كوثر المغراوي: 5 براءات اختراع أصيلة مسجّلة باسمها في "دائرة البراءات الأميركيّة"

  • article

نشأت الباحثة الأميركيّة المغربيّة كوثر محمد المغراوي (المولودة في بلدة "إبن سليمان"- 1978) في كنف عائلة تهتم بالدين والعلم. ومنذ صغرها، أولعت بمطالعة الاكتشافات العلميّة والتكنولوجيّة، ما ساهم في تفوّقها دراسيّاً.

نالت المغراوي الماجستير في علوم الكومبيوتر في جامعة "الأخوين" في المغرب. ثم درست بمنحة جامعية في "معهد رينسيلار للبوليتكنيك" Rensselaer Polytechnic Institute في نيويورك، فنالت الدكتوراه في علوم الكومبيوتر (2007). ثم التحقت بمركز "توماس واتسون للبحوث"التابع لشركة آي بي آم"IBM العالميّة المتخصّصة في المعلوماتيّة المتطوّرة. وما زالت تعمل في ذلك المركز النيويوركي بوصفها باحثة أساسيّة في نُظُم الكومبيوتر".

تشمل اهتمامات المغراوي مروحة واسعة من البحوث في الكومبيوتر كتقنية "حوسبة السحاب"Cloud Computing، ونُظُم التشغيل، والحوسبة العالية الأداء، وتوزيع النُظُم وتحليلها، خصوصاً في ما يسمّى "الوقت الحقيقي"، أي أثناء تشغيلها وأدائها للأعمال فعليّاً.

وبصورة محدّدة، تجري المغراوي بحوثاً متقدّمة على نظام التشغيل «إيه آي إكس"AIX اختصاراً لعبارة Advanced Interactive eXecutive)  ) الذي تعتبره "آي بي أم"من نُظُمها المتطوّرة في المنصّات الرقميّة. وتساهم في بحوث لصنع أدوات ذاكرة "فلاش"تكون "غير قابلة للتبخّر"، بمعنى أنها قابلة للمسح وإعادة البرمجة رقميّاً. وتشارك في البحوث المتّصلة بنوع خاص من أجهزة تخزين البيانات الرقميّة، تسمّى "أجهزة الحال الصلبة"ما يعني أنها لا تتضمّن قرصاً صلبّاً تقليدياً لأن الأخير يكون متحرّكاً. وتساهم في بحوث متطوّرة عن تقنيات تشخيص تعطّل نُظُم تشغيل الكومبيوتر ومعالجتها أيضاً.

وتحوز المغراوي عضوية"IEEE " ، و"جمعية النساء المهندسّات"Society of Women Engineers، و"رابطة آلات الحوسبة"Association for Computing Machinery، والأخيرة هي أول رابطة علميّة وتعليميّة للحوسبة، ومركزها نيويورك. وضمن عملها في تلك الرابطة، ساهمت المغراوي في رعاية "جائزة غرايس هوبر"Grace Hopper Award التي تمنح سنويّاً، منذ العام 1971، للنساء المتفوّقات في عوالم المعلوماتيّة. وتقود المغراوي المؤتمر المخصّص لـ "جائزة غرايس هوبر"للعام 2015، مع الإشارة إلى أن هوبر هي مخترعة لغة برمجة الكومبيوتر الشهيرة "كوبول"Cobol.. وتتقلّد المغراوي منصب الرئيسة المشاركة في جمعيّة "نساء عربيّات في الحوسبة"Arab Women in Computing..

وتحرص المغراوي على المشاركة في المؤتمرات الدوليّة للمعلوماتيّة، كـ"المؤتمر الدولي حول حوسبة السحاب"و"الشبكات الرقميّة والمحاكاة الافتراضية» و"المؤتمر الدولي حول الشبكة الرقميّة والحوسبة المتوازية"،عام 2014، و"المؤتمر الدولي لحوسبة السحاب"وغيرها.

وخلفت المغراوي أوراقاً علميّة كثيرة عن الكومبيوتر ولغات البرمجة، والمحاكاة الافتراضيّة، والتطبيقات العلميّة للشبكات الرقميّة، ونُظُم التشغيل ومشاكلها، إضافة إلى شروحات عن بنية نظام التشغيل من نوع "هايبرفيزور"Hypervisor هو برنامج ذكي يثبّت في الحواسيب التي تستطيع إنجاز عمليات المحاكاة الافتراضيّة، فيكون بمثابة "شاشة"تعمل على إنشاء آلات افتراضيّة في تلك الحواسيب، كما تراقب أداءها وعملها أيضاً.

ويتضمّن رصيد المغراوي العلمي أنها حازت 5 براءات اختراع أصيلة مسجّلة باسمها في "دائرة البراءات الأميركيّة"، وتلقّت جوائز منها "جائزة روبرت مكناوغنون عن أفضل أطروحة في علم الحاسوب"، من "معهد رينسيلار للبوليتكنيك"وتفتخر المغراوي بأن شركة "آي بي إم"منحتها جائزتين تقديراً لدورها وحضورها المتميّز كامرأة متألّقة في العلوم والتكنولوجيا، وكذلك مساهمتها في تطوير برامج كومبيوتر ونُظُم تشغيل متقدّمة، ساهمت في تعزيز مكانة الشركة في البلدان الأفريقيّة.

 الآن وهنا   

في حوار معها، لفتت المغراوي إلى مجموعة من إنجازاتها، خصوصاً تلك التي ما زالت تعمل عليها حاضراً. وتشمل:

-  قيامها بمسؤوليّة إدارة بحث استراتيجي عن برنامج متقدّم لتشخيص مشاكل نُظُم الكومبيوتر، إضافة إلى حلّها بسرعة وإتقان وكفاءة. ويساعد البرنامج المؤسّسات الرسميّة والتجاريّة والمصرفيّة وغيرها. ويتميّز البرنامج بقدرته العالية في تقنيّات "معالجة اللغات الطبيعيّة"Natural Language Processing.  وتشير تلك "المعالجة"إلى تعامل الكومبيوتر مباشرة مع اللغة التي يستعملها البشر، وهي إحدى فروع الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence.

وبفضل ذلك البرنامج، يستطيع الكومبيوتر الإجابة عن الأسئلة التي توجّه إليه من الجمهور عبر مراكز الاتصال، خصوصاً تلك التي تتصل بإيجاد حلول لمشاكل نُظُم الكومبيوتر كالتعطل. وكذلك يعمل البرنامج على تحليل قواعد البيانات في الشركات والمؤسّسات، كي يستخلص منها المشاكل التي واجهتها نُظُم التشغيل في الماضي، ما يساعده على مواجهة ال"Watson Robot.

- توصلها إلى ابتكار تقنيّات لإنقاذ نُظُم التشغيل، عبر تشخيص أخطاء النُظُم وإعادة تأهيلها بطرق تساعدها على تجنّب الأعطال في المستقبل. وعملت مع فريقها العلمي على إنشاء نموذج أوّلي لبنية تحتيّة لنظام تشغيل الـ "هايبرفيزور".

وتصف المغراوي ذلك النموذج فتقول: "يوجد في صلب اختراعنا صورة صغيرة مخفيّة لنظام تشغيل يعمل في شكل جيد. ويتمثّل الهدف منه في تصحيح نظام التشغيل عند تعطّله... إنه يعمل كــسيارة اسعاف في الحالات الطارئة، إضافة إلى أنّه يعمل بصورة تلقائيّة ومن دون الاضطرار إلى إيقاف الحاسوب عن العمل".وبذا، تتشابه المغراوي مع الأميركيّة غرايس هوبر، التي اشتهرت بعملها في تصحيح أعطال نُظُم الكومبيوتر، بل إنها نحتت مصطلح " دي باغينغ"Debugging الذي يستعمل في وصف علمية تخليص نُظُم الكومبيوتر من بعض المُكوّنات التي تعيقها عن العمل

- تأكيدها على  أنها كانت "المساهمة الرئيسيّة في مشروع تصميم جهاز محاكاة لتخزين البيانات في الحال الصلبة، وتنفيذه أيضاً. ويشكّل الجهاز أداة فعّالة لمراكز تحليل البيانات الرقميّة ومقياساتها أيضاً. وتفيد تلك الأداة أجهزة المحاكاة الافتراضيّة، وكذلك الحواسيب التي تتضمن آلات افتراضيّة متنوّعة".

- اعتزازها بانجاز مشروع لتحسين أداء مجموعات من التطبيقات الذكيّة المثبّتة في نُظُم مختلفة، ويجري ذلك في وقت موحّد وبسرعة كبيرة. ويعني ذلك تمكين المستخدم من التكلّم والكتابة والبحث وتوزيع المعلومات، بطريقة ذكيّة. ويستخدم ذلك البرنامح في الحواسيب السريعة المخصّصة للأعمال التجاريّة والمصرفيّة وغيرها.

- تولّيها صنع جهاز مبتكر عن "الذاكرة المضغوطة"التي تعتبر أساساً في آلات الحال الصلبة. وتشير إلى ذلك الجهاز بمصطلح "تنميط الذاكرة" Memory Profiler. وللإيضاح، المقصود هو الذاكرة العشوائيّة "رام"RAM))، التي يستخدمها الكومبيوتر في تنفيذ المهمّات المختلفة، لكنه لا يحتفظ بها تقليديّاً. وشبّهت المغراوي جهاز "تنميط الذاكرة"بأنه "مخابئ واسعة للذاكرة"،ما يساعد على رفع أداء الكومبيوتر إلى مستويّات فائقة التقدّم.