صدى المشرق ـ مونتريال
بتاريح السادس من أيلول/سبتمبر سلّطت السياسية السابقة والكندية من أصل لبناني السيدة ماريا موراني الضوء من خلال مقالتها التي نشرت في صحيفة Journal De Montreal على عمليات النوع التي ترتفع نسبتها في كندا، وأشارت مستعينة بآراء علمية وطبية إلى أنَّ اضطراب الهوية الجنسية ليس وحده السبب في ارتفاع نسبة الطلبات على عمليات تغيير النوع من قبل المراهقين في كندا، بل يعود إلى العدوى الاجتماعية، والتشجيع المجتمعي الذي يمكّن الشباب من ايجاد المعلومات التي تساعدهم في اقناع الطبيب النفسي لتشخيصهم بخلل في الهوية الجنسية، حتى لو لم يكونوا يعانون منها.
وتكشف موراني في مقالتها عن وجود الكثير من القاصرين الذين يسلكون طريق تغيير النوع ويندمون. وتقول إنّ المجتمع لا يعرف عددهم، لكن معاناتهم حقيقية جدًا: التشويه، ومحاولة الانتحار، والعقم، وما إلى ذلك. وتضيف إنَّ المجتمع الطبي العلمي يغسل يديه ويحاول إخفاء أخطاءه لخنق النقاش.
موقع "صدى المشرق" تحدث إلى د. ماريا موراني النائب سابقا عن الكتلة الكيبيكية الفدرالية والخبيرة الجنائية والمتخصصة بعلم النفس والمختصة أيضا بشؤون عصابات الشوارع في مونتريال، التي أكّدت أنَّه لا توجد بيانات إحصائية عن عدد الـ "detransitioners"، وأشارت إلى أنَّ العدد ليس المهم، بل حقيقة أن هؤلاء الأشخاص موجودون وبعضهم يعاني. لذلك من المهم أيضًا أن نأخذ واقعهم بعين الاعتبار .. وكان الحوار التالي :
نبدأ مع رأيكِ في ارتفاع نسبة عمليات تغيير النوع في كندا خاصة وانَّكِ اطلقتِ نداءًا من خلال مقابلكتكِ دعيتِ فيها إلى ترك أبنائنا ليكبروا بأمان؟
نحن نرى في الواقع أنَّ هناك زيادة في طلبات تغيير النوع في العالم، بشكل أساسي في الغرب. في ظل هذه الطلبات الكثيرة، هناك أشخاص يعانون من اضطراب في الهوية الجنسية وآخرين يندمون على القيام بهذا الاختيار، لأنهم لم يحصلوا على معلومات كافية أو حصلوا على إرشادات سيئة. وهؤلاء نطلق عليهم تسمية "les détransitionneurs". لذلك علينا أن نقوم بعمل جيّد في دعم الشباب ليتمكنوا من تحديد اختياراتهم المثلى بالنسبة لهم.
هل ترى ماريا موراني أنَّ التاريخ يعيد نفسه بالأمس كان قانون العلمانية 21 واليوم المثلية وحركة تغيير النوع، والمقارنة المقصودة هي في اعتبار الاثنين قرارات ديمقراطية وشاملة وضعت الداعمين لها في موقع انفصالي يرفض ويقمع الاراء المغايرة؟
في المجتمع الديمقراطي، يحق التعبير عن جميع الآراء باحترام وبعيداً عن العنف. المشكلة الحالية هي في التحكم بالخطابات والمواقف الأمر التي يمنع النقاش. وهذا النقاش مهم ويجب أن يتم في مناخ من الانفتاح والإصغاء.
في مقالكِ الاخير في le journal de montreal تحدثتِ بنقطة هامة لم تثار إلاّ نادرًا وهي المراهقين الذين يندمون بعد عملية العبور الجنسي، برأيك تسليط الضوء على هذه الفئة لأي مدى مهم اليوم وكيف يمكننا القيام بذلك؟
لا توجد بيانات إحصائية عن عدد الـ "detransitioners" وأرى أنَّ المهم هو ليس العدد، بل حقيقة أن هؤلاء الأشخاص موجودون ويعانون. لذلك من المهم أيضًا أن نأخذ واقعهم بعين الاعتبار.
في مقالكِ وكأنكِ غمزتِ لتواطؤ الجسم الطبي في عمليات تغيير الجنس، هلاّ شرحتِ لنا أكثر لاسيما وأن أي توعية لا نشهدها حول الآثار السلبية لعمليات تغيير النوع؟
ما قصدته في مقالتي، وهو المهم هو أنَّ الوسط الطبي العلمي لديه أيضًا دراسات وباحثين يدعمون نظرية أنَّ زيادة طلبات تغيير النوع سببها ليس فقط اضطراب الهوية الجنسية، بل هناك أيضاً عوامل تتعلّق بالعدوى الاجتماعية الناجمة عن التأثر بالأشخاص المحيطين ومن خلال المواقع الالكترونية الخاصة بالعابرين.
برأيك ما هي الخطوات التي يجب اتخاذها لحماية أبنائنا من الإنجرار في هذا الاتجاه؟
تربية الأهل هي المفتاح الأهم، ولكن تظلّ الحقيقة هي أنَّنا يجب أن نستمع إلى الشباب الذين يعبّرون عن شعورهم بخلل في الهوية الجنسية.
هل الجاليات التي تتعارض المثلية مع دينها وقيمها وعاداتها تقوم بما يجب لمواجهة هذا المشروع؟
ليس لدي إجابة على هذا السؤال. والأمر متروك للجاليات لتقرّر اختياراتها، مع الأخذ بعين الاعتبار إدراكهم بأنهم يعيشون في بلد يتمتع فيه مجتمع المثلية بحقوق.