إستئناف السفر الدولي في كندا: ما الآلية والإجراءات؟

  • article

فاطمة بعلبكي  

يبدو أن الحياة التقليدية، قبل جائحة كورونا، قد بدأت بالعودة تدريجياً الى سابق عهدها، مع استئناف معظم دول العالم حركة الملاحة الجوية وعودة الطيران الدولي في كندا، ما دفع الكنديين الى التهافت على الحجوزات لقضاء إجازاتهم الصيفية خارج البلاد. فكيف تتعامل مكاتب السفر مع هذا الطلب المفاجىء على الحجوزات؟!

للإجابة عن هذا السؤال والإضاءة على الإجراءات المسموحة والمحظورة وشروط السفر الدولي في كندا، قابلنا مالك ومدير مكتب "سفريات مايسترو" توفيق سليمان، الذي أجاب عن هذا السؤال وأوضح العديد من النقاط الهامة للراغبين بالسفر الى وجهات دولية.  

 

 

 

في ظل الحديث عن استئناف الطيران الدولي والسماح للكنديين بالسفر خارج البلاد، كيف هو الإقبال على الحجوزات؟

ارتفع الإقبال على حجوزات السفر بشكل هستيري بالتزامن مع إعلان الدولة الكندية استئناف الطيران الدولي خارج البلاد وداخلها مع نهاية الشهر الجاري. وهذا الإقبال كبير من قبل الجاليتين اللبنانية والعربية وحتى المواطنين الكنديين. والجميع يستفسر بشأن الإجراءات المتبعة ومستوى الأسعار خاصة أنهم يتشوقون لاستئناف السفر منذ حلول جائحة كورونا في آذار/مارس العام الماضي.

ما مدى جهوزية مكاتب السفر التي عانت من الركود قرابة عام ونيف؟ وما هي قدرتها على تلبية الطلب المتزايد والمفاجئ على الحجوزات على الصعيدين اللوجستي والمالي؟

إن الكثير من مكاتب السفر تضررت بسبب إجراءات الإقفال العام وبعضها أعلن إفلاسه.  ونحن تأثرنا بطبيعة الحال جراء الجائحة. لكننا في "سفريات مايسترو"جاهزون من كل النواحي وتتهافت علينا طلبات الحجوزات في مكتبَيْنا بمونتريال وأوتاوا منذ نحو أسبوعين. ما يهم الناس هو السفر خارج كندا إلى الدول العربية وأوروبا بهدف قضاء العطلة الصيفية.

هناك حديث عن ارتفاع ملحوظ في أسعار الحجوزات لتعويض خسائر شركات الطيران، ما مدى صحة الأمر؟

تُعدّ شركات الطيران الفئة الأولى الأكثر تضرراً من وباء كورونا تليها مكاتب السفر والفنادق، لذلك نلحظ ارتفاعاً لافتاً في أسعار الحجوزات وفق قاعدة العرض والطلب. ولا ننسى أن موسم العطلة والصيف هو الأهم بالنسبة لشركات الطيران والمكاتب، ويشكل ذروة عملها ويبدو واضحاً مع ازدياد الطلب على تذاكر الرحلات.

هل ينسحب الأمر نفسه على الطيران الداخلي؟ وكيف هي الأسعار؟

هنا لا بد من الإشارة إلى ميزة يتمتع بها الطيران الداخلي في كندا وهي أنه تابع لشركتين فقط وبالتالي تنخفض إمكانية المضاربة والمنافسة وهذا ينعكس بالنتيجة على أسعار تذاكر السفر بحيث يفرضان الرقم الذي يريدانه. كما أن هاتين الشركتين تسعيان لتعويض خسائرهما عن طريق رفع الأسعار تدريجياً.

 

هل تحرص شركات الطيران على تقديم تخفيضات أو عروضات لتشجيع المواطنين على السفر خارج البلاد؟

منذ فترة لجأت شركات الطيران إلى تخفيض أسعار الحجوزات وقدمت عروضاً عدة لكن الإقبال كان منخفضاً. أما في الوقت الراهن، فالوضع معكوس حيث قفزت أسعار التذاكر مع انتعاش الطلب عليها. وبالتالي فإن عروض السفر مرتبطة بتوقيتها وطبيعة الموسم. على سبيل المثال كان سعر التذكرة إلى لبنان منذ شهر أقل من 900$ فيما يوازي اليوم 1500$ (ضعف السعر ) لدى كل شركات الطيران.

هل تقوم مكاتب السفر بتغطية نفقات إجراءات كورونا وفحص الـPCR؟

لا يغطي أي مكتب سفر فحص كورونا حالياً لا سيما بعد رفض المطار الكندي إجراء الفحص في عدد من المراكز المجانية لذلك جرى التوجه إلى اعتماد مراكز خاصة. ونحن في شركتنا نتعامل مع جهة طبية خاصة تجري فحص الـPCR داخل مكتبنا وفق مواعيد محددة وتتراوح تكلفته بين 170 - 200 $ ويومياً نجري ما يقارب 20  فحصاً.

أما بخصوص شركات الطيران فبعضها عدّل على آلية دفع ثمن الـPCR، مثلاً أصبحت التذكرة إلى لبنان تشمل تكلفة الفحص وهي 50 $ أميركياً. مع الإشارة إلى أن المطعمين مرتين بلقاح كورونا ولديهم وجهة سفر مباشرة إلى بيروت يتم إعفاؤهم من إجراء الفحص، لكن هذا الأمر لا يسري على من تذكرة سفرهم غير مباشرة (ترانزيت) أي يهبطون في بلد ثانٍ قبل الوصول إلى وجهتهم.

 

ماذا عن الحجز الفندقي، هل سيبقى إلزامياً لغير المطعمين؟

لا يزال الحجز الفندقي إلزامياً للجميع حتى المطعمين في الوقت الراهن، لكن هناك فارقاً بسيطاً يبدأ تطبيقه الشهر المقبل وهو أن الخاضع للقاح كورونا مرتين غير ملزم بهذا الحجز بشرط أن يكون أخذ جرعتي اللقاح داخل كندا. أما في حال تلقيه الجرعة الأولى داخل كندا فيما سيتلقى الجرعة الثانية خارج الأراضي الكندية فأنه سيبقى ملزماَ بالحجز الفندقي، بيد أن القيود الصحية قابلة للتعديل خلال فترة وجيزة بالتزامن مع المستجدات وأعداد الإصابات اليومية بكورونا.ونحن حريصون على متابعة المستجدات بوتيرة يومية.

 

 

 هل هناك وجهات سفر معينة محظور السفر إليها ومنها؟

عموماً فتحت نحو 90% من دول العالم مطاراتها وأجواءها لاستقبال المسافرين والزائرين من أجل النهوض بسياحتها واقتصادها ما عدا بعض الدول كالجزائر التي لا تزال مغلقة أمام الحركة السياحية ولا يزال السفر إليها محظوراً.

ما الرسالة التي توجهها إلى المواطنين الراغبين بالسفر إلى وجهات دولية؟

نصيحتي هي الالتزام بلقاحي كورونا لأن بعض الدول بصدد اشتراط إجرائهما مقابل السماح بالدخول إلى أراضيها قريباً. وأدعو الراغبين بالسفر لقضاء العطلة خارج كندا إلى حجز تذاكرهم مسبقاً وفي أسرع وقت لأن أسعار الحجوزات إلى ازدياد. كما أشدد على أهمية الحصول على القرارات الخاصة بالسفر وشروطه من الموقع الرسمي للحكومة الكندية حصراً وليس من أي مكتب سفر لأن هناك تحديثات تصدر باستمرار.