صحيفة مشوار تتعرض "لحملة ارهابية": نزيه الخطاطبة : "الحملة التي تستهدفنا هي لاخضاعنا وارهاب الاخرين"

  • article

صدى المشرق

تتعرض صحيفة "مشوار" التي تصدر في تورنتو لحملة من قبل منظمة بيناي برثْ ،التي تدافع عن اسرائيل، اتهمتها فيها بالعداء للسامية ما أدى الى ان توقف حكومة اونتاريو اعلاناتها في الصحيفة، بحسب قول الـ"بيناي برثْ" . وقال بيان صادر عن المنظمة ان الصحيفة " لها تاريخ طويل من التحريض ضد اليهود" . كما دعت المنظمة الشركات الخاصة إلى أن تحذو حذو الحكومة في اونتاريو.

وقال البيان " على مر السنين ، أشادت مقالات في المشوار بمذبحة عام 2014 في كنيس يهودي في القدس ، ووصفت اليهودية بأنها "دين إرهابي" ، وألقت باللوم على اليهود في حدوث الهولوكوست وقامت بتمجيد تفجيرات انتحارية ".

وجاء في البيان انه " رداً على تواصل بناي برثْ مع معلنيه ، ضاعف خطاطبة من معاداة السامية وتشويه الهولوكوست ، حيث ساوى بين الهولوكوست وما أسماه "المحرقة الفلسطينية المستمرة للنكبة".

من ناحيته قال مايكل موشْتِن ، الرئيس التنفيذي للمنظمة الصهيونية " لا ينبغي للشركات ذات السمعة الطيبة أن تكسب المال من معاداة السامية". وأضاف "لا ينبغي لأي محام أو وكيل عقارات أو مقاول أن يظهر اسمه أو وجهه بجانب مقال يقلل من شأن الهولوكوست أو يشيد بأعمال الإرهاب". ووجه موشْتِن الشكر " لهؤلاء المعلنين ، بما في ذلك حكومة أونتاريو ، الذين فعلوا الشيء الصحيح بالفعل."

وذكر البيان انه " تمت إزالة جميع طبعات "مشوار" المنشورة في الفترة ما بين آذار 2016 ونهاية 2020 من موقعها على الإنترنت. ومع ذلك ، احتفظت بناي بريث بنسخ من المقالات المعنية.

بيان المنظمة الصهيونية كان محور لقاء اجريناه مع رئيس تحرير صحيفة مشوار الاستاذ نزيه خطاطبة رد فيه على ما جاء في البيان معتبرا ان السبب هو " عدم رضوخنا ومواصلتنا لنشر المقالات والتقارير التي تكشف جوهر هذه المنظمات وأساليب عملها في كندا إضافة إلى ما ننشره من مواد عن القضية الفلسطينية وممارسات الإحتلال الإسرائيلي"، كما قال الخطاطبة لصحيفتنا .

ولفت الى انه " لسنا الوحيدين الذين تهاجمهم بيناي برثْ حيث يطلقون سهامهم على كل الناشطين الفلسطينيين والعرب والكنديين سواء كافراد او منظمات او اكاديميين واعلاميين بهدف قمعهم وارهاب الاخرين"، معتبرا ان " منظمة بيناي بريث واخواتها من العديد من المنظمات الصهيونية الاخرى تعمل بالتنسيق مع اجهزة الامن الاسرائيلية ووزارة الخارجية و تعمل وفق خطة لاقرار التعريف الدولي للهولوكوست ومعاداة السامية IHRA  وربط ذلك بانتقاد اسرائيل، حيث يصبح كل من ينتقد ممارسات الاحتلال الاسرائيلي هو معادٍ للسامية".

واذ شدد الخطاطبة على اننا " لا ننكر محرقة الهولوكوست "، اكد اننا " وسيلة اعلامية تلتزم بحرّية الرأي ووفق القانون". وشدد على أن "غالبية المعلنين في مشوار بالأساس فلسطينيون وعرب وبالتالي لا يتاثرون بمثل هذه الممارسات الارهابية".

وأمل خطاطبة " من كل وسائل الاعلام الناطقة بالعربية عدم الخوف من مواجهة هذه القوى مع تقديرنا طبعا لامكانيات واهداف كل وسيلة اعلامية".

  • استاذ نزيه خطاطبة تتعرضون للهجوم بشكل دائم من منظمة بِيناي بْرثْ المناصرة لاسرائيل .. ما هو السبب برايك؟

 ما نتعرض له من حملة ارهابية منظمة من قبل المنظمات الصهيونية في كندا وخاصة منظمة بيناي بريث والتي تهاجمنا بشكل دوري ومنذ سنوات عديدة وذلك - باعتقادنا ـ بسبب عدم رضوخنا ومواصلتنا لنشر المقالات والتقارير التي تكشف جوهر هذه المنظمات وأساليب عملها في كندا اضافة الى ما ننشره من مواد عن القضية الفلسطينية وممارسات الاحتلال الاسرائيلي. وما اثار غضبهم في الفترة الاخيرة نشر مقالات دورية للكاتب والاسير السابق عيسى قراقع، والتي تُنشر ايضا في وسائل الإعلام الفلسطينية المحلية والتي يتحدث فيها عن تجربة الأسرى ومعاناتهم. منظمة بيناي بريث واخواتها من العديد من المنظمات الصهيونية الاخرى تعمل بالتنسيق مع اجهزة الامن الاسرائيلية ووزارة الخارجية و تعمل وفق خطة لاقرار التعريف الدولي للهولوكوست ومعاداة السامية IHRA  وربط ذلك بانتقاد اسرائيل، حيث يصبح كل من ينتقد ممارسات الاحتلال الاسرائيلي هو معاد للسامية .

  • سبق وتعرضنا في "صدى المشرق" لحملة مماثلة من احدى المنظمات المدافعة عن اسرائيل في كيبك وجرت مقاضاتنا امام نقابة الصحافة في كيبك... هل هناك أطراف اخرى في تورنتو او غيرها تعرضت لما تتعرضون له ؟

 لسنا الوحيدين الذين تهاجمهم بيناي برثْ او المنظمات الصهيونية الاخرى حيث يطلقون سهامهم على كل الناشطين الفلسطينيين والعرب والكنديين سواء كافراد او منظمات او اكاديميين واعلاميين بهدف قمعهم وارهاب الاخرين، من خلالهم الايحاء بأن منظمة بيناي بريث قوية وذات نفوذ قوي، وانها قادرة على تحطيم من تستهدفهم ونبذهم وتدمير مستقبلهم. في الواقع هي لا تخيف سوى الجبناء ، ولا تؤثر سوى على بعض القطاعات والمؤسسات التي قد يكون لها تاثير عليها او تتجنب اثارة ضجة . وقد لاحظنا مؤخرا ازدياد  ظاهرة التمرد في المجتمع والراي العام الكندي لصالح القضية الفلسطينية ودعم حركة المقاطعة ، والقرارات المهمة التي صدرت عن مؤتمر الحزب الديمقراطي الجديد والتي تدعو الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي ومنع التعامل مع المستوطنات وتعليق التعاون في مجال بيع السلاح لجيش الاحتلال . وبالتالي فالحملة التي تستهدفنا هي محاولة لاركاعنا واخضاعنا وارهاب الاخرين.

  • ما هو ردك على اتهام المنظمة للصحيفة بالعداء للسامية وما تضمنه الاتهام بان مقالات عديدة في صحيفتكم فيها اتهام للدين اليهودي بانه دين إرهابي وتلوم اليهود في حدوث الهولوكوست وانكم قمتم بالاشادة بما وصفته بتفجيرات انتحارية... ؟

 هذه الحملة ليست جديدة وهي متواصلة منذ سنوات. وفي كل مرة يقومون بتكرار نفس الأكاذيب والإدعاءات باننا ننكر المحرقة ومعادون للسامية وننشر مقالات تشجع على الكراهية وما الى آخره من إدعاءات غير صحيحة . فقد سبق ونشرنا في اكثر من مناسبة باننا لا ننكر محرقة الهولوكوست وليس لنا اي مصلحة في ذلك . لقد سبق ونشرنا قبل سنوات دراسة لباحثة روسية بعنوان خزاريا المخفية وهي موجودة على الانترنت، وبامكان اي شخص الاطلاع عليها ، حيث تشرح بالتفصيل نشأة اليهود الغربيين الذين تهوّدوا في امبراطورية خزاريا في القوقاس جنوب روسيا  في القرون الوسطى قبل احتلالها من قبل روسيا القيصرية ، ومن ثم انتقلوا الى روسيا وبولندا واوروبا وامريكا . حيث تؤكد الباحثة ومن خلال مصادر عديدة عدم وجود أية علاقة تربطهم بيهود الشرق الاوسط ، وتكشف دور الحركة الصهيونية وقيادتها وتعاونهم مع هتلر واستغلالهم للهولوكوست لتهجير اليهود الى فلسطين وتحكّم قيادة الصهيونية بالسياسة الامريكية.

لا اريد الإطالة وشرح كل الجوانب، ولكن ما اؤكد عليه ان "بيناي برثْ" تكذب وتلفّق الادعاءات، فنحن وسيلة اعلامية تلتزم بحرية الرأي ووفق القانون وننشر مقالات تعبر عن راي كتابها والتي لا تتوافق بالضرورة مع راي بيناي بريث وتعتبرها مناهضة لاسرائيل والسامية  وتحريض على العنف .

  • يقولون انكم قمتم بإزالة جميع طبعات "المشوار" المنشورة في الفترة ما بين آذار 2016 ونهاية 2020 من موقعكم على الإنترنت هل هذا اعتراف بالتهمة؟

 

المقالات موجودة في صفحتنا على موقع مشوار ميديا الالكتروني ولم نحذفها ولن نحذفها وانما نقوم بتطوير الموقع وتغيير القالب لتطوير السرعة ، وبالامكان وضع في مكان البحث في قسم المجلة المطبوعة اسم الملف مثلا meshwar 270   فيظهر مباشرة  يعني مشكلة فنية لا اكثر  ، ولم نحذفها خوفا.  فالمقالات اصلا منشورة في وسائل اعلام اخرى وليش نخاف؟. مثلا مقالة الدكتور المرحوم عبد الستار قاسم بعنوان الإرهاب اليهودي ... موجودة على النت وهي مقارنة بين الارهاب الاسلامي والارهاب اليهودي من خلال مقارنة النصوص والممارسة  ، وكاتبها محاضر في جامعة النجاح في نابلس تحت الاحتلال ولم يتعرض للاعتقال بسبب نشر المقالة. فلماذا تعاقبنا منظمة بيناي برثْ في كندا؟

  • في بيان المنظمة دعوة لسحب الإعلانات من صحيفتكم تجاوبت معها الحكومة في اونتاريو ... ؟ وهل قام معلنون آخرون بسحب اعلاناتهم ؟

 الجديد في حملة بيناي بريث كون رئيسها التنفيذي ارسل مباشرة ايميلات لكل المعلنين في جريدتنا يهددهم بشكل مباشر، ما يعتبر ارهابا سافرا ومخالفا للقانون . والحمد لله غالبية المعلنون هم بالاساس فلسطينيون وعرب وبالتالي لا يتأثروا بمثل هذه الممارسات الارهابية ولم نفقد اعلانا واحدا بسبب ذلك. حتى ان الغالبية ردّوا على المنظمة بالقول "اذا الكم شيئ تجاه الجريدة فاذهبوا للمحكمة ولماذا تخاطبونا نحن ؟"،  وهذا ما يثير غضب قادة المنظمة الذين يخشون من فقدان قوة الردع التي يرهبوا الاخرين بها ، خاصة وان هناك العديد من القوى اليهودية الغير صهيونية والتي تبرز وبقوة في كندا وتعارض سياسة واسلوب البلطجة الذي تستخدمه بيناي برثْ ، حيث نشرت منظمة الصوت اليهودي المستقل في كندا( Independent Jewish Voices Canada) مؤخرا تقريرا مغايرا لمعاداة السامية يتضمن مثلا : نحن كيهود في كندا ، نعلم أن معاداة السامية قضية خطيرة ويجب مكافحتها. لكن تسليط الضوء على التقارير الزائفة للغاية لـ"بناي برثْ" أمر مهم لأننا نعلم أيضًا أن الجماعات الموالية لإسرائيل تستغل معاداة السامية لإسكات الفلسطينيين وحلفائهم.

  • في الختام هل لديكم كامة توجهونها للجالية ؟

 ما تتعرض له جريدة مشوار من حملة لا تستهدفها وحدها فقط وانما تستهدف كل الجمعيات ووسائل الاعلام والناشطين الفلسطينيين والعرب والكنديين. ولذلك فقد بادر العديد من الجمعيات والناشطين والمحامين بالاتصال بنا لتقديم المساعدة ، وقمنا بارسال رسائل لكل نواب البرلمان وسوف نواصل انحيازنا لجانب قضية شعبنا الفلسطيني والتمسك بحق ومبدأ حرية الراي والتعبير ، ونأمل من كل وسائل الاعلام الناطقة بالعربية عدم الخوف من مواجهة هذه القوى مع تقديرنا طبعا لامكانيات واهداف كل وسيلة اعلامية .

المنظمات الصهيونية تستغل حالة الضعف والفرقة والتشتت التي تعاني منها الجالية الفلسطينية والعربية وانخفاض مستوى التنسيق فيما بين مراكز القوى الفاعلة فيها وبالتالي فاننا نامل بزيادة التنسيق والتعاون بين الجمعيات الفاعلة لتشكيل لوبي فلسطيني وعربي لخدمة مصالح الجالية والقضية الفلسطينية وكافة القضايا العربية .