خوف وانعدام الأمن لدى الجالية المسلمة في تورونتو 

  • article

حول الخوف وانعدام الأمن لدى الجالية المسلمة في تورونتو بعد الهجوم الذي استهدف مسجدا في ميسيسوجا مؤخراً، كتبت الصحفية إِتيانّ لاجْوا تقريرها ضمن مبادرة الصحافة المحلية الممولة من الحكومة الكندية، ونُشِرَ في صحيفة le devoir  ، وأشارت خلاله إلى ما سبّبه الهجوم على مسجد في ميسيسوجا في 19 مارس/آذار، قبل أيام فقط من بداية شهر رمضان، والذي انعكس"صدمة كاملة" بين المصلين وشعورا بالخوف في المجتمع المسلم في منطقة تورونتو.

واستشهدت بحديث مصلح خان، وهو إمام في المعهد الإسلامي في تورونتو في سكاربورو ومسؤل قسم الشباب فيه الذي قال إنَّ "الناس يفكرون مرتين قبل الذهاب إلى المسجد".

 وفي معرض وصفه تفاصيل الاعتداء يروي مصلح خان ما جرى صباح يوم السبت عندما كان يتحدث على الهاتف مع صديقه إبراهيم هندي، إمام مركز دار التوحيد الإسلامي في ميسيسوجا، ويقول "دخل رجلٌ مسلحاً بفأس ورذاذ فلفل، وبعد رش المصلين، نجح أحد الحاضرين في شل حركة المهاجم".

وتنقل الصحفية عن هندي قوله، "سيكون الحضور مختلفا تماما عن بداية شهر نيسان/أبريل ،حيث عادة ما يكون هناك حضور كامل في المساجد، على الأقل، هذا ما توقعه أعضاء الجالية المسلمة قبل هجوم السبت، إلا أنَّ هذا الأسبوع بدأ المصلّون يتساءلون عن الأمن على قاعدة أن "أي شيء يمكن أن يحدث"، وعليه بدأت الناس تتردد في التردد إلى المسجد.

هذه المخاوف محزنة أكثر لأنّ المسلمين لم يتمكنوا من الإجتماع بمناسبة شهر رمضان منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، كما يقول مصلح خان. في نيسان/أبريل 2020 بسبب الوباء، اضطرت الجالية المسلمة، مثل الجاليات الدينية الأخرى، إلى إغلاق أبواب أماكن عبادتها. الآن، "المؤمنون مجبرون على اتخاذ قرار بسبب الخوف والقلق"، كما يقول مصلح خان. إنه يكسر القلب أكثر مما كان عليه عندما ضرب كوفيد لأول مرة".

وتذكّر الكاتبة بالهجمات في الأشهر الأخيرة، التي استهدفت الجالية المسلمة في أونتاريو. ففي سبتمبر 2020 ، توفي موظف في مسجد في ريكسديْل ، وهو حي في شمال غرب تورونتو ، أمام المبنى بعد تعرضه للطعن. وبعد تسعة أشهر، تم قتل أربعة أفراد من عائلة مسلمة في لندن. يضاف إلى هذه المآسي الهجمات في مدينة كيبيك (2017) وكرايستشيرش في نيوزيلندا (2019).

أمام هجوم السبت الماضي أضافت عدد من  المساجد في منطقة تورونتو إجراءاتها الأمنية، وهي تدابير لها تكاليف لا تستطيع جميع المساجد تحملها.

وتتابع الصحفية نقل ما يقوله إبراهيم هندي حول برنامج المساعدات الذي أطلقته الحكومة الكندية في عام 2017، والذي يقدّم مساعدات مالية لتعزيز أمن أماكن العبادة، لكن بموجب البرنامج فإنَّ الحكومة مسؤولة عن نصف التكاليف فقط، ويتابع هندي القول بهذه المساعدة المالية، "تمكنا من الاستثمار في كاميرات جديدة، لكننا لم نتمكن من زيادة الإضاءة حول المسجد، مشيراً إلى وجوب أن تكون حصة التمويل الحكومي أعلى.

وتختم الكاتبة نقلا عن مصلح خان، في يناير/كانون الثاني، أعلنت الحكومة الاتحادية أنها ستعيّن ممثلا خاصا لمكافحة الإسلاموفوبيا ، لكن بعد الهجمات المختلفة، يعتقد المصلون في المعهد الإسلامي في تورونتو أنه كان هناك "الكثير من النقاش، ولكن القليل من العمل"، كما يقول مصلح خان. وفي انتظار هذه الإجراءات، ليس أمام المساجد خيار سوى مواصلة الإنفاق للدفاع عن نفسها بجيبها أو بدمائها.

*الصورة من صفحة خان على الlinkedin