الناشط ايهاب لطيف لـ"صدى المشرق" : لا يمكننا أن نسكت لـ 75 عامًا عن وقوع ضحايا مدنيين ونعتبر أن المشكلة بدأت في السابع من أكتوبر  

  • article

صدى المشرق ـ مونتريال

تتنوع التحركات والأنشطة المساندة للقضية الفلسطينية في كندا، بين التظاهرات الشعبية والبيانات السياسية، وتفادياً للتكرار وجدت مجموعة من النشطاء في إقفال مكاتب عدد من السياسيين فرصة للضغط عليهم من أجل الاعتراف بمعاناة أهالي قطاع غزة  وايقاف المجازر التي ترتكب بحقهم.

الناشط في مجال حقوق الانسان والمساند للقضية الفلسطينية إيهاب لطيف يحدّث موقع "صدى المشرق" عن مبادرة "قلقون من أجل غزة" التي أطلقت عبر الفايسبوك لنصرة غزة. والتي يشارك فيها عدد من النشطاء من مجالات متعددة للعمل سويًا كمجموعة غير منظمة.

بدأ عملهم بخطوة الاحتجاج أمام مكاتب السياسيين لمنعهم من الدخول إلى مكاتبهم، خاصه من هم  وزراء في الحكومة الحالية.

ويقول لطيف لموقعنا "نحن قرّرنا البدء بإغلاق مكتب الوزير ميلر لأنَّه النائب في منطقتي، وبالتالي كانت هذه الخطوة من اقتراحي بمثابة الهدف الأوّل لنا، والآن نحن نحاول من خلال الحوار ، تحديد الخطوة المقبلة، طبعاً هذا اذا لم تغيّر الحكومة الكندية من موقفها الداعم لاسرائيل سواء كانت على الصواب اوعلى الخطأ، فضلاً عن الدعم الذي تقدّمه حكومة كندا والحكومات الغربية الأخرى لاسرائيل، من خلال تكرار مقولة أنَّ لها الحق في الدفاع عن نفسها ليلاً نهارًا، الأمر الذي يعطي اسرائيل القدرة لأن تفعل ما تريد."

ويتابع الناشط ايهاب لطيف ليقول إنه "كان هناك صدى للخطوة التي قمنا بها داخل الحزب الليبرالي، وبالفعل جرى التواصل معنا كي نتحاور، لكنَّنا نجد أن موقف الحكومة الكندية تحديدًا الحزب الليبرالي الحاكم حاليًا لا يشجّع على الحوار".

ويقول للحكومة الكندية "كلنا نتعاطف مع المدنيين الضحايا من أي جهة كانوا، لكن لا يمكننا أن نسكت لـ 75 عامًا عن وقوع ضحايا مدنيين ونأتي مرة واحدة ونختزل الموضوع خارج نطاقه ونعتبر أن مشكلة فلسطين بدأت في السابع من أكتوبر 2023. ماذا عن قتل المدنيين في غزه على مدى سنين الحصار؟"

في البدايه نود أن نتعرف على ظروف انطلاقة مجموعة "قلقون من أجل غزة"، وهل جميع أعضاء هذه المجموعة متواجدين في كندا؟

 

في الحقيقة، هي ليست مجموعة.  نحن مجموعة من المواطنين القلقين بشأن ما يحدث في غزة، لكن نكوِّن مجموعة محددة لكلّ شخص منَّا انتماءه ومجاله الخاص، لكنَّنا قرَّرنا أن نعمل سويًا كمجموعة غير منظمة.

حالياً نحن في مونتريال، ولا نسعى من خلال هذه المبادرة إلى تشكيل مجموعة دائمة أو حتى منظمة جديدة ولا أي شيء من هذا النوع.

 

هذا يأخذنا للسؤال اذاً عن تصوّركم لهذه المبادرة والهدف من إطلاقها؟

نحن كلّنا نشطاء، لكن كلّ فرد من أفراد هذه المجموعة له مجاله الخاص،  وكلّنا لدينا اهتمام بالوضع في فلسطين وبالعدالة والحق كمبدأ، عندما تحدثنا سويًا، ارتأينا أنَّه من المفترض القيام بأنشطة ندعم من خلالها فلسطين، وأن تكون مختلفة عن تلك التي تنظمّها مجموعات أخرى، كالتظاهرات مثلًا أو كتابة الخطابات لأعضاء البرلمان وغيرها من الأنشطة. وقرّرنا أن نقوم بخطوة نظن أنَّها ستزيد من الزخم والضغط على السياسيين الكنديين.

وبدأنا بالفعل في  خطوة الاحتجاج أمام مكاتب  السياسيين ومنعهم من الدخول إلى مكاتبهم، خاصه من هم  وزراء في الحكومة الحالية، بدأنا بوزير الهجرة الكندي مارك ميلر وسنكمل إن شاء الله.

 

هل ستكتفون بالنشاط المتعلّق بإقفال مكاتب السياسيين أو هناك أنشطة أخرى أو أجندة معيّنة لأنشطتكم وتحركاتكم ستعتمدونها؟

 نحن مستعدون للقيام بأي شيء، لكن من الناحية المنطقية ومن الناحية العملية نحن مقتنعون بأن لا نكرّر أي نشاط يقوم أو تقوم به مجموعات أخرى. عندما يكون لدينا إضافة نوعية سنضيفها، وعندما لا يكون لدينا سنشارك مع الآخرين في الأنشطة التي ينظمّونها.

نحن قرّرنا البدء بإغلاق مكتب وزير الهجرة الكندي ميلر لأنَّه النائب في منطقتي، وبالتالي كانت هذه الخطوة من اقتراحي بمثابة الهدف الأوّل لنا، والآن نحن نحاول من خلال الحوار ، تحديد الخطوة المقبلة، طبعاً هذا اذا لم تغيّر الحكومة الكندية من موقفها الداعم لاسرائيل على الحق وعلى الخطأ، فضلاً عن الدعم الذي تقدّمه حكومة كندا والحكومات الغربية الأخرى لاسرائيل، من خلال تكرار مقولة أنَّ لها الحق في الدفاع عن نفسها ليلاً نهارًا، الأمر الذي يعطي اسرائيل القدرة لأن تفعل ما تريد.

اللافت هنا أنَّ السياسيين  لا يكتفون بالسكوت عن الظلم الذي تقوم به اسرائيل خاصة على قطاع غزة، إنَّما أيضاً يقومون بتشجيعها بطريقة ايجابية وللأسف ما زالوا مستمرين في هذا الاتجاه، وأظن أنَّ علينا واجب كمواطنين ان نسمعهم صوتنا بمنتهى الوضوح.

 

طالما نتحدث عن نشاط إغلاق مكتب وزير الهجرة مارك كيلر، هل يمكن أن تحدثنا عن مدى نجاحه، والأثر الذي خلّفته هذه الخطوة التي قمتم بها؟

في الحقيقة كان لهذه الخطوة صدى داخل الحزب الليبرالي، وبالفعل جرى التواصل معنا كي نتحاور، لكنَّنا نجد أن موقف الحكومة الكندية تحديدًا الحزب الليبرالي الحاكم حاليًا لا يشجّع على الحوار . نحن نريد أن نرى منهم خطوة فعلية، خاصةً أنَّهم كانوا يبكون على المدنيين بعد تاريخ السابع من تشرين الأول/اكتوبر، أمَّا  الآن فهناك الآلاف الذين قتلوا في غزة لماذا لا نسمع  كلمة تعاطف، أو حتى كلمة واحدة أو حتى تحذير إلى اسرائيل ليقولوا من خلاله إنَّ هذا لا يجوز . نحن هدفنا أن نقوم بمساعدة أهل غزه وفلسطين بأي شيء نستطيع أن نقوم به.

 

هل يمكننا أن نقول انكم استلمتم الشق السياسي المتعلّق بالأنشطة السياسية التي تنظم في كندا لمساعدة ومساندة فلسطين، بعيدًا عن التحركات الشعبية كالاحتجاجات والتظاهرات التي لم تفارق شوارع عدد من المدن الكندية ومنها مونتريال؟

 

أنا لا أحب أن أعطي الأمور أكثر من حجمها، فهناك من يتابع ومستلم الشق السياسي وأتحدث هنا عن منظمة "كنديون من أجل العدالة والسلام في الشرق الأوسط (CJPME) "، وهناك أيضا  من يتحرك على الأرض كالخطوة التي قمنا بها، والتي من خلالها نتوجّه إلى نواب محددين، ولأنَّ هذه المبادرة لم يسبق أن نفذّها أحد اخترنا أن نستلمها ونقوم بها، وإذا أرادت أي مجموعة أو أي شخص أن يساعد وينضم إلينا وينسّق معنا، فنحن نرحب بهذا تمامًا وفي أي وقت.

 

هل يمكننا التعرّف على الأعضاء المنتمين إلى المجموعة؟

هناك سكوت واينستين  Scott Weinstein  وهو عضو فاعل في صوت اليهود الحر، وأيضاً هناك راهول فارما مؤسس مجموعة مسرحية تنتج منذ وقت طويل مسرحيات تقدمية مساندة لحركات التحرير وحقوق الإنسان،  وهناك أيضًا مجموعة من الشباب الذين كانوا من اتحاد طلاب جامعة كونكورديا منذ سنين طويلة، وكانوا من المعارضين لزيارة بنيامين نتنياهو لجامعتهم منذ عشرين عاماً، نحن مجموعة متنوعة.

وأنا إيهاب لُطَيْف ناشط للقضية الفلسطينية وقضايا أخرى، من اليوم الأوّل من وصولي إلى كندا منذ 34 عاماً.  كنت منسقاً للتحالف من أجل العدالة والسلام في فلسطين (coalition for justice and peace palestine)، كما قمت بتنظيم العديد من الفعاليات وكنت في فترة معينة منسق لحملات اسطول الحرية لفك الحصار عن غزة،  وصعدت إلى إحدى سفن فك الحصار واعتقلت وسجنت في اسرائيل في عام 2011 .علاقتي بالقضية الفلسطينية علاقة طويلة وهي علاقه حقوق إنسان وليست فقط علاقة عاطفية كوني عربي مثلا.

 

ما هي رسالتك لكلّ من لم يتحرك حتى الساعة لنصرة فلسطين ولكل من يساند فلسطين؟

هناك نقطة مهمة أريد أن أتحدث عنها، ولو انتبه إليها العرب والمسلمين لتغيّرت الأمور في رأيي.  فنحن عندما نقوم بنشر الأخبار والفيديوهات المؤلمة والموجعة عمّا يحدث في غزة، وعن حجم معاناة الأطفال والنساء نقوم بنقل هذه الأخبار والمواد المصوّرة بيننا فقط. لكن هل فكرّنا يوماً في أن نقوم بإيصال ما يجري لغير العرب وغير المسلمين، ولمن هم  غير متعاطفين مع القضية الفلسطينية ولا يعلمون تفاصيلها أو تفاصيل ما يعانيه أهل غزة.

بهذه الخطوة إن قمنا بها سنكون قد استولينا على مسامع الشعب الكندي ونكون قد وصلنا إلى كل شخص ظلم القضية الفلسطينية لأنه لا يعرف تفاصيلها. أتمنى أن نخرج من هذه الدائرة ونتحدث إلى المجتمع الكندي وإلى زميلنا في العمل مثلا وإلى كلّ القريبين منّا ونثق بأنفسنا، خاصة أنّنا نسير في ذات الدائرة منذ 30 عاما، وهذا موضوع يؤلمني أنا شخصيًا. هذا من جهة من جهة أخرى أوجّه رسالة الى الحكومة الكندية  لأقول لها فعلاً لو أردتم أن تتعاطفوا مع الضحايا من المدنيين لكنتم تعاطفتم مع كل الضحايا دون استثناء. وانا اقول عن نفسي كلنا نتعاطف مع المدنيين الضحايا من أي جهة كانوا، لكن لا يمكننا أن نسكت لـ 75 عامًا عن وقوع ضحايا مدنيين ونأتي مرة واحدة ونختزل الموضوع خارج نطاقه ونعتبر أن مشكلة فلسطين بدأت في السابع من أكتوبر 2023. ماذا عن قتل المدنيين في غزه على مدى سنين الحصار؟ ماذا عن الهجمات المتكررة التي شنّتها اسرائيل في عام 2008 و2009 و2012 و2014 وسقوط آلاف المدنيين؟أين كنتم؟ تقولون الآن أنّ حماس منظمة إرهابية، الجيش الاسرائيلي بحد ذاته منظمة ارهابية، بالمعنى الحرفي للإرهاب، لأنَّ كل عمله هو إرهاب المدنيين .