المرشح لرئاسة حزب المحافظين الكندي پاترِك بْراون لـصدى المشرق: سأحارب القانون الواحد والعشرين بدون تردد.. إن كنا نستطيع تقديم المساعدة سريعاً لأوكرانيا، فلماذا لا نساعد الفلسطينيين؟

  • article

حسين حب الله ـ مونتريال

قام رئيسُ بلدية برامپتون في أونتاريو والمرشح لرئاسة حزب المحافظين الفدرالي السيد پاترِك بْراون بزيارة إلى مونتريال، إلتقى في خلالها بالجالية الاسلامية. وقد أقيم إفطار بحضوره في مطعم شاتو كباب في الوست آيلاند، فحضره العشرات من أئمة المساجد والناشطين في الجالية. قام بعدها بجولة على عدد من المساجد في المدينة وأطلق مواقف متقدمة. وفي أثناء محطته في مسجد أهل البيت، كان لنا لقاء معه شدد فيه على محاربته للقانون الواحد والعشرين، داعياً إلى "أن تساعدوني لتغيير حزب المحافظين ولاختيار زعيمٍ ينفي الكره للإسلام". وسأل براون "إن كنا نستطيع مساعدة الأوكرانيين، فلِمَ لا نساعد أهل اليمن"؟ وأضاف: "إن كنا نستطيع تقديم المساعدة سريعاً للاجئين في أوكرانيا، فلماذا لا نساعد الفلسطينيين؟.. لقد كنت أول سياسي كندي يصدر بيانأً بشأن أحداث الأقصى (الأخيرة)".
وشدد براون في المقابلة على التالي: "إن أردتم تغيير حزب المحافظين ليصبح حزباً داعماً للجالية، فعليكم أن تنتسبوا إليه. أمامكم خياران: إما حكومة محافظة يمينية متطرفة محاكية لِنهج ترَمب، وإما حكومة صديقة للجالية". 

 

سؤال : بداية، كيف يودَّ السيد پاترِك بْراون أن يقدِّم نفسه إلى الجالية الإسلامية في كيبك، كما في كندا بشكل عام؟

جواب : أعتقد أنني معروف جيداً في أوساط الجالية الإسلامية في أونتاريو، أما بالنسبة للجالية في كيبك، فأنا صديقها، وكل جالية تحتاج إلى صديق. فها هي الجالية في كيبك تواجه الكره للإسلام (Islamophobia) والعنف والتمييز، وهي تحتاج إلى سياسي شجاع يقف إلى جانبها، وهذا ما سأفعله بدون تردد. سأحارب القانون الواحد والعشرين (Bill 21) والكره للإسلام والعنصرية بدون تردد لأنني أؤمن أن أي كندي يجب حتماً أن يحظى بكل حقوقه، وأن يشعر بالتساوي مع الجميع.

 

سؤال : تصوِّت الجالية الإسلامية لحزب الأحرار منذ 34 عاماً، وليس من السهل لها أن تنتقل من التصويت له إلى التصويت لحزب المحافظين، فما قولكم؟

جواب : أطلب منكم الآن أن تساعدوني لتغيير حزب المحافظين ولاختيار زعيمٍ ينفي الكره للإسلام من أوساط الحزب. أَعِي أن حزب المحافظين قد أوجد هذا الوضع، وهذا ما أحاول تغييره، فهذه معركةٌ لأجل جوهر حزب المحافظين. من جهة، نجد بْيير بْوالْييفر (Pierre Poilievre) الذي يدعم القانون الواحد والعشرين، وقد عقدَ مؤتمراً صحافياً محاوِلاً من خلاله حظرَ النقاب، كما عقدَ مدير حملته مؤتمراً صحافياً سُمِّيَ "الخط الساخن للإبلاغ عن الأعمال البربرية" (“barbaric tipline”) الذي يُعمَل من خلاله على استهداف المسلمين. كما أنه يؤيد بقوةٍ موقع "Rebel Media" (أي: "الإعلام الثائر") الذي يبث الكره للمسلمين. أما من جهة أخرى، فها أنا أدعم الجالية في مكافحتها للكره للإسلام وللعنصرية.

الفرق كبير بين الاحتمالَين، والخيار بِيَد الجالية الإسلامية، التي تستطيع البقاء على الهامش والسماح لِمرشَّحٍ كارهٍ للإسلام بالفَوز بالزعامة، أو المشاركةَ لضمانِ فَوزِ صديقِ الجالية. هذا هو الخيار الواجب اتخاذُه حالياً. وفي الإنتخابات الحكومية (الفدرالية) العامة لاحقاً، سأحتاج إلى نيلِ أصواتكم، وآمل أن أتمكن من أن أُرِيَكم في أمدِ ثلاث سنوات كيف ستختلف زعامتي عمَّا اعتادَ عليه الحزب. أما الآن فالأهم هو تحديد ماهية زعيم المحافظين الذين تريدونه، فهل تريدون مَن له تاريخٌ في العمل مع الجالية أو آخرَ تاريخُه معروفٌ بتثبيط الجالية؟

 

سؤال : لِحزب المحافظين ذهنية (إيديولوجية) معينة منذ عشرات السنين، فهل تنبع من موقف شخصي أو من الحزب كله؟ وهل تسطيعون تغيير موقف الحزب؟

جواب : الزعيم هو الذي يحدد الموقف، لذا فأنتم ستغيرون هذا الموقف إن اخترتم زعيماً صديقاً للجالية.

 

سؤال : لكن هل لكم مناصرون آخرون في أوساط الحزب إلى جانب الجالية الإسلامية؟ وهل ستقسِّمون صفوف الحزب بهذا الموقف؟

جواب : لا، لقد قمت بالشيء ذاته في أُونتاريو عندما فزت بزعامة الحزب، ووجّهتُ الحزب ليُجابِه الكره للإسلام. إذاً هذا ما حدث في أونتاريو وأستطيع تحقيقه على المستوى الوطني، فما زلت أؤمن بوجود المزيد من الذين يوافقونني الرأي في الحزب وفي أرجاء البلد بالنسبة إلى النهج المحافظ الشمولي.

 

سؤال : يُساوِر الجالية شيءٌ من المخاوف بالنسبة لاختيار السيد باترِك بْراون، فهو خيار جيد جداً للجالية، لكنه قد لا يكون كذلك بالنسبة للحزب، الذي قد يقرر التصويت لإبعاده في يوم ما... 

جواب : القوة في الحزب مبنية على العضوية. قد لا يفضِّلني الأعضاء الحاليون، ولهذا أحتاج إلى انتساب المزيد من الأشخاص الجدد إلى الحزب، كما فعلنا في أونتاريو. ففي أوساط العدد الصغير من الأعضاء توجد رغبةٌ في شخصية تشابه شخصية ترَمب (Trump)، وتتمثل بشخصية بيتر (Peter MacKay). هدفي هو إدخال المزيد من الأعضاء الجدد ليقوموا بعملهم لأجل الحزب. فلنقدِّم مثلاً: في هذه الدائرة الإنتخابية لا وجود إلا لخمسين عضواً، لكنني أعمل على إدخال ما يصل إلى ألف عضو، فلماذا أقلق بشأن الأعضاء الخمسين في حين أستطيع كسب تشكيلة حزبية أشد اتساعاً؟

 

سؤال : إن انتُخِبتم لمنصب رئيس حكومة كندا، ماذا ستكون خطتكم لمكافحة القانون الواحد والعشرين في كيبك؟

جواب : إن انتخُبتُ رئيساً للحكومة الكندية، سأوجِّه الحكومة فوراً لإحالة القضية إلى المحكمة العُليا، فالمعركة الجارية مُجحِفة: حكومة كيبك ذات الموارد القانونية غير المحدودة تتواجه مع المؤسسات الخيرية الصغيرة وتستدرّ الأموال على حساب الفئات الاجتماعية المهمَّشة. إن أرادت حكومة كيبك أن تحارب سواها بسبب الحرية الدينية، فسيحاربها رئيس الحكومة. سأستخدم كل أداة وموردٍ بِيَد الحكومة الكندية للقضاء على القانون الواحد والعشرين.

 

سؤال : ولكن هل ستتمكنون من المضي بها التحرك بوجود البند المُلزِم (notwithstanding clause

جواب : سأواجه هذا القانون في المحكمة، فلا أعتقد أن هذا البند المُلزِم يمكن أن يتغلب على المبادئ التي يقوم عليها أساس البلد. سأستخدم كل أداة لأعيقَ مسوِّغات هذا القانون، فلا أستطيع تقبّل العنصرية.

 

سؤال : أود الآن أن أتحدث قليلاً عن السياسة الخارجية لِكندا وحزب المحافظين في ما يتعلق بالصفقة التي أجرتها حكومة هاربر مع السعودية وبلغت قيمتها 15 بليون دولار. إن انتُخبتُم لرئاسة الحكومة، فهل ستحافظون على تلك الصفقة، أم ستُنهونها؟ فها هم السعوديون يقتلون اليمنيين والبحرينيين والسعوديين كذلك بالأسلحة الكندية.

جواب : عليَّ أن أطّلع على تفاصيل تلك الصفقة، فلست مُلماً بالمخارج الممكنة منها بالنسبة لكندا. إنني أحد السياسيين الكنديين المعدودين الذين يطالبون بتحرك كندا والتضامن مع اليمنيين. إن كنا نستطيع مساعدة اللاجئين الأوكرانيين، فلِمَ لا نساعد أهل اليمن؟ لذا سأبحث عن كل الأدوات التي قد تتوفر وأستخدمها كي أضمن أن تصبح كندا حليفة للمضطهدين في اليمن.

 

سؤال : السؤال نفسه بالنسبة لفلسطين. فكما ذكرتم، كندا بدأت بمساعدة اللاجئين الأوكرانيين في غضون أسبوع ونصف، حتى أنها بدأت تساعد الجيش الأوكراني باستمرار. أما في فلسطين، فمدن كثيرة قد احتلتها القوات الإسرائيلية منذ أكثر من سبعين سنةً، وهذه المدن محتلة باعتراف الأمم المتحدة. لكن كندا لم تتحرك، فهل ترَون معاييرَ مزدوجةً هنا؟

جواب : نعم، ولهذا تحدثت تكراراً بشأن إنهاءِ العنف في فلسطين، وإذا ساعدنا اللاجئين في أوكرانيا بهذه السرعة  الذين أؤيدهم بشكل كامل في ظل الغزو الروسي؟، فيجب أن نكون قادرين أيضًا على مساعدة اللاجئين من فلسطين واليمن وأفغانستان. لقد كنت أول سياسي كندي يصدر بيانأً بشأن أحداث الأقصى.

 

سؤال : في حال انتُخِبتم لرئاسة الحكومة، ماذا ستفعلون لمساعدة الفلسطينيين لاسترجاع أراضيهم على الأقل – هذا إن لم نتحدث عن شؤون أخرى؟ فأرضهم محتلة، وكندا الآن تساعد الأوكرانيين لمواجهة غزو روسيا واعتدائها. إذاً ماذا ستفعلون لأجل الشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ أكثر من سبعين سنةً؟ فهو شعب احتُلَّت أرضه وأبناؤُه يُقتَلون كل يوم.

جواب : أعتقد أن كندا بحاجة إلى سياسة خارجية متوازنة، فهي في أغلب الأحيان لم تتوازن في سياستها إزاءَ الشرق الأوسط. أؤمن بحل الدولتين، فالدولة الفلسطينية والدولة الإسرائيلية كلتاهما لهما الحق في الوجود. وعلى كندا أن تحفظ السلام، خلافاً لما أراها عليه في أغلب الأحيان: مقلِّدةً لأسلوب واشنطن ودونالد ترَمب. آمل أن نتمكن من انتهاج سياسة خارجية مستقلة عقلانية تركِّز على السلام في الشرق الأوسط.

 

سؤال : هل ترَون أن كندا قادرة على انتهاج سياسة مختلفة عن السياسة الأميركية؟ فنحن نرى أنها تتبع الولايات المتحدة خطوة بخطوة، مثلاً بالنسبة لأوكرانيا وفلسطين وإسرائيل وسوريا؟.

جواب : لا أرغب في أن أكون كالقطعان التي تتبع سواها. سأفعل ما أراه صحيحاً إن انتُخِبتُ رئيساً للحكومة.

 

سؤال : أذكر أن الجالية في هاملتون (Hamilton) طرحت مشكلةً سابقةً قامت بين لبنان وإسرائيل على أحد النواب الكنديين، فكان جوابه أنهم قد لا يمكنكم تصور ما قاله المدّعي العام الأميركي الأسبق جون آشْكْروفْت (John Ashcroft): إن قامت كندا بما لا يُرضى الولايات المتحدة فستحاصرِها الأخيرة وتغلق حدودَها، كما حدث لرئيس الحكومة الأسبق كْريتيان (Chrétien) لامتناعه عن المشاركة في غزو العراق في زمن صدام حسين.

جواب : لي الكثير من الأعمال مع الجالية اللبنانية. لقد زرت لبنان بِمَعية منظمة الإغاثة الإسلامية في كندا (Islamic Relief Canada) وأمضيت بعض الوقت فيه. أعتقد أن في لبنان الكثير من الناس الطيبين وأن كندا لم تنتهج سياسة متوازنة في ما يتعلق به.

 

سؤال : هل من مثلٍ حول السياسة العادلة إزاء لبنان؟

جواب : إن هُدِرت حياة أي لبناني فهذا أمر مأساوي، وإن هُدِرَت حياة أي إسرائيلي، فهذا مأساوي أيضاً. لا بد من مخالفةِ العنف أينما كان، ولا يُمكِن التعاطف مع طرف دون سواه.

 

سؤال : ماذا سيكون موقفكم من نقل السفارة الكندية إلى القدس في حين يؤيده الحزب؟

جواب : لن أنقل السفارة إن انتُخِبتُ رئيساً للحكومة.

 

سؤال : هل ترَون أن الجالية الإسلامية ممثلةٌ جيداً في الحكومة؟ ماذا ستفعلون في حال انتخابكم لرئاسة الحكومة؟

جواب : آمل أن يحضر المرشحون المسلمون الكنديون بقوة في أوساط وزرائي ومجلس شيوخي وحكومتي. سترَون الجالية ممثلة في حكومتي التي أرغب لها في أن تشابه كندا. فأنا أريد أن يتجسد جمال الفسيفساء الكندية في المؤسسات الحكومية – أكانَ ذلك عبر الإنتخاب أو التعيين.

 

سؤال : هل ستسمحون – مثلاً – بترشح المحجبات للانتخابات معكم؟

بالتأكيد، لِمَ لا؟

سؤال : ما الذي تودون قوله في نهاية هذه المقابلة؟ 

جواب : إن أردتم تغيير حزب المحافظين ليصبح حزباً داعماً للجالية، فعليكم أن تنتسبوا إليه. أمامكم خياران: إما حكومة محافظة يمينية متطرفة محاكية لِنهج ترَمب، وإما حكومة صديقة للجالية. كي تصوتوا توجهوا إلى الموقع التالي: https://fighterleaderwinner.ca/en

إن انضمَمْتم إلينا في الثالث من حزيران، فستغيرون مجرى التاريخ الكندي. وإلا فمن يعلم ما الذي سيحصل لكندا عندَ تغيُّر الحكومة؟