ما ينقص فلسطين في كندا.. هو نحن

  • article

 طلال طه*

بعد الإنجاز الكبير الذي تحقق في "الجولة" الأخيرة من الحرب بين فلسطين والكيان الغاصب، كان لا بد لكل الاحرار في العالم من الاستجابة لهذه الانتفاضة والثورة التي شارك فيها أغلب القوى الشعبية والسياسية الفلسطينية مما ساهم في تحقيق مجموعة من الإنجازات توقف ناشطون في مدينة مونتريال امام هذا الاختراق الكبير وتداعوا للإجابة على نداء القضية المركزية في هذا العالم التي تمتد على مسافة قرنين من الزمن منذ مؤتمر بازل الى وعد بلفور ثم الهجرة الصهيونية الى اسرائيا الى نكبة 1984 وما بعدها..

كل ذلك جعل من هذه القضية الإنسانية التاريخية الجغرافية السياسية الدينية والثقافية التي تستبطن كل قيم الحق والعدل والحرية في العالم..

الندوة التي عقدت من اجل القضية الفلسطينية كانت تستهدف مجموعة من المفاهيم والأهداف وصولا الى السبل الناجحة والنجعة للوصول اليها..

وكان مختصر مشاركتي في هذه الندوة يتمحور حول كيفية المشاركة في دعم القضية الفلسطينية التي لا بد أن تصبح القضية الأساسية والمركزية في حياة الجالية وفي سياستنا الخارجية ككنديين مهتمين في المشاركة في العملية السياسية والقرارات المتخذة في هذا الشأن من قبل حكوماتنا الكندية..

  • التأكيد على تحديد الأهداف التي تسعى الجالية لتحقيقها لرسم الخطط والأجندات والتي تتناسب وحجم هذه الأهداف.
  • التأكيد على تأليف نوع من التنسيق بين مجموعات وشخصيات ناشطة ومهتمة وتضع في أولويات عمالها القضية الفلسطينية
  • توزيع العمل ليتم على مستويات وأساليب ثلاث:
  • مركز دراسات وأبحاث يهتم بتوثيق كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية يمكن ان يكون مرجعا لكل المهتمين بهذه القضية وباللغات العربية والفرنسية والإنكليزية
  • لجنة إعلامية واسعة تعمل على اعتماد كل الوسائط الإعلامية الممكنة لإيصال صوت فلسطين وناسها الى مختلف الشرائح السياسية والثقافية والاجتماعية والفنية، والرياضية، والدينية، وغيرها..
  • لجنة تعمل على تفعيل وممارسة عملية مقاطعة البضائع والشخصيات والفنانين وكل ما يتعلق بالتعاون مع الكيان الغاصب..
  • لجنة مالية لتأمين الحد الأدنى من مصاريف هذه الأنشطة والفعاليات.

ولا بد من تفعيل التعاون بين الاعلام ومركز الدراسات للاستفادة من مادته التوثيقية، إضافة الى ان لجنة المقاطعة تستفيد أيضا من التوثيق المتعلق بالشركات التي تتعامل مع الكيان إضافة الى الشخصيات في مختلف المواقع والفعاليات، كما أنها أيضا تستفيد من الإمكانيات الإعلامية لإيصال صوتها هي أيضا!

الآمال كبيرة بحجم التوقعات التي يحلم بها المقدسيون وعائلات حي الشيخ جراح وعموم أهالي فلسطين في فلسطين والشتات..

نثمن المشاركة الجادة التي تناول فيها السادة هذا الموضوع، والقواسم المشتركة التي بدت واضحة في سياق الندوة، وعليه يمكن تعليق الآمال والتفاؤل بهذه البداية للبناء عليها ودعوة كافة الجمعيات والمؤسسات والشخصيات للمشاركة في هذا الفعل الإنساني المبارك والمقدس..

في مونتريال، ومنذ زمن بعيد فلسطين حاضرة، تغيب لبعض الوقت لتعود أقوى وأبهى، ما يرفع منسوب الأمل في مقاربة هذه القضية هو التأييد الكبير الذي تحظى به القضية الفلسطينية على مستوى مواطنينا الكنديين في ولاية كيبك، والناطقين بالفرنسية تحديدا..

وفي الجولة الأخيرة بدا أن القضية الفلسطينية لها جمهورها ومناصريها والمتعلقين بمعاناتها الإنسانية، من المثقفين والفنانين والسياسيين والإعلاميين والرياضيين وشرائح اجتماعية أخرى واسعة..

الذي ينقص فلسطين في كندا.. هو نحن، لا بد من التحرك، وإيصال صوت فلسطين وناسها الى مديات أوسع وأبعد..

مع الدعاء بالسداد والتوفيق شرط الإخلاص والتوجه الصادق والأهداف الواضحة..

 

*( مداخلة للناشط الجاليوي الاستاذ طلال طه خلال الندوة الافتراضية التي اقامتها صدى المشرق السبت الماضي حول احداث فلسطين الاخيرة وكيفية الاستفادة منها لتفعيل نصرة القضية الفلسطينية في كندا)