نزع حجاب امرأة مسلمة قرب مونتريال .. " لا تحضروا تقاليدكم المتخلفة إلى كندا" !

  • article

مع تزايد جرائم الكراهية في كيبيك يرصد موقع "صدى المشرق" حادثة ضحيتها امرأتين مسلمتين محجبتين (فضلتا عدم ذكر اسميهما ) تعرضتا لحادث كراهية خلال تواجدهما في حديقة شاربونو charbonneau العامة في منطقة saint rosmére ، والتي تقع قرب بلدية المنطقة.



وقد روت السيدة أ.ع."لموقع "صدى المشرق" تفاصيل ما جرى في الحادثة التي بدأت مع شقيقتها ر.ع. حيث تقول:" كنت أنا وشقيقتي في الحديقة مع أطفالنا، وقامت طفلة شقيقتي باللعب في بقعة ماء الأمر الذي دفع بأختي إلى محاولة إخراجها عن طريق الإمساك بيدها، ولأن الطفلة أصرت على البقاء في المياه عمدت أختي إلى جرّها بيدها، وأثناء ذلك أتت امرأة الى أختي لتقول لها أنها لا تستحق أن تكون أما لأنها تعنّف ابنتها، الأمر الذي دفع أختي إلى البكاء".

وتضيف"عندما شاهدت أختي تبكي سارعت إلى المرأة لأطلب منها أن تترك أختي وشأنها، وأن لا علاقة لها بأم وابنتها. لكن السيدة رفضت ذلك وقالت إنه لا يمكننا أن نحضر تقاليدنا المتخلفة إلى كندا، وأن نحترم البلاد التي نعيش فيها. وبعد إصراري على أن تتركنا وشأننا وفور مغادرتي المكان عمدت إلى إزلة حجابي عن رأسي، الأمر الذي دفع ابني الذي يبلغ من العمر 11 عاماً  إلى محاولة ابعادها عني عن طريق دفعها.

وحينها صرخت بصوت عال وطلبت من أختي أن تتصل بالشرطة، وأثناء قيامها بذلك سارعت المرأة التي اعتدت عليّ إلى بالاتصال بالشرطة بدورها.

 وعندما سأل موقعنا السيدة أ.ع. عن رد فعل الشرطة على ما جرى قالت:

عندما وصلت أوّل سيارة للشرطة كان عناصرها يتعاملون معنا وكأنَّنا مذنبون استمعوا إلى المرأة التي اعتدت علينا  لكنهم رفضوا الاستماع إلينا، وطلبت منهم أن يسألوا الشهود الذين كانوا في الحديقة أو يراجعوا الكاميرات لكنهم رفضوا، واخذوا شقيقتي ووضعوها في سيارة الشرطة وعندما قلت إنّنا من اتصل بكم وأن المرأة هي من نزعت حجابي وهذه تعد جريمة كراهية قالت الشرطية إن هذا ليس صحيحا .. فبإمكان أي كان أن ينزع قميص أي كان". وعندما قلت لها إن هذا ليس بقميص هذا من قيمنا الدينية وأنني أريد أن اشتكي عليها قالت لي الشرطية نفسها اذا أردتِ أن ترفعي دعوة ضد المرأة، سيصبح لابنك ملف جرمي ويصبح متابعا من مراكز الشباب  CENTRES JEUNESSE.

أمام هذا الوضع  شعرت أنني في صدمة، من جهة أختي في سيارة الشرطة ومن جهة ثانية يتم تهديدي بابني. وقفت عاجزة عن استيعاب المشهد. وبعد لحظات جاءت سيارة ثانية للشرطة إلا أن الشرطي الذي كان بداخلها لم يتواصل معنا. لكن الشرطي الذي كان يرافق الشرطية  والذي كان أكثر ليناً قال لي إنَّ المرأة سترفع شكوى ضدك وفي كل الأحوال ستذهبين إلى المحكمة، وسألني اذا كنت سأرفع بدوري دعوى ضدها. وعندما وافقت أعطاني ورقة وطلب مني كتابة ما جرى وهو ما قمت به مشيرا إلى أن هذه الورقة ستقدّم إلى المحكمة، بعد ذلك حرروا أختي من سيارة الشرطة وأخذوا كافة المعلومات المتعلقة بها، وذهبوا.

بعد ذلك هل  تم التواصل معك أو مع أختك من قبل الشرطة أو أي جهة رسمية أخرى؟

تعرضنا لهذا الاعتداء يوم الأحد، وفي اليوم التالي جاء إلى منزل شقيقتي موظفون من مركز حماية الطفولة، وأخبروا شقيقتي أنَّ المرأة ادّعت عليها بأنَّها كانت تعنّف ابنتها وضربتها على وجهها وظهرها وشدّت ذراعها بقسوة وقرصتها، وهذا طبعاً غير صحيح.

لذلك نفت أختي كل التهم التي سيقت ضدها، وتجاوبت بشكل كامل مع الموظفين، وأعربت عن استعدادها لاستقبالهم ليتأكدوا من طريقة تعاملها مع أطفالها. 

 

ماذا عن الدعوى التي رفعتِها ضد المرأة، أين أصبحت ؟

انتظرنا حوالي ثلاثة أيام إلا أن أي اتصال لم يردنا من الشرطة، لذلك نصحنا المنتدى الإسلامي الكندي بأن نذهب من أجل الحصول على رقم الملف، وهو ما قمنا به بالفعل.

كان عناصر الشرطة متعاونون جداً معنا، وعندما سألنا الشرطي عمّا اذا كان نزع الحجاب هو عنف جسدي أجاب بنعم، وعندما أخبرناه ما فعلته الشرطية في مكان الحادث قال إنَّه بإمكاننا أن نرفع دعوى ضدها ونتحدث إلى المسؤولين عنها ونطلب بمحاسبتها.

والآن نحن ننتظر الإجراءات، لنرى إلى أين ستؤول الأمور.

هل هذه المرة الأولى التي تتعرضين فيها لحادثة كراهية؟

نحن نعيش في كندا منذ 20 عامًا وهذه أوّل مرّة نتعرض فيها لحادث من هذا النوع ويتم انتزاع حجابي عن رأسي، كنت في الماضي اسمع كلاماً عنصرياً واتجاهله، إلا أنَّ هذه المرة الأمر مختلف تماماً.

عندما اتيت الى كندا كان عمري 11 عاما، كيف تسمح لنفسها قول إنَّ عاداتنا متخلفة، نحن أولاد البلد، تربينا هنا ودرسنا هنا وأسسنا عائلة هنا وتزوجنا وأنجبنا أولادنا وسنربيهم على ديننا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا هنا أيضاً.

 

عبد الحق ساري : هذا ما يجب أن نفعله عندما نتعرض لحادثة كراهية

موقع "صدى المشرق" تحدث إلى السيد عبد الحق ساري عضو بلدية شمال مونتريال ورئيس لجنة السلامة العامة في بلدية مونتريال وأطلعه على ما جرى، وبعد استنكاره للحادثة توجّه إلى كل امرأة تعاني من جريمة كراهية مهما كان نوعها أن تواصل معركتها حتى النهاية وأن تأخذ حقّها بالقانون لتضع حداً لهذه الاعتداءات.

وفي حال كانت الشرطة أيضا متحيّزة ضد الضحية وتقف إلى جانب مرتكب الاعتداء ينصح ساري برفع شكوى في ما سمّاها بالفرنسية déontologie

وهذه الشكوى تسمح لقسم شرطة آخر بأن يحقق في آداب سلوك الشرطية، ويشير إلى أنَّ الضحية معها سنة من تاريخ وقوع الاعتداء لتقديم شكوى في déontologie.

*الصور من صدى المشرق