محمد شريف كامل لـ"صدى المشرق" : الجالية أحسنت التعامل مع التصويت الاستراتيجي

  • article

بعد الانتخابات وما افرزته من نتائج مطابقة للانتخابات السابقة طرحت صدى المشرق على ناشطِين بارزِين على الساحة الجاليوية والسياسية الكندية سؤالين يجيب عليهما اليوم العضو الناشط في العديد من منظمات المجتمع المدني والعضو في "مجلس الأمناء لجمعية الكنديين المسلمين من اجل فلسطين"، و"مركز مسلمي مونتريال" (الامة الإسلامية) الاستاذ محمد شريف كامل


-  استاذ محمد شريف كامل كيف تقرؤون نتائج الانتخابات الفدرالية بشكل عام وآثارها على الساحة الداخلية الكندية وعلى الجالية العربية والاسلامية بشكل خاص ؟

اولا لابد ان نقر ان العملية الديمقراطية وإن شابها قصور الا انها الطريق الوحيد لإنفاذ إرادة الشعوب، وتميزت كندا ضمن بضع من الدول بان انتخاباتها لا تشوبها المخالفات التي قد نراها في الكثير من الانتخابات حتى في بعض الدول الديمقراطية.

ولم تكن انتخابات هذا العام في الحقيقة انتخابات بمعنى الكلمة، بل كانت استفتاء حول فترة جائحة كورونا وكيفية التعامل معها، وأثبتت نتيجتها أن الكنديين راضين عن الأسلوب الذي تعاملت به الحكومة الحالية مع الجائحة وكذلك منهج المعارضة في التعامل مع الازمة. فجاءت بنتيجة نسخة مطابقة لما أتت به انتخابات 2019

 والعودة الى حكومة أقلية ليبرالية (حزب الأحرار) واحتفاظ كل الاحزاب بنسبة تمثيلها كما هو، بل وتقريبا بنسبة التصويت العام، هي رسالة واضحة للأحزاب بضرورة العمل سويا لعبور هذه الازمة، كما هي بمثابة إعادة الحكومة لإتمام العمل والانتهاء من الازمة ثم يأتي وقت الحساب الحقيقي في انتخابات ما بعد كورونا.

 وهذه النتيجة ولا شك لصالح الاقليات والفئات المهمشة فقد تأتي بإنجازات قيمة، خاصة وان الاحرار يحتاجون الى الحزب الديمقراطي لتمرير الكثير من المشروعات وبالذات مشروعات الموازنة التي قد ترى النور من خلالها مشروعات مثل الاسكان المنخفض التكاليف، وتقوية الشبكات المحلية، وتعميم دور الحضانة المدعومة. وقد ينجح الحزب الديمقراطي في الضغط على الاقلية الحاكمة لتمرير موازنة داعمة للقطاع الصحي والدواء ورعاية المسنين.

 وعلى مستوى الجالية العربية والاسلامية فقد نرى تحركا أفضل في مجال محاربة الاسلاموفوبيا ونمو التطرف بشكل عام بالإضافة للوقوف في وجه القانون العنصري المعروف باسم القانون 21.


- قد يكون من المبكر تقييم نسبة مشاركة الجالية في هذه الانتخابات ولكن واضحا ان هناك توجها عاما من الجالية لانتخاب الحزب اللبرالي.. كيف تقيّمون هذا الخيار؟ هل كان خيارا صحيحا ام كان يمكن ان يكون لدينا خيارا آخر مع طرف خاسر قد يكون اقرب للجالية؟

من المؤكد أن نسبة مشاركة الجالية العربية والاسلامية تزداد في كل انتخابات عن سابقتها، سواء الانتخابات الفيدرالية أو انتخابات المقاطعات أو حتى الانتخابات البلدية، وكما تزداد نسب المشاركة في الادلاء بالأصوات تزداد كذلك المشاركة في العمل داخل الأحزاب بل والترشح أيضا. وبخصوص الاختيار، اعتقد أن الجالية أحسنت التعامل مع التصويت الاستراتيجي واختارت حزب الأحرار لإيقاف احتمالية تقدم الأحزاب اليمينية والانفصالية واختارت الحزب الديمقراطي في دوائره وفي الدوائر التي لا يوجد حظ لحزب الأحرار بها، وهذا يعني أن الجالية استوعبت ما تحدثنا عنه من قبل وهو محاولة الدفع بحكومة اقلية من احرار مدعومة بالحزب الديمقراطي

واعتقد دائما ان هذا هو الخيار الانسب حتى نصل لمرحلة يكون الحزب الديمقراطي فيها قادرا على اجتذاب شعبية تمكنه من الحكم أو على الأقل العودة ليصبح المعارضة الرئيسية . وحينئذ يصبح من الافضل الوقوف بقوة مع الحزب الديمقراطي الذي هو بلا شك أقرب من الجالية.

 

*صورة رئيس الحزب الديمقراطي الجديد من صفحته على الفيسبك