صدى المشرق
د. عاطف قبرصي الأستاذ الفخري للاقتصاد في جامعة ماكماستر بكندا والذي قام بتدريس الاقتصاد في جامعة بوردو في إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية ، وكان باحثًا زائرًا في جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، وزميل معهد السياسة الاجتماعية والاقتصادية في كلية الشرق الأوسط بجامعة هارفارد، وأستاذا مساعدا بكلية التغيير البيئي والعمراني في جامعة يورك اكد في مقابلته انه " لا ارى موجبا لاختيار المرشح الا اذا كان وفيّاً ومخلصاً لقضايانا وله التأثير المجدي في حزبه لصا لحنا".
وراي د. قبرصي ان "اي كندي من اصل عربي لا بد وان يشعر ان حزب المحافظين لا يحترم شعورهم وشعائرهم واهتماماتهم ، فلا بد لمن يحترم نفسه كعربي وكمسلم ان لا يدلو بصوته لهم" .
واذ اعتبر قبرصي ان " حكومة الاحرار بقيادة جوستان ترودو وقبله بقيادة بول مارتن صوتوا الى جانب اسرائيل ورفضوا مساءلة اسرائيل عن احتلالها وقمعها للفلسطينيين" ، أكد ان "حزب الديمقراطيين الجدد هو الحزب الوحيد الذي يقف بجانب الحق وحماية الفلسطينيين" .
- ما هي اهمية المشاركة في التصويت في الانتخابات القادمة، سيما ان الكثيرين يعتبرون ان هذه المشاركة لا تقدم ولا تؤخر وبالتالي لا داعي لنا كجالية لكي نذهب الى صناديق الاقتراع خصوصا في المناطق التي لا يشكل فيها العرب والمسلمون الا نسبة ضئيلة؟
التصويت واجب اجتماعي وسياسي وأحد أعمدة الديموقراطية . هذه المشاركة ضرورية كما انها دليل على مشاركة الجالية في اختيار ممثليها في البرلمان والحكومة .
صحيح انه في المناطق التي لا يشكّل فيها العرب والمسلمون الا نسبة ضئيلة اصواتهم لا تأتي بنتائج مهمة ، لكنها ترفع من نسبة مشاركتنا في العملية الديموقراطية والاجتماعية .
- ما هي معايير الخيار الافضل للتصويت ؟ هل هي للحزب ام للمرشح ؟ هل نقدم التصويت الاستراتيجي على المبدئي او العكس؟
ان الانتماء الى الاحزاب وانتخاب اعضاء الحزب الذين يؤيدون آمالنا وطموحاتنا يعطي الحزب انطباعا جيدا ومردودا مهما لتاييدنا. لا ارى موجبا لاختيار المرشح الا اذا كان وفيا ومخلصا لقضايانا وله التأثير المجدي في حزبه لصالحنا. وعلينا ان نكون حذرين في ان لا يكون صوتنا عبثياً وغير ملتزم وأن يكون لصوتنا أثره المجدي في النتائج .
- هل الاولوية للخطط الداخلية ام المواقف الخارجية للاحزاب ؟
الجالية وافرادها جزء من المجتمع الكندي ويتأثرون بالقرارات الداخلية ومترتباتها . لذلك علينا ان ندلي بأصواتنا الى جانب القرارات الداخلية التي تؤثر على حياتنا في كندا ولها الآثار الكبيرة على أولادنا ومستقبلهم . كما انه يتوجب علينا ان نسهم في تفسير وتدعيم القرارات الكندية التي تدعم قضايانا المحقة وتكفل حماية حقوق اهلنا في الوطن الذي هاجرنا منه ، لان قضايانا محقّة وهي منسجمة مع المعالم والقيم الكندية في حماية حقوق الانسان وتحرير الشعوب واحقاق العدالة.
- الكثيرون في الجالية مترددون في خياراتهم بين الاحزاب ولمن يجدر بهم اعطاءه صوتهم .. ماذا تقول لهؤلاء وهل يترك الخيار للناس ام يمكن تحديد الجهة التي ينبغي ان تذهب اليها الاصوات ؟
من الواضح جدا ان هناك حزبا هو حزب المحافظين الذي ضرب بعرض الحائط شعورنا واهتمامنا في حماية حقوق اهلنا في الوطن الذي ننتمي اليه ، كما محاباة اسرائيل واسترضائها والتغاضي عن انتهاكاتها لحقوق الانسان وتدميرها منازل السكان الذين هم بحمايتها والتغاضي عن اطماعها في السيطرة واحتلال اراضي شعوب أخرى ، مخالفة بذلك ابسظ الاعراف والقوانين الدولية .
اي كندي من اصل عربي لا بد وان يشعر ان حزب المحافظين لا يحترم شعورهم وشعائرهم واهتماماتهم ، فلا بد لمن يحترم نفسه كعربي وكمسلم ان لا يدلو بصوته لهم .
- هناك من يتخوف من وصول المحافظين لسدة الحكم لذا يدعون الى التصويت لحزب الاحرار ما رايكم بعيدا عن تقييمك لمواقف الاخير ؟
لا شك ان تخوفهم في مكانه ، لكن هذا لا يعني بالضرورة التصويت لحزب الاحرار . فحكومة الاحرار بقيادة جوستان ترودو وقبله بقيادة بول مارتن صوتوا الى جانب اسرائيل ورفضوا مساءلة اسرائيل عن احتلالها وقمعها للفلسطينيين . وحزب الديمقراطيين الجدد هو الحزب الوحيد الذي يقف بجانب الحق وحماية الفلسطينيين .
- برأيكم ما هو دور النائب من أصول عربية وعليه ما هم تقييمكم لدور من انتخبوا منذ العام 2015؟
النائب في البرلمان الكندي يمثل الشعب الكندي وعليه مسؤولية في ممارسة واجباته تجاه كندا ، لكنه مسؤول ايضا عن حماية ناخبيه ، خاصة اولئك الذين ينتمون الى جاليته . فعليه مسؤولية خاصة في تمثيلهم وحماية مصالحهم المحقة ورفع صوتهم في اروقة القرار وخاصة تلك التي يؤمن بها ويعمل لها ابناء الجالية . ليس المطلوب ان يضحّي بأي من مصالح كندا . لكن انسجام قيم كندا ومصالحها مع مصالح جاليتنا ومواقفها بجانب الحق والحرية والعدالة لا يمكن السكوت عنها .
- ما هو السبب في ندرة المرشحين من أصول عربية في الانتخابات الفدرالية الحالية ؟
الاسباب تعود الى التجربة السياسية في الاوطان التي هجروها وتعود ايضا الى العوائق ومحاولات الاخصام منعنا من المشاركة الواسعة وتخويف البعض وترهيب البعض الآخر لكي يبقى صوتنا مخفوتا وضعيفا .