وزير التنمية الدولية أحمد حسين لصدى المشرق: "كندا تعمل بكدٍّ لحماية المدنيين في الشرق الأوسط وللتحضير لإخراج الكنديين من لبنان إن لزِم"

  • article

حسين حب الله

زار وزير التنمية الدولية الفدرالي أحمد حسين الشرق الأوسط قُبَيل إعلانِ الهدنة المؤلفة من أربعة أيام، التي بدأت الجمعة في الرابع والعشرين من تشرين الثاني. لدى سؤالِ صدى المشرق الوزير عن مستوى تحرك الحكومة الكندية للمساعدة في إيقاف الحرب على غزة وتقديم المساعدة لأهلِ القطاع، قال الوزير إن الحكومة عملت "من غير توقف وهي تسعى لفعل المزيد" لدفعِ طرفَي النزاع للالتزام بالقانون الدولي الإنساني ولإدخال الأساسيات الحياتية إلى غزة.

الوزير حسين قال لصدى المشرق أيضاً إن الجهود ما زالت تُبذَل لإخراج الكنديين من غزة ولبنان، وإن "التحضيرات اللازمة" تُجرَى كي تتمكن الحكومة من إخراج الكنديين من لبنان إن لَزم ذلك مستقبَلاً".

 

هلّا حدثتمونا عن زيارتكم الأخيرة إلى الشرق الأوسط؟

نعم، لقد قمتُ والوزيرة ميلاني جولي بالكثير من العمل للذهاب إلى المنطقة وللمشاركة في عدد من الاجتماعات من أجل تحريك جملة من المسائل فعليّاً، أحدها، طبعاً، هو الاستمرار في العمل لإخراج الكنديين الراغبين من غزة. وثانيهما هو حماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة كي يُقدَّم الغذاء والدواء، والماء إلى المواطنين الأبرياء فتُنقَذ حياتهم.

 

أعلنتم أنكم سترسلون المساعدت المالية إلى غزة على أن تضمنوا أن لا يصل منها شيء إلى يدِ حركة حماس. فهل وصلت الأموال إلى أهل غزة؟ وهل استُفيدَ منها كما ينبغي؟

بعض المساعدات وصلت إلى غزة عبر شركائنا الدوليين الموثوق بِهِم، كوكالات الأمم المتحدة والمنظمات كاللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC)، بالإضافة إلى الوكالات الكندية العاملة معاً. وقد تمكَّنَّا بالتمويل الذي قدمناه من إدخال بعض المساعدات. لكن لم يتلقَّ القطاع ما يكفي من المساعدات، وما زلنا نحتاج لإدخال المزيد منها. إنما ما أؤكده هو أن مساعداتنا الإنسانية تصل إلى غزة، لكن عليَّ تأكيد الحاجةِ إلى إدخال الكثيرِ بعد من المساعدات والشاحنات من غير أن يُقطَع طريقها.

 

إرسال المزيد من المساعدات إلى أهالي غزة صعبٌ باستمرار الهجمات الإسرائيلية، فما الذي تستطيع كندا فعلَه؟ كيف تستطيع المساعدة لإيقاف هذه الهجمات؟ فالكنديون يطالبون بوقف لاطلاق النار، أما الحكومة فتطالب بهدنة إنسانية. كيف نستطيع المساعدة في إنقاذ أهالي غزة من كل الفظائع التي تُرتَكَب؟

بالإضافة إلى دعوتها إلى هدنة إنسانية ثابتة، حكومتنا دعَت طرفَي النزاع إلى ضبطِ النفس ما أمكن كي يُحمَى المدنيون. وكان تركيزنا على حماية أرواح المدنيين الأبرياء، أكانوا إسرائيليين أَو فلسطينيين. ونحن منذ البداية دعَونا إلى احترام القانون الإنساني الدولي.

 

المشكلة هي أن إسرائيل لا تحترم القانون الدولي، ولو قدَّمتم المزيد من المساعدات فهي لن تمنع إسرائيل من انتهاك القانون. فهل توجد طريقة تستطيع بها كندا لعب دورٍ لإيقاف قتلِ الناس؟ قد يُقال إن حركة حماس تقتل الإسرائيليين أيضاً، لكن الفارق في أعداد القتلى ضخم، فقد قُتِل قرابة 12,000 أو 13,000 من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، وقُدِّر عدد الأطفال بينهم بستة آلاف (حتى ساعة إجراء هذه المقابلة). أَلَم يحِن وقت الدعوة لإيقاف النيران؟

كما قلت، من المؤسف جداً أن تُسجَّل هذه الأعداد من القتلى من المدنيين. نحن ما زلنا نطالب باحترام القانون الإنساني الدولي، ونحثُّ طرفَي النزاع على ضبطِ نفسيهما ما أمكن وتوخي الحذر بالنسبة للمدنيين، ونحن ندعو للهدنة الإنسانية كي يتمكن الكنديون من الخروج وكي تُدخَلَ المساعدات الإنسانية ويُحمَى المدنيون من هذا النزاع. فحتى الحرب لها قواعدها، ونحن نتوقع من الطرفين احترام هذه القواعد والالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وهذا ما ستستمر كندا في التحرك لأجله والحثِّ عليه.

 

هل بقي عدد من الكنديين في غزة؟ كم يبلغ؟ وكيف تستطيعون مساعدتهم في مغادرة القطاع؟

نعم. تمكَّنَّا من إخراج بضع مئات من الكنديين بفضل جهود الموظَّفين المدنيين الكادين في العمل في المنطقة وخارجها. وعلينا أن نتابع العمل لإخراج بضع مئات أخرى من الكنديين العالقين في غزة، الراغبين في مغادرتها.

 

قلتم إنكم تتمنون أن تقدم كندا المزيد من المساعدات لأهلِ غزة. تقارب قيمة هذه المساعدات 50 مليون دولار، أما المساعدات التي قدمتموها لأوكرانيا فبلغت قيمتها أكثر من مليار دولار. إذاً ما الذي يمنع كندا من تقديم المزيد لأهل غزة؟

كنّا أول بلد غربي يُعلِن أنه سيقدم المساعدات للمدنيين الذين بينهم فلسطينيون في هذه المنطقة وينفذ ذلك. قدَّمنا منحةً أولى بقيمة عشرة ملايين دولار، ثمَّ رفعنا قيمتها إلى 60 مليون دولار، ثم أنشأنا صندوقاً لمرادَفة التبرعات (matching fund)، وأنا سعيد بإخباركم عنه، فقَد جُمِعَ بموجبه 14 مليون دولار، ونحن سنقدِّم ما يصل إلى 28 مليون دولار لمرادفة التبرعات المخصصة لهذا الصندوق. إذاً فحكومتنا كانت واضحة جداً منذ البداية بالنسبة لتقديم الدعم الضروري للمدنيين المُعانين من هذه الأوضاع. وسنستمر في النظر في حاجاتهم، لكن من الضروري في الوقت نفسه أن يُسمَح بإدخال المساعدات. وقد دعوتُ إلى جانب الوزيرة جولي كلَّ الأطراف المعنية، أي الطرفين الإسرائيلي والمصري وكل أطراف النزاع الأخرى إلى فتحِ المجال لتقديم المساعدات الإنسانية، كالطعام والماء والدواء وغيرها من المواد اللازمة لإنقاذ حياة أهلِ غزة. وقد عملنا مع العديد من الوكالات في المنطقة وغيرها لتحقيق هذه الغاية. ففي نهاية المطاف، ما تستطيع كندا فعله هو حضُّ الآخرين على إدخال المساعدات.

 

ماذا تخبروننا عن المساعدة التي قد تقدمها الحكومة الكندية إلى الكنديين اللبنانيين المتواجدين في لبنان الآن؟

عزَّزنا في هذه الفترة خدماتنا القنصلية والخدمات المخصصة للكنديين وعائلاتهم، بالإضافة إلى المواطنين الدائمين. كما أصدرنا بياناتٍ توجيهية للمسافرين، ناصحين كل الكنديين بالامتناع عن السفر إلى لبنان حالياً، وداعين الكنديين والمواطنين الدائمين في لبنان إلى مغادرته بأسرع ما يكون طالما ما زالوا قادرين على الاستفادة من الرحلات المَدنية. فالوضع متوتر جداً، ونحن في الوقت نفسه – كما تعلمون، نحضِّر ما يلزم في المنطقة كي نكون جاهزين لإخراج الكنديين منها في حال الطوارئ. لذلك قبل الوصول إلى تلك المرحلة علينا أن نتحضر لهذا الاحتمال مستقبلاً، ونحن نحث كل الكنديين المتواجدين في لبنان على مغادرته. على الراغبين في البقاء أو العاجزين عن المغادرة الآن تسجيل أسمائهم لدى السفارة الكندية وفعل كل ما يستطيعون لإطلاع المعنيين في السفارة على أماكن إقامتهم، وتجديد جوازات سفرهم إن انتهت صلاحيتها، وما إلى ذلك.

 

وفقاً لأحدث بيانات وزارة الشؤون الخارجية الكندية، يتواجد أكثر من 17,000 كندي في لبنان. بعد أن دعوتم الكنديين إلى مغادرة لبنان، هل تعلمون كم بقي ؟

إننا نراقب هذا العدد بالرغم من أنه يتغير من يوم لآخر. فبعض الناس استمعوا لنصيحتنا وغادروا، وسنستمر في حث كل الكنديين والمواطنين الدائمين على مغادرة لبنان ما دامت الرحلات المَدَنية متوفرة. فمن المهم جداً أن يغادروا الآن، وإن دعَت الحاجة لإخراجهم من البلد، فالحكومة الكندية، طبعاً، ستعمل على مساعدتهم وعائلاتهم.

 

ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية في تقرير لها أن "كندا طلبت ترخيصاً لطائرة محمَّلة بالأسلحة والمواد الخطرة، وقد هبطت في مطار بيروت في الخامس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر. إذاً كانت تحمل قنّاصات مع مناظير ليلية، وكواتم صوت، وصواعق وذخائرَ أخرى. وقالت الصحيفة إن السفارة الكندية أرسلت، في الواحد والعشرين من تشرين الأول، كتاباً إلى وزارة الدفاع وقَّعَه العقيد جينو كريتيان يعرض فيه لائحة الموادّ الخطرة المطلوب إدخالها لدعم التحضيرات لإجلاء الرعايا الكنديين من لبنان". ما هو تعليقكم؟

لن أعلِّق على مسألة معينة كهذه. أظن أن من المهم التأكد من الحقائق وتحليل هذه البيانات قبل التعليق عليها.

*الصورة من صدى المشرق