"مؤسسة جذور ... مواقف ثابتة في الدفاع عن الحريات الفردية"
حسين حب الله - صدى المشرق
في العام 2016 جرى تأسيس مؤسسة "جذور" بالفرنسية Racineعلى يد الاستاذ محمد برهون " بالتعاون مع مجموعة من الأطر والكفاءاتالمغاربية بمقاطعة كيبك" . جذور " هي مؤسسة تضم مهنيين ذوي اختصاصات في مجال القانون وعلم النفس والتداخل الاجتماعي والتربيةوالتعليم والهجرة"، كما قال الاستاذ برهون لصدى المشرق في لقاء اجرته معه للحديث عن المؤسسة التي تضم " متطوعين همهم كيفية الدفعواصلاح وضع الجالية المغاربية وهي " ليست بعيدة عما يجري في مقاطعة كيبك فيما يخص القوانين التي تمس بحقوق الاقليات وخصوصاتجاه المرأة ولا سيما ما يتعلق بلباسها وديانتها" .
وامام تصاعد موجات العنصرية والافكار اليمينية دعا برهون " الجميع اعادة قراءة الاولويات" ، مشددا على ضرورة " تكثيف الجهودللانتقال من جاليات تقوم بدور تشاركي تانوي الى جاليات بنّاءة تاخذ بعين الاعتبار وزنها على الساحة ، سواء من الناحية الاقتصادية اوالسياسية او الاجتماعية" .
الاستاذ برهون له تاريخ طويل في العمل في الشأن العام، اذ كان رئيس لجنة الجاليات الثقافية في الحزب الليبرالي في كيبيك لفترة طويلة،حيث كان له تواصل مع مختلف الجاليات الاثنية مكنّه من الاطلاع عن قرب على مشاكلها واحتياجاتها.
- استاذ محمد برهون ،الرئيس والمؤسس لمؤسسة جذور، هل يمكن ان تعرّف القرّاء بمؤسستكم الكريمة ؟
تم تأسيس مؤسسة جذور لتغطية النقص الحاصل في المجال الاجتماعي الذي يهم الجالية المغاربية خصوصا مشاكل البطالة والعنفالمنزلي و الهدر المدرسي. مع تزايد اعداد الوافدين و نشاة الجيل الثاني من افراد الجالية، كان لا بد من إطار او مؤسسة تشتغل حسبالضوابط المحلية ومتكونة من كفاءات من ابناء الجالية لمواكبة هذه المتغيرات، بالتعاون مع المؤسسات المحلية في قطاع الصحة و الخدماتالاجتماعية و التربوية و كافة المؤسسات العامة.
تضم موسسة جذور مهنيين ذوي اختصاصات في مجال القانون وعلم النفس والتداخل الاجتماعي والتربية والتعليم والهجرة. وكل النشطاءفيها من المتطوعين، همهم كيفية الدفع بوضع الجالية المغاربية في مقاطعة كيبك نحو الأفضل .
انتقلت نشاطات المؤسسة من التداخل الاجتماعي بشكل فردي الى استراتيجية مساندة ومواكبة عمل المؤسسات العامة في كيبك بمعظمفروعها وخصوصا الصحية والاجتماعية لتفهم مشاكل وهموم الجالية وكذلك مواكبتها في حل بعض الاشكاليات التي تهم الشباب واسبابارتفاع حالات الطلاق والعنف المنزلي . وذلك عبر الورشات التي يشرف عليها متخصصون في هذا المجال، وكذلك ندوات بالشراكة مع معاهدالبحث الاجتماعي و التكوين.
- ما هي ابرز نشاطاتها؟
من ابرز الانشطة التي تقوم بها مؤسستنا:
ندوة سنوية في المجال الاجتماعي بالتشارك مع العديد من المؤسسات الوطنية العاملة في قطاع الصحة والخدمات الاجتماعية فيالمقاطعة.
* الاحتفال باليوم العالمي للمرأة للتذكير بقضية حرية المرأة وكذلك الاحتفاء بالمرأة المغاربية المتألقة بكيبك وكندا .
* ندوات ومقابلات على مدار العام والمشاركة الفعالة مع باقي جمعيات المجتمع المدني.
* برنامج اذاعي اسبوعي مباشر من اذاعة 102.3FM RADIO CENTRE VILLE.
* تقديم مذكرات بحث فيما يخص القضايا التي تهم الجالية .
* دورات تكوين طيلة السنة للعديد من المؤسسات الوطنية .
- هل تركّزون على الجالية المغاربية بشكل خاص ؟
رغم ان المؤسسة تستهدف الجالية المغاربية بشكل خاص لكنها تقدم يد المساعدة وتتعاون مع عدد من الجمعيات العربية والجاليات الاخرىوذلك بهدف تبادل الخبرات . قدمت المؤسسة خدمات جليلة عند قدوم السوريين الى مقاطعة كيبك خصوصا بتشارك مع السلطات الصحيةوالاجتماعية.
في هذه الأيّام العصيبة المتزامنة مع وباء كورونا ا نحاول تقديم المساعدة للجميع دون تفرقة
- بماذا تتميز جذور عن الجمعيات الأخرى ؟
تتميز مؤسسة جذور بعملها الاحترافي الجاد وطاقمها المهني المتطوع المشكل من الكوادر التي تشتغل في المؤسسات الوطنية. تميز جذورمن خلال التعاقدات و الشراكات الاستراتيجية مع العديد من المؤسسات و معاهد البحث و للجامعات و الحكومة المحلية .
- تتعرض المرأة المسلمة في كيبك الى ضغوطات كبيرة بسبب حجابها... هل لديكم توجه للدفاع عن حقوقها في خياراتها؟
لا يمكن لمؤسسة جذور ان تبقى بعيدة عما يجري في مقاطعة كيبك او في كندا فيما يخص القوانين التي تمس بحقوق الاقليات وخصوصاتجاه المرأة، ولا سيما ما يتعلق بلباسها وديانتها .
مؤسسة جذور لديها مواقف ثابتة في الدفاع عن الحريات الفردية وتقوم بتنظيم ندوات في هذا الشأن وكذلك المشاركة الفعلية في العديد منالانشطة المنظّمة من طرف الجمعيات المدنية.
يقوم عدد من الناشطين في المؤسسة بلقاءات مع العديد من المسؤولين السياسيين من مختلف الاحزاب لتنويرهم وتزويدهم بالمعلومات المتعلقةبوضعية المرأة وردود افعال الجالية بخصوص بعض القوانين المضرة بحقوق الفرد.
- برأيكم ما هي التحديات التي تواجه الناشطين في الجاليات العربية والاسلامية بشكل عام ؟
تعيش مقاطعة كيبك بالخصوص موجات من العنصرية تغذيها افكار اليمين . الجالية العربية والاسلامية بشكل عام تواجه تحدي الاشتغالجنبا الى جنب والمشاركة الفعلية وكذلك رسم استراتيجية واضحة المعالم للدفاع عن حقوقها ومكتسباتها التي يضمنها القانون الكندي .
- كثرة وجود المؤسسات والجمعيات في الجاليات هل هو دليل عافية ام له آثاره السلبية ؟
ما يحدث الآن هو تصاعد موجات العنصرية والافكار اليمينية ما يحتم على الجميع اعادة قراءة الاولويات
كثرة الجمعيات لا تعني خدمة الجالية، مع الأسف العديد يشتغل تحت غطاء التنشيط الثقافي بدون استراتيجية مما يزكي صورة فلكلوريةعن الجالية خصوصا في نظر المجتمع المحلي.