أين الجالية العربية من الإستحقاق الإنتخابي؟! تصويتك اليوم يصنع الفرق غدا!

  • article

فاطمة بعلبكي- مونتريال

ساعات قليلة تفصل كندا عن موعد الانتخابات التشريعيّة الفيدراليّة التي ستقام في 20 أيلول/سبتمبر2021، حيث يترقّب الكنديون هذا الإستحقاق المُبكر،  كونه يأتي في أعقاب إندلاع جائحة كورونا وتبعاتها على الإقتصاد الكندي في مختلف القطاعات.

 وفيما تتنافس ست أحزاب كندية رئيسية (الحزب الليبرالي  Liberal، وحزب المحافظين Conservatives ، وحزب الديمقراطيين الجدد NDP ، وحزب الكتلة الكيبيكية Bloc Quebecois ، والحزب الأخضر  Greenوحزب الشعب الكندي PPC ) للفوز بالمعركة الإنتخابية "الشّرسة"، أظهرت الأرقام الأوليّة الصادرة عن هيئة الإنتخابات الكندية أن 5.78 مليون ناخب قد صوّتوا في الإنتخابات المسبقة التي كانت متاحة على مدار أربعة أيام من 10 الى 13 أيلول/سبتمبر، ويمثّل ذلك زيادة بنسبة 18.46% مقارنة مع العام 2019، وأفادت الهيئة أن هذا الرقم قابل للزيادة.

 وفي ظلّ هذا الإقبال على صناديق الإقتراع، استطلعت "صدى المشرق" آراء أبناء الجالية، للإطلاع على موقفهم من الإنتخابات، وطرحت عليهم الأسئلة التالية:

  • هل ستشارك في إلاقتراع في الإنتخابات الفيدرالية المقبلة؟
  • على أي أساس تختار الحزب أو الشخص المرشح؛ وأي برنامج انتخابي هو الاقرب الى توجهاتك ويخدم المجتمع الكندي برأيك؟
  • ما أهمية مشاركة الجالية في الإقتراع؟ والى أي مدى تعتقد أن مساهمتها ستؤثر على النتائج؟
  • على الصعيد المحلي في مقاطعة كيبيك؛ ماذا لو جاءت رياح النتائج الإنتخابية بما لا تشتهي سفن الجالية والأقليات، فهل يمكن إحداث فرق في الإنتخابات البلدية؟

وفي ظلّ تباين الإجابات، أجمع أبناء الجالية على أهمية وضرورة المشاركة في الإستحقاق الإنتخابي، وفي ما يلي نماذج عن الردود:


 أكّد خليل خنافر (مدير في سوبرماركت الهلال) على أهمية مشاركة أبناء الجالية بالإقتراع وممارسة حقّهم الذّي كفله الدستور الكندي، ودعاهم الى عدم التّخلّف عن أي إستحقاق إنتخابي حتّى وإن أرادوا أن يضعوا ورقة بيضاء، كي يثبتوا أنّهم جزء لا يتجزأ من المجتمع الكندي. وأضاف: "أنا أمارس حقّي في الإقتراع منذ كنت في سن الثامنة عشر".

وأشار خنافر الى أنّه يدرس البرنامج الإنتخابي لكل حزب أو فريق، وبناءً عليه يختار الجهة التي تحترم مبادئه وتتماشى مع قناعاته ويصوّت لها، "شخصياَ لا أشعر بالتقارب مع حزب المحافظين الذي يضع عراقيل وعوائق في ملف الهجرة، ويؤخّر حق الحصول على الجنسية لمدة 5 سنوات بدلاً من ثلاثة، فضلاً عن عدم مراعاته للتعددية في المجتمع الكندي لجهة إقرار القوانين العنصرية، خصوصا في مقاطعة كيبييك، ومنها القانون21 على صعيد مقاطعة كيبيك (Provincial Government) الخ... ".

واعتبر خنافر أنّ من يشكّك بالوزن الإنتخابي للجالية العربية، باعتبارهم أقلية في المجتمع الكندي، هي أصوات "غير دقيقة" ولا تمتلك الوعي الكافي بالشؤون السياسية، لذا، يحرص على العمل بشكل تطوعي لتقريب وجهات النظر بين المرشحين وأبناء الجالية، من خلال إيصال مطالب وصوت الأخيرة الى السياسيين. ولفت خنافر أن النتائج المتقاربة في الإنتخابات، والتي أنتجت حكومة أقلية في الإنتخابات السابقة، تؤكّد أن كل صوت ممكن أن يصنع الفرق، لذا، لا ينبغي التكاسل أو الإستهانة بالأمر.

وشدّد خنافر على أن الإقتراع والتصويت لا يجب أن يقتصر فقط على الإنتخابات الفيدرالية، بل أيضا على الصعيد البلدي يجب أن تكون مشاركة الجالية كثيفة وذلك "لضمان حصولها على حقوقها من الخدمات البلدية المتاحة على مختلف الأصعدة (المساعدات المادّية، والنظافة،  والتراخيص، والسلامة العامة، خصوصاً في أعقاب ازدياد الحوادث الأمنية في منطقة مونتريال ولافال). ولا يتم ذلك إلّا من خلال التصويت والمشاركة في الإنتخابات".

 

 من جهتها، أعلنت فاتن قنديل (إختصاصية في التربية الحضانية) عن اعتزامها المشاركة في الإنتخابات الفيدرالية، وهو ما تواظب عليه منذ حصولها على الجنسية الكندية، حيث تعتبر أن الإنتخاب هو واجب على كلّ مواطن كندي يبلغ السن القانوني، كما أعربت عن إعجابها بالبرنامج الإنتخابي للحزب الليبرالي من حيث الأولويّات التي حدّدها الحزب ومن بينها التغيّر المناخي والمصالحة مع السكّان الأصليّين والثقافة والفنون و تشديد القيود المتعلّقة بحيازة الأسلحة الناريّة، كما تعهّد رئيس الوزراء جاستن ترودو في البرنامج الانتخابيّ بإنفاق مليارات الدولار لمعالجة المشاكل السياسيّة الطويلة الأمد وتلك التي استجدّت قبل نحو سنة ونصف بسبب جائحة فيروس كورونا المستجدّ في حال فوزه بالسلطة.

وكونها تعمل في التربية الحضانية تتبنى قنديل خطة الحزب الليبرالي في ما يتعلق "ببرنامج رعاية الطفل التي يقول الليبراليّون أنّها تخفّف من التكاليف التي يتكبّدها الأهالي، بحيث يدفع الأهالي 10 دولارات فقط يومياً، وتتكفّل الدولة بتغطية النفقات الأخرى، وتعميم هذه التجربة على مختلف المقاطعات الكندية أسوةً بكيبيك. بالإضافة الى زيادة عدد الأماكن الشاغرة في دور الحضانة لمساعدة الأهالي الموظّفين على إرتياد أعمالهم، وزيادة الحد الأدنى لأجور العاملين في دور الحضانة لأنهم مظلومين مقارنة مع بقيّة الموظّفين. كما وعد الحزب الليبرالي في حال فوزه برفع عدد أيام الإجازة المرضية المدفوعة الأجر للموظّفين من 3 الى 10 أيام، فضلا عن الإهتمام بالمسنين وتحسين معاشاتهم التقاعدية".

ولفتت قنديل الى أن الحزب الليبرالي دائماً ما يفي بالوعود الإنتخابية التي يطلقها، "ففي الإنتخابات السابقة تعهّد بزيادة المساعدات المادّية للأهالي ذوي الدخل المحدود، الذين لديهم أطفال دون سن الثامنة عشر، وبعد فوزه التزم بهذا الوعد"، لذا، فهي تحترم مصداقية وشفافية هذا الحزب.

وصرّحت قنديل أنّ الصوت الواحد كفيل في صنع فرق كبير في حسم النتائج الإنتخابية، لذا تحث جميع المواطنين وأفراد الجالية فوق سن الثامنية عشر بالإقتراع كونه حقهم الديمقراطي"بشرط الإطلاع على البرنامج الإنتخابي لكل حزب والإقتناع به، والى أي مدى التزم كل فريق بتطبيق الوعود الإنتخابية السابقة".

ورأت قنديل أنّ نتائج الإنتخابات الفيدرالية لن تؤثّر على مجريات الإنتخابات البلدية كونهما منفصلتان.

 

أمّا حسان جوّاد (صاحب صيدلية Jean Coutu) فقد أدلى بصوته خلال فترة الإنتخابات المبكرة،  وأعرب أن برنامج الحزب الإنتخابي هو المعيار الأوّل لتحديد الجهة التي سيقوم بالتصويت لها، أمّا المعيارالثاني فهو مدى قرب المرشّح من أهل المنطقة والناخبين في دائرته الإنتخابية، بالإضافة الى الخدمات التّي يقدمها إليهم، وثالثاً مدى قرب الحزب من توجّهات الجالية التي ينتمي إليها.

وفي ما يتعلّق بأهمية إقتراع أفراد الجالية، فيوضح جواد أنّ "مشاركة الجالية بالغة الأهميّة في صنع القرار السياسي". ويعتبر أنه بالرغم من أنّ تصويت الجاليّة قد لا يحسم النتائج في منطقتي مونتريال ولافال (كونها أقلية) ولكنّ نسبة المشاركة تؤثر حتماً على الوزن الإنتخابي، " فكلّما ارتفعت نسب المقترعين زادت أسماء المنتخبين على لوائح الشطب، وبالتّالي هذ الأمر سيسمح لنا لاحقاً بفرض مرشحينا، أمّا إذا كان الوزن الإنتخابي متدنيّا فلن نتمكن لاحقاً من طرح أية أسماء في الدائرة الإنتخابية التي ننتمي إليها وبالتالي سنكون بعيدين عن صناعة القرارات السياسية".

وفي ختام حديثه، حثّ جواد الجالية على المشاركة بالانتخابات بكثافة، حتى وإن قرروا الإنتخاب بورقة بيضاء في حال لم يكونوا راضين عن البرامج الإنتخابية المطروحة، وحذّرهم من " التغيّب عن اي استحقاق انتخابي سواء على الصعيد الفيدرالي أو إنتخابات المحافظات (Provincial) أو الانتخابات البلدية". وفي حال كانت نتائج الانتخابات الفيدرالية عكس توقّعات الجالية، "فلا يعني ذلك التخلّف عن المشاركة في الإنتخابات البلدية الشهر المقبل، لأن لكل سلطة عملها الخاص والمنفصل عن بقيّة السلطات الأخرى، وعلينا المشاركة في جميع الإنتخابات والسعي الدؤوب لصنع الفرق".

 

 تتبنى منال علامة (ربّة منزل) خيار ونهج الحزب الليبرالي لانّه "يهدف الى خدمة مختلف شرائح المجتمع الكندي، ويحمي حقوق الأقليّات وينبذ العنصرية ومظاهر التّطرف التّي مع الأسف تزداد بصورة غير مألوفة في المجتمع الكندي. كما وعد  الليبراليون في حال فوزهم بزيادة الإنفاق على خدمات الصحّة النفسيّة والسكن، وهي مسائل أخرجتها جائحة كورونا إلى الواجهة وطالت شرائح كبيرة من المجتمع". وكشفت علامة عن اعتزامها ممارسة حقّها الإنتخابي كالمعتاد، واعتبرت أنّ المشاركة في الانتخابات البلدية لا تقلّ أهمية عن الإنتخابات الفيدرالية وذلك لإثبات "أننا مواطنين كنديين معنيين بكافة الشؤون السياسية والوطنية في كندا، وأننا جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع الذي نجلّ ونحترم".

 "بالتأكيد سوف نشارك في الإنتخابات الفيدرالية" هكذا استهلّ نسيم مهدي (أعمال حرّة) حديثه، معتبراً أن الإقتراع واجب وطني على كل مواطن كندي. أمّا عن آلية اختيار المرشّح أو الحزب، فقال: "تصويتي لأي فريق يكون بناء على خطّته وبرنامجه الإنتخابي، ومدى تقاربه مع مبادىء وتوجّهات الجالية. وأصوّت للمرشّح الأفضل من وجهة نظري".

وعلى أرض الواقع نوّه مهدي بالحزب الليبرالي " باعتباره الأقرب الى توجّهات الجالية والأقلّيات، حيث لم يتوانى رئيس الوزراء جاستن ترودو عن دعم الجالية خلال الأزمات من خلال مواقفه، وكان تعاطيه أفضل من الأحزاب الأخرى".

وضمّ مهدي صوته الى الآراء السابقة لجهة وجوب وأهميّة مشاركة الجالية في الإقتراع  "كي نثبت وجودنا، ونُسمع صوتنا الى الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة، لأنّه في حال لم نكن موجودين ولم نُدلي بأصواتنا في صناديق الإقتراع، فلن يكون لدينا اعتبار أثناء صناعة القرارات السياسية. لذا، يجب تشجيع الجميع على المشاركة، خصوصاً فئة الشباب، وكذلك النساء، وأن نكون في طليعة المقترعين كي نوصل مطالبنا الى المسؤولين". ودعا مهدي الى عدم الإستهانة بقدرة الجالية وتأثيرها على نتائج الإنتخابات، لذا "يجب المشاركة بأعداد كبيرة، وإلّا فلن نستطيع الإعتراض لاحقاً في حال فوز الأحزاب الأخرى". وعلى صعيد الإنتخابات البلدية، علّق مهدي أنّها "ذات طابع خدماتي بحت وليس لها علاقة بالسياسة العامة والسياسة الخارجية للدولة".

 ختاماً، ولخدمة أبناء الجالية كانت "صدى المشرق" قد نشرت برامج الأحزاب الرئيسية للانتخابات الفيدرالية بالتفصيل، لمساعدة الناس على إختيار البرنامج الأفضل الذي يخدم المجتمع الكندي. و لتحديد خياركم قبل الإقتراع يمكنكم الإطلاع عليه على الرابط التالي:

www.sadaalmashrek.ca/ar/News/content/1fc1392b-3cc7-4049-ae2e-d32f4d8f0acc