. وهم  خبراء أيضاً في التعامل مع الناس وهذا مهم جدًا في التواصل الأولي، تحديدًا مع الذين فقدوا أقرباء منهم أو افراداً  من عائلتهم. فالمتابعة الأولية مهمة جداً. 

 

كان هناك صرخات تحذير من استغلال وسرقة المساعدات التي ترسل الى المغرب، هل تم تدارك هذه المسألة عند إرسال المساعدات؟ 

للأسف أينما يتواجد الإنسان يكون هناك سوء نية، فهناك عدد من الاشخاص الذين هم للأسف بلا ضمير يستطيعون القيام بذلك، ولذلك سارع المغرب إلى تخصيص حساب بنكي للتبرعات، وجمعية "شمس اليتامى" معروفة منذ سنوات والناس تثق فيها ثقة كاملة، وهذه الثقة هي التي تدفعها إلى الأمام بنفس العمل ونفس الجهد. لكن هناك عدد من الناس بحسن نية وليس بسوء نية لا يعرفون الطريقة التي من خلالها ترسل الأموال، لذلك من الأفضل أن يكون ذلك عبر حساب البنك المغربي الذي حدّدته الدولة التبرّع أو تقديم المساعدات من خلال جهات تعتبر ثقة كالهلال الأحمر أو إلى جمعيات معروفة ومعترف بها من قبل الضرائب الكندية والحكومة الكندية ومن السلطات المغربية، وجمعيتنا منهم فهي تعمل في الميدان منذ 18 سنة.

 

ماذا عن تعاون كندا مع المغرب في هذا الاطار ماذا رصدتم؟ 

رصدنا عدة طرق للتعاون في البداية المغرب هو من حدّد الدول التي ستتعاون معه على الأرض في إزالة الركام لانتشال الضحايا والعالقين، كما هو من حدّد طبيعة المساعدات التي يحتاجها، حتى الساعة هناك 4 دول تساعد في الميدان هناك اسبانيا والإمارات وقطر والمملكة المتحدة. هذه الدول المتواجدة في الميدان على قاعدة تنظيم الأمور وهو ما جرى بالفعل.

ربما هذه الدول ستساعد في هذه المرحلة، وربما في مراحل لاحقة ستشارك دول أخرى. لحسن الحظ أنَّ المدن الاقتصادية والإدارية لم يصلها الزلزال وبالتالي الخيم والأغطية والطعام كلّه موجود.  الأمر الذي يدفعنا إلى التركيز على المساعدات المالية لأنَّ المساعدات العينية موجودة.

 

رسالتكم في هذا الوضع الانساني للجالية المغربية في كندا؟

رسالتي هي توحيد المساعدات وترك الأمر للمختصين الذين لديهم ما يكفي من الإلمام والخبرة والتجربة والعلاقات مع جمعيات بالمغرب كالهلال الاحمر أو البنك المغربي أو حتى جمعيتنا "شمس الأيتام".طبعًا الجمعيات عديدة جدًا وأنصح التركيز على الجمعيات الكبيرة التي لديها ثقة ولديها فريق عمل ومصادقيتها واحترافها في العمل معروف للجميع.