نائب رئيس لجنة الأمن العام في مونتريال عبد الحق ساري لـ"صدى المشرق": لسوء الحظ الشباب العربي والمسلم منخرط في العنف والإجرام

  • article

صدى المشرق - مونتريال

بين حوادث إطلاق نار تارة و حوادث عنصرية تارة أخرى شكّلت مدينة شمال مونتريال Montreal Nord  مسرحاً لأعمال عنف دفعت بصحيفة "صدى المشرق" إلى القيام بجولة نقاش حول شؤون وشجوون المدينة وسكانها، في إطار سعي الصحيفة نحو رصد أوضاع الجالية العربية والاسلامية في المنطقة.

هذه الجولة رافقنا خلالها عضو بلدية مونتريال نورد عبد الحق ساري الذي له باع طويل في خدمة المدينة وفي متابعة قضاياها وهي التي اختارته للمرة الثانية لتمثيلها في مجلس بلديتها.

رفيق جولتنا هو أيضاً الناطق باسم المعارضة في مجلس بلدية مونتريال نورد وهو أيضا نائب رئيس اللجنة المعنية بالأمن العام فيها، وكان الرئيس السابق لمنظمة Le Soleil des orphelins، وهي منظمة تساعد الأيتام في أفريقيا وكندا.

بدأنا حديثنا معه بإطلالة على سيرته الذاتية التي شكّلت علامة فارقة في العمل المجتمعي وفي خدمة الناس وخصوصاً الجالية العربية والاسلامية.

 

  • نتحدث عن تاريخ طويل من الانجازات والتحصيل العلمي والعمل الانساني، كيف تعرّفون وترون أنفسكم اليوم؟

أرى نفسي مواطنا كنديا ورب أسرة ومن أصول عربية مسلمة، ناشط اجتماعي وأعمالي في كل الميادين هي في خدمة الله تعالى. أسعى إلى تسخير انجازاتي وأعمالي في سبيل المجتمع. فمثلا أنا أستاذ جامعي أرى في عملي خدمة للمجتمع وللجيل الصاعد، وعلى مستوى عملي السياسي كعضو بلدية "مونتريال نورد" أسعى إلى خدمة المواطنين والمواطنات. وعلى مستوى العمل الإنساني نساعد الايتام في  أفريقيا بصفة عامة وكندا وهذه الأمور سخّرها الله لنا وأعطانا الإمكانيات لتحقيق الإفادة المجتمعية.

 

  • أنت عضو مجلس بلدي ومعني بقضايا وملفات محددة هل يمكننا أن نتحدث عن نشاطك في هذا الإطار؟

أنا الناطق باسم المعارضة في مجلس بلدية مونتريال، وعملي يتعلّق بثلاثة مجالات، الأمن العام وتكنولوجيا المعلومات وإدماج المهاجرين من أصول مختلفة.

 

  • ماهي القضايا الملحة التي تتعاطون معها حالياً في "مونتريال نورد"؟

 أبرز القضايا التي تبرز وتفرض نفسها على الساحة هي ارتفاع حوادث العنف خاصة العنف الذي يتخلله استخدام السلاح الناري، وللأسف أنَّ هذه الظاهرة باتت حاضرة بقوة خاصة منذ عام 2020، وتلازم الجيل الشاب وشريحة الشباب.

وما يفاقم المشكلة هو سهولة اقتناء السلاح، وتنميط العنف الذي فتح الباب أمام سهولة ارتكابه. كما أدى غياب أماكن الترفيه والمراكز الرياضية في "مونتريال نورد" إلى فقدان التواصل مع الشباب خاصة في فترة وباء كوفيد 19، ما سهّل على المنظمات الإجرامية عملية جرّهم وضمهم إليها. وللأسف كل هذه العوامل المشتركة جعلت الشباب والشابات ينزلقون في عمليات عنف وإطلاق نار على بعضهم البعض في أحيان كثيرة. واللافت أنَّه في بعض الأحيان نجد الشباب يدخلون طوعًا إلى المجموعات الإجرامية، الأمر الذي جعل مستوى الإحساس بالأمان ينخفض في مونتريال نورد.

 

  • اشرح لنا ما تقصدة بفقدان الاتصال بالشباب في فترة كوفيد 19 ؟

أدى الإغلاق بسبب كوفيد 19 إلى إقفال المراكز الاجتماعية، هناك حيث كنّا نلتقي بالشباب والشابات، وأقفلت معها المتنفس الوحيد للشباب خاصة الجالية العربية والمسلمة، وفقدنا القدرة على تقييم ومراقبة أي تغييرات قد تنتج سواء عن سلوكهم وانخراطهم في أعمال العنف أو حتى تعاطيهم للمخدرات.

ورغم أنَّ بعض اللقاءات كانت تتم عبر الزوم وتكنولوجيا التواصل الاجتماعي إلا أنَّها لم تكن كافية لتعزيز التواصل المباشر. كما أنَّ  هذه الوسائل نفسها كانت السبب في وقوع الشباب والشابات فريسة للمجموعات الإجرامية، فهذه المجموعات تدرك تماماً كيف تتواصل وتستقطب الفئة الشابة، وللأسف حالما يدخل الشباب في هذه المجموعة يصبح من الصعب جداً الخروج منها، لأنهم حينها قد يهددون بالقتل.

وكم من الشباب الذين تعرضوا للعنف وأطلق النار عليهم في الشوارع لمجرد أنهم رفضوا الاستمرار والتعاون مع هذه الجماعات الإجرامية.

 

  • ما قضية عدم وجود مراكز رياضية ومن المسؤول عن غيابها؟

"مونتريال نورد" لا يوجد فيها مراكز رياضية وغياب هذه المراكز منع الشباب من استغلال طاقتهم البدنية، ودفع الشباب إلى الجنوح نحو الإجرام أو الدعارة.

مدينة مونتريال وعمدتها ڤاليري پلانت يقع على عاتقها مسؤولية تأمين مركز رياضي، خاصة أنها المسؤولة عن التمويل، وللأسف السيدة پلانت كانت قد وعدت في حملتها الانتخابية بإنشاء مركز رياضي في "مونتريال نورد" إلا أنها لم تفي بوعدها الانتخابي.

 

  • راضي عن عمل وسياسة عمدة مونتريال فاليري بلانت؟

لا، لست راضٍ، على العكس عمدة مونتريال لا تتعاون ولا تساند وطريقتها غير جيدة في إدارة المدينة، فمستوى سلامة الطرق منخفض.

نرى الكثير من الانتكاسات في عهد ڤاليري پلانت ، أنا غير راضي عن أدائها أتمنى أن تغيّر من استراتيجيتها وأن تستمع لآرائنا خلال وضع سياستها وتحديدا في مونتريال نورد التي نريدها ونراها.

 

  • هذا العنف المتزايد لأي مدى يستهدف أيضا شباب الجالية العربية والمسلمة وما هي أسباب وخطورة هذا الاستهداف؟

لسوء الحظ الشباب العربي والمسلم منخرط في هذا العنف والإجرام، وقبل الحديث عن الأسباب لا بد من التنويه إلى تصاعد العنف بشكل عام في العالم وبشكل خاص في كندا، وأخص بالذكر بعض مناطق مونتريال نورد ومركز المدينة. أمّا بالنسبة للأسباب فهي غياب الأسرة وغياب حضور الأبوين والتواصل مع الأبناء بالتزامن مع إشكالية البحث عن الهوية وصعوبة اندماج  الشباب بالمجتمع الكندي.

 

  • ماذا عن البيانات والمعطيات وخصوصية "مونتريال نورد" لجهة الجرائم والحوادث التي تقومون برصدها ؟

لجهة خصوصية مونتريال نورد فإنَّ ثلث سكانها شباب والثلث الآخر من المسنين (65 وما فوق)، و"مونتريال نورد" تحديدا في المنطقة الشمالية الشرقية يعيش في 1 كيلومتر مربع أكثر كثافة سكانية بكل كندا، والتي لا تجدها إلا في مونتريال نورد، بالتزامن مع غياب الحدائق والمراكز المجتمعية والأنشطة الشبابية، وهذا ما يسبب مشاكل وتحديات مجتمعية.

 

  • هل الحل هو بمعالجة الاسباب التي سبق وذكرتها آنفاً أو هناك حلول أخرى لتخفيف الظاهرة انغماس الشباب بالأعمال الإجرامية؟

 أهم عامل من عوامل حل المشكلة يبدأ أولاً بالاعتراف بها وفهمها تمهيدا للبحث عن حلول، والتي يجب أن تنطلق من مبدأ ما يريده الشباب وليس حلول نريدها نحن.

 ومن المهم بمكان أيضاً الانفتاح في التعامل مع الشرطة ومعرفة الأمور والموارد التي نمتلكها كأهل لمساعدة أبنائنا إذا ما وقعوا في مشكلة من هذا النوع.

والأمر الثاني الذي أريد الإشارة إليه هو ضرورة أن تعيد المدارس الاسلامية في المنطقة النظر في طريقة تعاطيها مع الشباب لتساعدهم على الاندماج في المجتمع الكندي مع الحفاظ على هويتهم العربية الاسلامية ، وهو هدف بعيد المدى. أمّا على المدى القصير فيجب تعزيز العلاقة الأسرية كما سبق وذكرت .ومن المهم التواصل مع info crimeللمساعدة على الرقم 1133-393 (514).

  • المثل يقول أن يداً واحدة لا تصفق، نحن نرى جهودك ونتلمسها ولكن هل وجدت أنك استطعت أن تحقق نتائج، وهل أنت راض على مستوى التجاوب معكم سواء نتحدث على مستوى "بلدية مونتريال" نورد أو على مستوى بلدية مونتريال؟

حول سؤال هل نحقق نتائج فالجواب هو نعم، أمّا هل النتائج كافية فالإجابة هي لا. فنحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود، لأن تعامل المعنيين مع المشكلة ليس بالمستوى الذي أريده.

رغم أنَّ الجميع يعي المشكلة وحجمها إلا أنَّ غالبيتهم لا يبذلون جهداً من أجل ايجاد الحلول، لأنها مشكلة ليست سياسية.

وبالتالي فإن الجهود المبذولة حتى الساعة لا تكفي إلا أنني أسعى من خلال التواصل مع السلطات من جهة ومع الجالية من جهة أخرى خاصة أنَّها القادرة على التغيير، كما اتمنى أن يساندنا الشباب ويكونوا إلى جانبنا في المراحل المقبلة.

فأنا أعمل وفق المثل أو فلسفة "إن لم تكن أنت فمن إذن". يجب أن يبدأ المرء بنفسه لا ولن أنتظر أحد، وإن عمل الجميع بنفس المبدأ  أقصد هنا  المجتمع والعائلة والمدينة، حينها سنصبح جالية أقوى وأكثر حضوراً على كل المستويات (سياسيا اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا )، ومن المهم ذكر أهمية مشاركتنا كجالية في العملية السياسية من خلال التصويت في الانتخابات لنثبت حضورنا بشكل أكبر.

 

  • هل من الممكن أن نتحدث عن آخر الأهداف والأنشطة حيّز التنفيذ؟

وضعت أهدافا كبيرة سواء في انتخابي الأول أو الثاني حيث تبقى لي تقريبا ثلاث سنوات، وأتمنى أن يكون إلى جانبي  لتنفيذه حضور قوي من الجالية العربية المسلمة. أمّا في ما يتعلق بعملي أتمنى عن قريب أن يكون لدينا مكتبة في سانت ميشال وهنري بوراسا جديدة سيبدأ العمل بها عن قريب فضلاً عن انتهاء الأعمال في خط Pie-IX وهذا يعطي جمالية  للمدينة وأيضا التنمية الاقتصادية والتجارية في Fleury وMonselet و Charleroi حيث سيستطيع السكان القيام بشراء حاجياتهم وأنشطتهم اليومية بشكل سهل وآمن .

وأيضا سنقوم بأنشطة أخرى مثل إنشاء ملاعب أكبر وحدائق وتم الانتهاء من  Parc Aimé-Léonard وسوف نبدأ العمل بـ Parc Pilon اللذان يطلان على طريق Pie-IX.