المقدسي نقولا صايغ : " قبل الحركة الصهيونية لم يكن هناك مشاكل بيننا وبين اليهود"

  • article

 

صدى المشرق - مونتريال

الحديث عن القدس مع اهلها في يومها العالمي يحمل شجونا وهموما ومشاعر الشوق الى المدينة المحتلة "التي لا يوجد أجمل منها في العالم".

هو من مواليد القدس ولكنه يقيم في مونتريال منذ العام 1974 بعد ان وصل اليها آتيا من فلسطين المحتلة التي اجبر من قبل الاحتلال على مغادرتها " بعد ان طلب مستشار غولدا مائير  مني المغادرة لأني سألته إذا كان يحمل شهادة ميلاد فلسطينية كالتي بحيازتي كي أكمل الحديث معه " ، كما قال أمين السر السابق للمؤسسة الكندية الفلسطينية في كيبيك والرئيس السابق للمؤسسة الاعلامي نقولا صايغ ( ابو مازن ).

في لقائنا معه للحديث عن القدس في يومها العالمي اكد صايغ انه " لم يكن هناك مشاكل بيننا بين العبرانيين (اليهود). وأذكر بأن جيراننا كانوا يهودا...غير أن الحركة الصهيونية خلقت العنصرية في المنطقة". وشدد الصايغ على ان ارض فلسطين هي للفلسطينيين قائلا " أنا شخصيا اعتبر أن فلسطين عربية من البحر إلى النهر، تضم المسيحيين والمسلمين واليهود الراغبين في العيش معنا بنفس الحقوق والواجبات.. والتاريخ يثبت بأن العبرانيين لا علاقة لهم بفلسطين بل جاؤوها من مصر الفراعنة..".

واذ لفت ، وهو قد بلغ ال86 من عمره ولا تزال تعيش فلسطين في عقله وقلبه وروحه ، الى انه لا يؤمن "بالمفاوضات المضنية التي لم تأت بفائدة منذ أكثر من 70 عاما"، شدد على ان " التحرير آت لا محالة ... ولا بد من تعزيز المقاومة بشقيها السلمي والعنفواني وفقا للظروف المتاحة".

وأكد صايغ ان " على الجالية العربية وغيرها تقديم شكر لرئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو "، على رفضه نقل السفارة الكندية الى القدس المحتلة.

 

نص الحوار

 

حاج نقولا بكلمات سريعة من يكون ؟

اسمي نقولا أنضوني صايغ من مواليد القدس سنة 1935 تشرين أول/أكتوبر في جبل الزيتون ثم انتقلنا بعدها إلى ما  أسموه القدس الغربية (البقعة الفوقا). قبل عام 1948 لم يكن هناك قدس شرقية وغربية بل كانت القدس والبلدة القديمة كما تسمى في معظم بلدان العالم. درست في كلية "الفرير" بالقدس ثم تخرجت من الكلية من سويسرا في إدارة الأعمال والعلاقات العامة.

 

  • متى غادرت فلسطين ؟

أنا لم أغادر القدس بل أجبرت على مغادرتها بسبب خلافي مع مستشار غولدا مائير واعطيت 24 ساعة على المغادرة لأني سألته إذا كان يحمل شهادة ميلاد فلسطينية كالتي بحيازتي، كي أكمل الحديث معه للحصول على جمع الشمل، لأني في عام 1967 لم أكن في القدس بل في ليبيا.

 

  • حدثنا عن تاريخ المدينة قبل الاحتلال ماذا تتذكر منه ؟

قبل أن أتحدث عن مدينتي الحبيبة يمكنني القول بأني لا أجد في العالم الذي زرته أجمل من القدس الشريف عاصمة الأمة العربية. لقد عشت فيها طيلة شبابي وقبل عام 1948 ولم يكن هناك مشاكل بيننا بين العبرانيين (اليهود). وأذكر بأن جيراننا كان يهودا لكن غير متطرفين...غير أن الحركة الصهيونية واجتماع هرتسل ووعد بلفور للصهاينة والتركيز على إقامة وطن لليهود في فلسطين بعد رفضهم كل ما عرض عليهم من مواطن لإقامة وطن فيها الذين خلقوا العنصرية في المنطقة،. والتاريخ يثبت بأن العبرانيين لا علاقة لهم في فلسطين بل جاؤوها من مصر الفراعنة بعد تحريرهم من موسى الذي نشأ على أساس فرعوني ثم تبين بأنه عبراني...! موسى لم يدخل ما أسموه بأرض الميعاد، بل توفي على جبل مؤاب على الحدود السعودية الأردنية. وكانت أول معركة بين العبرانيين والفلسطينيين في أريحا لأن شرق أريحا كانت قاحلة فيما غربها كان فيه الماء والخضرة ومستلزمات الحياة. هذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها المواجهة ولن تكون الأخيرة، والسبب هو عجز الأمم المتحدة تطبيق القرارات الأممية وعلى رأسها الإدارات الأمريكية المتعاقبة التي تدعم وجود المحتلين في فلسطين خوفا من عودتهم إليها...!

 

  • شهدت فلسطين المحتلة في الآونة الأخيرة مواجهات منع خلالها الاحتلال المصلين من الوصول الى المسجد الاقصى، كما أن قواته اعتدت على المصلين المسيحيين عند باب الجديد في القدس المحتلة، ومنعت المئات من الوصول إلى كنيسة القيامة. كيف تقرؤون الاعتداء على المسلمين والمسيحيين على السواء من قبل الاحتلال؟

 

قبل التطرق إلى الإعتداءات على المصلين مسيحيين ومسلمين، يمكن القول بأن العالم المسيحي والإسلامي ناهيك عن وجود بقايا يهود خيبر الذين كانوا يعيشون في السعودية لم يقوموا بواجباتهم لا الدينية ولا القومية ولا حاجة بتاتا، بل أصبح الكثيرون منهم تابعين وعملاء للصهاينة. ولهذا فإن صمود الشعب الفلسطيني على أرضه والعامل الديموغرافي هو الذي سيجبر العدو على التنازل عن احتلالهم لأرض عام 1967، التي تمثل 22 % من فلسطين التاريخية. أنا شخصيا اعتبر أن فلسطين عربية من البحر إلى النهر تضم المسيحيين والمسلمين واليهود الراغبين في العيش معنا بنفس الحقوق والواجبات. ليس لدي أدنى شك بأن التلاحم المسيحي الإسلامي في فلسطين هو من أقوى ما سيواجه الاحتلال، مهما كلف ذلك من ضحايا في سبيل إعادة الأرض لأصحابها.

 

  • في يوم القدس هل لا زلت تحلم بالعودة؟

 

لست وحدي من يحلم بالعودة إلى القدس وفلسطين عامة لأنها قلب الأمة النابض ولها قدسيتها واحترامها في العالم أجمع .

 

  • هذه العودة القدس مرهونة بماذا ؟ بالمفاوضات ام المقاومة ام قرارات صادرة عن الامم المتحدة؟

 التحرير آت لا محالة. فقد احتلت فلسطين أعظم القوى العالم وخرجوا منا بقوة الإيمان والصمود في وجه كل من يعتدي على أرضنا المقدسة. لا بد من تعزيز المقاومة بشقيها السلمي والعنفواني وفقا للظروف المتاحة لكن في الوقت نفسه لا بد من تحرير الأمم المتحدة من السيطرة الصهيونية لتتمكن من تنفيذ القرارات التي مضى عليها سنين طويلة نقلت إلى الأرشيف...!

أنا لا أؤمن بالمفاوضات المضنية التي لم تأت بفائدة منذ أكثر من 70 عاما، وبانتظار خطوات إيجابية من عصبة الأمم، لأن دون حل المسألة الفسطينية لن يكون هناك سلام في أي منطقة في العالم.

 

 في كندا هناك محاولات لمنع حتى انتقاد اسرائيل واعتباره معاداة للسامية .. ككندي فلسطيني ما هو رايك؟

خطأ أن نستسلم للضغط الصهيوني في كندا بعدم انتقاد سياسة الاحتلال، وهذا يدل على مدى جبن الشرق والغرب في التصدي لذلك لأن ساميين ليسوا فقط من اليهود ، بل العرب أيضا ساميون. وهذه بدعة تمر على الغرب والشرق بكل بساطة دون معرفة التاريخ ومقوماته.

 

مؤخرا رفض ترودو نقل السفارة الكندية الى القدس المحتلة كيف تقرؤون هذا الخبر في ظل مواقف اخرى مؤيدة لاسرائيل ؟

لقد كان الموقف الكندي منذ البداية واضحا بأن هناك احتلالت لأراضي عام 1967 . ونأمل بأن يبقى هذا الموقف ثابتا دون التأييد لكيان الاحتلال . ووجود المفوضية الفلسطينية في العاصمة الكندية هي دليل على الاعتراف الضمني بفلسطين على الأقل القسم المحتل عام 67 . وعلى الجالية العربية وغيرها تقديم شكر لرئيس الوزراء على ذلك.

  

ما هو المطلوب من الجالية العربية في كندا تجاه القضية الفلسطينية؟

في حالة معرفة الجالية بتاريخ فلسطين وما حصل فيها عليهم تأييد حقوق الشعب الفلسطيني الذي شرد من أرضه وطاف العالم وساهم في بناء معظم الأقطار العربية في مختلف المجالات العلمية والثقافية والمالية وغيرها. وهنا تجدر الإشارة إلى أن العديد من شعوب أقطارنا العربية كانوا يعيشون في فلسطين ويأكلون من خيراتها...!.

على الجاليات العربية في كندا تنظيم مظاهرات سلمية ترفع فيها اعلام كندية وكيبيكية وعلم فلسطيني واحد للمطالبة بانسحاب كيان الاحتلال من جميع الاراضي المحتلة لعام 67 بما فيها القدس وتطبيق قرارات الامم المتحدة ، على ان تكون المظاهرات شهرية.