منحة دراسية مدى الحياة تحمل اسم الدكتور بشار الصلح : " سابقة لا مثيل لها في الجالية و في جامعة مونتريال

  • article

صدى المشرق - مونتريال

ما ان اعلن الشهر الفائت عن فتح باب التبرع لتخصيص منحة دراسية في جامعة مونتريال تحمل اسم الدكتور الراحل بشار الصلح حتى انهمرت التبرعات بشكل كبير فاقت توقعات المنظمين وفاجا المسؤولين جامعة مونتريال بالسرعة التي تم فيها جمع المبلغ المالي الذي تجاوز الـ 87 الف دولار فيما كان المقدر جمع 75 الف دولار . المبادرة قام بها مجموعة من الجالية " أرادوا أن يكرموا الدكتور بشار و يجعلوه مثلا أعلى يُقتدى به في مجتمعاتنا "، كما ابلغنا احد اعضاء هذه المجموعة الاستاذ فادي البزري الذي توجهنا اليه بعدد من الاسئلة لتسليط الضوء على شخصية الدكتور بشار وللحديث عن المنحة وتفاصيلها .  

البزري اخبرنا في حديثه انه " لم يكن هناك تجمع أو عمل اجتماعي أو إنساني، أو مكافحة لأي نوع من الاضهاد والظلم في كندا أو خارجها،  في عالمنا العربي والإسلامي وغيره ، إلا وكان المرحوم د. بشار في طليعة المؤيدين والداعمين لهم ، وكان من المؤسسين للعديد من الجمعيات التي عملت على ذلك..". واضاف البزري " كل هذا و لم تكن ترى اسمه في العمل، فلم يكن همه الظهور و لم تكن تجده يوما يقول اسمي.. وأنا.. بل كان يعمل دائما في الخلفية وهمه نجاح العمل فقط" .

في اطار حديثه عن شخصية المرحوم د. بشار الصلح قال البزري " لقد سمعت هذه العبارة من قبل: "لا تسألني كيف توفي.. سأحكي لك كيف عاش حياته".. لقد كان هذا الإنسان مدرسة بكل معنى الكلمة.. في كل  جوانب الحياة".

وعن المنحة اكد انها متاحة للطلاب الذين تنطبق عليهم عدد من المعايير واشار الى ممثلة "جامعة مونتريال" السيدة "ايرايدا مرجينينو" اكدت "إن ما تم إنجازه في ظرف أسبوعين من تأسيس الموقع ،وحتى قبل أن يتم فتح الحساب في الجامعة، هو سابقة لا مثيل لها  في "جامعة مونتريال".
بعد جمع التبرعات اقيم حفل لتكريم المتبرعين كانت تكلفة البطاقة هو تبرع بمقدار 250 دولار للشخص الواحد .ضم حفل التكريم 160  شخصاً .

 
المرحوم د. بشار الصلح والى اليمين الاستاذ فادي البزري

استاذ فادي البزري اعلنتم عن فتح الباب للتبرع من اجل تقديم منحة دراسية من جامعة مونتريال... من يقف وراء الفكرة؟

أنا جزء من مجموعة أفراد، عرفوا هذا الرجل العملاق، هذا الرجل العظيم و أرادوا أن يكرموه و يجعلوه مثلا أعلى يُقتدى به في مجتمعاتنا.


هؤلاء هم: احمد البنان، محمد شريف كامل، ايمن الشماع، نبيل ابو ثريا، سلام الموسوي،  فرانك بايليس و صوفي محسن ، بالاشتراك مع عائلته ارملته السيدة ميساء المالكي وابنه خالد وابنتيه : سمية وغاليه الصلح.

شارك ايضا في الفكرة كل من مصطفى فقيه، سميره العوني، ايهاب لطيف، الدكتور يحيى مرعي و مهدي جوهري.

الشكر ايضا لكل من ادارة المركز الاسلامي الكندي (الجمعية) لاستضافتنا هناك لالقاء كلمة قبل خطبة الجمعة. الشكر للشيخ احمد قنديل و الشيخ سعيد فواز  والشيخ عويس النجار و حسن غية لمشاركتهم. والشكر لبلال الشامي لمساعدتنا في طبع الكتيب لذكرى الدكتور بشار. كما الشكر للقارئ في حفل التكريم اسامه مجبر.

أنت أمام مشهد يوم بارد جداً.. و شتاء في فبراير 2022 ..في يوم دفن حبيبنا الدكتور "بشار الصلح"رحمه الله تعالى..

أعداد لا تحصى من الناس ربما ألف شخص أو أكثر.. من جميع الدول و الملل و الأديان و الالوان و اللغات والخلفيات ..جاؤوا ليودعوا تلك الأيقونة التى لن تتكرر في مجتمعنا.

هذا ليس عمل فردي، فالفكرة كانت من هذه المجموعة الرائعة، والتى أنا فخور أشد الفخر بها..

أنا اسميهم مجموعة القلوب البيضاء ،يجمعنا فخر كبير بأننا عاصرنا ذلك الرجل العظيم فكم يسهل العمل مهما كبر بوجود أمثال  هذه الأشخاص من حولنا.

 

هل يمكن ان تحدثنا عن هذه المنحة ولماذا اختيار جامعة مونتريال؟

المنحه كانت بالأساس منحة دراسية ستعطى لمدة سنة أو سنوات ، ثم تطورت الفكرة لتصبح منحة تعطى كل سنة لمدى الحياة باسم الدكتور "بشار الصلح".

لقد درسنا نظام المنح في ثلاثة مؤسسات تعليمية و قمنا بالمقارنة بينهم ، فوقع الاختيار على جامعة مونتريال للأسباب التالية:

1- رغبة وحب الدكتور "بشار" الاندماج بالمجتمع الكيبكي، وبالطبع مع المحافظة على هويتنا المسلمة.

2- جامعة "مونتريال"، من جهة المنح، أقل بأضعاف من جامعة "Mcgill "مثلا، و هكذا لا تضيع هذه المنحة وسط بحر من المنح.

3- إمكانية تأثير أكبر على معايير الاختيار للطالب الذي يستحق هذه المنحة.

4- تنوع الطلاب في جامعة مونتريال وزيادة نسبة بقائهم بعد تخرجهم في مقاطعة "كيبيك".

المنحه تبدأ اعتباراً من ٢٥٠٠ دولار ،تعطى كل عام لمدى الحياة، و قيمتها  ٧٥ ألف دولار.

وكان علينا زيادة المبلغ ليصل إلى ٨٠ ألف دولار ، لضمان تقديم المنحة لأول سنتين .

 

من سيستفيد من المنحة وما هي المواصفات المطلوبة؟ 

هذه المنحة متاحة للطلاب الذين تنطبق عليهم المعايير التالية المدونة في العقد الذي وقعناه مع جامعة "مونتريال":

1- دوام كامل في الجامعة

2- مشاركة اجتماعية أو إنسانية تطوعية في المجتمع

3- مشاركة اجتماعية  تعزز الروابط و الجسور بين المجتمعات المختلفة والمجتمع الكيبكي،  مثل مكافحة "الإسلاموفوبيا"، أو برامج مساعدة اللاجئين وغيره..

 4- إظهار الدافع للمشاركة بالعمل الاجتماعي والإنساني بالرغم من التحديات .

5- سجل أكاديمي متميّز ، يبرهن إمكانية النجاح .

نحن نشجع أبناءنا على العمل الاجتماعي و التقدم للحصول على المنحة، وأن يتخذوا  من الدكتور "بشار الصلح" قدوة لهم في حياتهم العلمية والعملية.. "غالية الصلح" ابنته قالت لي:

 أنا أرى الحياة بمنظار مختلف عندما أنظر إليها في إطار طريقة حياته وتفكيره ونظرته إلى الأمور..

أخيراً ..

 لقد تم وضع المعيار رقم 3 كي نشجع أبناءنا على المشاركة الفاعلة في الأعمال الخيرية والإنسانية في مجتمعهم، والتقديم على المنحة بناء على ذلك ،كما ذكرت سابقاً.

 

لماذا حملت المنحة اسم الدكتور "بشار الصلح" ؟ حبذا لو تحدثونا عنه وعن دوره في الجالية ؟

للإجابة على سؤالكم سأروي لكم بعض ما سمعته من القلوب البيضاء: 
-"لم أكن أعرف معنى أولياء الله الصالحين حتى تعرفت على الدكتور "بشار الصلح"
"أخلاق الأنبياء"
"لم نسمعه قط يتكلم على أحد أبداً إلا بالخير"..
وقد أخبرني ابنه "خالد"، أنه  كان يدخل في مشاريع اجتماعية وانسانية خيرية، بمجرد أنه كان يرى الفائدة لمجتمعه ، من دون الخوض والدخول بالنوايا..
لم يكن هناك تجمع أو عمل اجتماعي أو إنساني، أو مكافحة لأي نوع من الاضهاد والظلم في كندا أو خارجها،  في عالمنا العربي والإسلامي وغيره ، إلا وكان في طليعة المؤيدين و الداعمين لها ،وكان من المؤسسين للعديد من الجمعيات التي عملت على ذلك..
كل هذا و لم تكن ترى اسمه في العمل، فلم يكن همه الظهور و لم تكن تجده يوما يقول اسمي.. وأنا.. بل كان يعمل دائما في الخلفية وهمه نجاح العمل فقط،مع أنه بالواقع كان في الطليعه..وكان يقول:
الأفراد تتغير.. تأتي وتذهب وتبقى الفكرة، ويبقى العمل..
كان من أوائل من بث فكرة "مكافحه الإسلاموفوبيا".. وذلك من عشرات السنين ،وقد نجح بوضع حجر الأساس لتقبل هذه الفكره أمام الهيئات الرسمية في الحكومة الكنديه.. 
هذا فقط غيض من فيض من مسيرته المباركة .. فهناك مناح كثيرة أخرى مثل مساعدة  غزة وتقديم المساعدات والدعم  للّاجئيين السوريين داخل وخارج كندا،  والعمل على إقامة شبكة تواصل بين الشباب المهنيين لتدعيم فكرة العمل المشترك المتبادل  الذي يعود بالمنفعة على الجميع..
مثال على ذلك جمعية تعمل على تأليف شبكة تواصل بين العاملين في الوسط الطبي وغيره  من جميع الاختصاصات .. 
لقد برع الدكتور "بشار  الصلح" في التوفيق ما بين عائلته  و عمله المهني والاجتماعي و الإنساني ، و كذلك قراءاته مطالعاته اليومية و عبادته،وكما قالت ابنته "غالية" :
كان يملأ كل دقيقة من وقته فهو لم يكن يحب الفراغ أبداً..
لقد سمعت هذه العبارة من قبل: "لا تسألني كيف توفي.. سأحكي لك كيف عاش حياته"..
لقد كان هذا الإنسان مدرسة بكل معنى الكلمة.. في كل  جوانب الحياة :
في حبه لزوجته..
- في حبه لعائلته..
- في عمله المهني كطبيب…
- في عمله الاجتماعي و الإنساني و السياسي..
- في تواضعه..
- في أسلوب معاملته للناس ..
- في عبادته و علاقته مع ربه..
- في عمله الخالص لوجه الله..
سأتوقف هنا .. فلن أستطيع في عجالة أن أسرد كل الصفات الحسنة لهذا الإنسان الكريم..

 

كيف كان التجاوب مع الفكرة وما هو المبلغ الذي تم جمعه؟

إن جميع من تم التواصل معهم قد أُعجبوا جداً بالفكرة،  فهي تكريم لإنسان نبيل لا ينبغي أن ننسى مشاركته الإيجابية الفاعلة في مجتمعنا..

 والملفت للنظر أنه قد  تم جمع المبلغ بسرعة فائقة غير عادية، وذلك عبر التواصل مع المتبرعين و إرشادهم إلى موقع التبرع في "جامعة مونتريال".

إن المبلغ الذي تم جمعه حتى الآن هو 87 ألف دولار..

وهذا فضل من الله تعالى..

 

هي كانت سابقة مهمة بحجمها وسرعة جمع التبرعات…  ماذا تحدثنا عن هذا الامر؟


لقد كان هنالك عدة طرق لجمع المبلغ..
 ومنها حفل التكريم ..كانت تكلفة البطاقة هو تبرع بمقدار 250 دولار للشخص الواحد .

ضم حفل التكريم ، بفضل الله تعالى، 160  شخصاً ، و كان هذا العدد هو الحد  الأقصى لاستيعاب القاعة،  وقد كنا مضطرين بأن  نعتذر من الذين تواصلوا معنا في الأيام الأخيرة قبل الحفل ..وهنا نعتذر عن ذلك  للجميع.

السيدة: "ايرايدا مرجينينو" تتحدث في حفل التكريم 


وقد شاركت في حفل التكريم  ممثلة "جامعة مونتريال"، السيدة: "ايرايدا مرجينينو" ،رغم أنها كانت خلال  إجازتها السنوية ،  فقط لتحمل لنا رسالة مفادها :

إن ما تم إنجازه في ظرف أسبوعين من تأسيس الموقع ،وحتى قبل أن يتم فتح الحساب في الجامعة، هو سابقة لا مثيل لها  في "جامعة مونتريال"..

وهذه رسالة لنا جميعاً:

بأننا عندما نجتمع على هدف واحد ويكون  لدينا الاقتناع والإرادة ..  فبإمكاننا عمل وإنجاز الكثير..

 

هل اقتصر المتبرعون على الجالية؟

لم تقتصر المشاركة والتبرع على المجتمع العربي والاسلامي

 

هل سيكون شرط من يحصل على المنحة ان يكون من الجالية ؟

لا يشترط على المتقدم للحصول  على المنحة أن يكون فرداً من أفراد الجالية العربية أو المسلمة..

 

من هي اللجنة التي ستقيّم طلبات المتقدمين للحصول على المنحة؟

سيتم تقييم الطلاب من قبل لجنة خاصة  من "جامعة مونتريال". و قد تم إعطاء اسم السيدة "ميساء المالكي"، زوجة الدكتور " بشار الصلح" رحمه الله ، حتى تكون الجامعة على تواصل معها لإخبارها بمن قام بالحصول على المنحة كل عام .

 

هل هناك اختصاصات معينة ستقدم على اساسها المنحة؟

لا يُشترط اختصاصات معينه للحصول على هذه المنحة . أولوية اختيار الطلاب ستكون وفق معيار المشاركة بالأعمال الاجتماعية و الانسانية، طالبة أو طالب  تنتسب أو ينتسب إلى  مدرسة حبيبنا الغالي  الدكتور "بشار الصلح "رحمه الله تعالى.

 

استاذ فادي هل لديك كلمة اخيرة؟

إن العمل المهني لكل منا هام جداً لتأمين الراحة و الحياة الرغيدة..

نحن نعلم أننا نريد أن نبني مستقبلنا ونؤمن عائلاتنا..  ولكن ماذا عن مجتمعنا؟ من سيهتم به و على من نتركه؟

إن الاهتمام بالعمل العام والنهوض بالمجتمع المحلي هو جزء لا يتجزأ من ذلك .. فهو يعود بالفائدة على الجميع دون استثناء..

لقد برع الدكتور "بشار  الصلح" في التوفيق ما بين عائلته و عمله المهني و الاجتماعي و الانساني. كما قلنا من قبل كان يملأ كل دقيقة من وقته فهو لم يكن يحب الفراغ ابدا.

نتمنى لمجتمعنا ان يأخذ هذا الرجل العظيم قدوة وان يتكافل و يتجمع  و يعمل تحت صوت واحد لكي يصبح لنا تأثير فعلي في كيبك و كندا.

* صور العشاء التكريمي للمصور غياث الزين

معرض الصور