رئيسة غرفة التجارة والصناعة اللبنانية الكندية لـ"صدى المشرق" :  "النساء اللبنانيات نجحن في الاغتراب وبِتْنَ ملهمات"

  • article

صدى المشرق ـ مونتريال

هي امرأة استثانية، ودودة لا تقفل بابها في وجه أحد، نجحت في رحلة الاغتراب وكانت مثالاً للمرأة اللبنانية القوية والقادرة على النجاح.

"صدى المشرق" وبالتزامن مع يوم المرأة العالمي فتح باب انجازات النساء اللبنانيات في الاغتراب، وسلّط الضوء في مقابلة مع رئيسة غرفة التجارة والصناعة اللبنانية الكندية السيدة ليليان نازار على مسيرة امرأة رفضت الاستسلام وخلقت فرصها بنفسها بالتزامها واجتهادها.

تحدثنا مع السيدة التي كانت من أوائل النساء المنتخبات في رئاسة غرفة التجارة والصناعة اللبنانية الكندية والتي فتحت باب الحلم لأخريات،وهي أيضا التي اقتحمت عالم السيارات وكانت المرأة الأولى في مركزها كمسؤولة عن المبيعات التجارية في BMW بمونتريال، وفي كل كيبيك.

  • نبدأ بنبذة صغيرة عن حياتك في لبنان قبل وصولك إلى كندا وسبب الهجرة واختيارك كندا للاستقرار؟

كنت صغيرة حين جئت إلى كندا، حينها كنت لا أزال طالبة، وأذكر أنَّ أختي الوسطى تزوجت وسافرت إلى كندا، وقامت باتمام أوراق لَمِّ شملنا. وللمفارقة أنَّ أوراقنا قُبِلَتْ بسرعة في مهلة لم تتجاوز الستة أشهر فقط، وبالفعل سافرنا أنا وأختي ووالدتي إلى كندا. أذكر حينها أيضا أنَّني وشقيقتي كنَّا حزينتين جداً لأنَّنا نغادر لبنان، فأنا كنت مرتبطة وأختي متزوجة واضطررنا لترك شريكَيْنا في لبنان إلى حين أن نقوم بدورنا بأوراق لَمِّ شملهما، وبالفعل مع مرور الوقت نجحنا بذلك واستطعنا أن نعيش سويا في كندا.

 

  • ماذا عن العائلة، خاصة أن المسؤوليات التي تتحملها الأم كبيرة في هذا البلد، كيف استطعت أن تؤسسي لمسيرتك المهنية بالتزامن مع تربية الأبناء والاهتمام بالأولاد؟

 أستطيع القول إنَّ السنوات الخمس الأولى كانت صعبة جداً، كنتُ أعيشُ الحنين إلى الوطن، كنَّا نحن فقط ، أنا ووالدتي وأخوتي الاثنتين، حينها كانت الحرب اللبنانية قد انتهت لتوِّها، وكان عدد اللبنانيين قليل جداً بالتالي، كان من الصعب العثور على النسيج المجتمعي اللبناني في الاغتراب، فالجالية اللبنانية لم تكن قد بنت مؤسساتها ومراكزها المجتمعية والدينية بعد.

 بدأنا بشق طريقنا، زوجي كان يعمل نهاراً ويدرس ليلاً ، وأنا حالفني الحظ عندما قادتني الصدفة إلى مقابلة عمل في بنك TD كانت لشقيقتي التي لم تستطع الالتزام بالعمل بسبب ظروفها العائلية، فذهبت مكانها وبالفعل خضعت للمقابلة وقُبِلتُ في الوظيفة، حينها كنت شابة صغيرة، عندما قرّر البنك الاستثمار في قدراتي فوفّر لي الإمكانيات المادية ودعمني لإكمال دراستي الجامعية، فكنت أعمل وأدرس في الوقت عينه وكانت والدتي هي من تهتم بالمنزل وتساندني.

في ذلك الوقت كانت هناك شراكة بين بنك TD  وجامعة تورنتو وكنت لمدة ثلاثة أعوام تقريبا أذهب كل شهر من أجل الدراسة وتقديم الاختبارات وأعود بعد الانتهاء إلى مونتريال وكنت أترك طفلي مع والدتي وزوجي.

ونجحت بالأمرين معاً في الدراسة وفي عملي حيث كنت أتقدَّم في وظيفتي وانتقل من مركز إلى مركز أعلى حتى أصبحت مديرة فرع.

 

  • ماهي الخطوات التي مهّدت لدخولك في غرفة التجارة والصناعة اللبنانية الكندية كيف تلخصين مشوارك إلى هناك وأبرز المحطات المهنية؟

 من ضمن المحطات المفصلية أستطيع أن أضيف إلى ما ذكرته سابقاً، لقائي بصديق لبناني كنت أعرفه منذ عام 2006، كان رئيس الجامعة الثقافية اللبنانية ويدعى رولان ديك وهو أيضا نشط جداً في الجالية اللبنانية، وهو من فتح لي الباب لأدخل وأشارك في كافة الأنشطة المتعلّقة بلبنان واللبنانيين، فكنت أعمل معهم وأحضر كل الاجتماعات، وكانت بالنسبة لي من أوّل الخطوات التي مهّدت لدخولي في المجالات  الاجتماعية والثقافية المتعلقة بالجالية اللبنانية.

بالإضافة إلى ذلك ساهم عملي أيضا في بنك TD  في وصولي إلى أكبر عدد من اللبنانيين، لأنَّهُ حينها كنتُ اللبنانية الوحيدة التي تعمل كمديرة فرع، وكنت معروفة جدًا في صفوف اللبنانيين، لأنَّني سعيت جاهدةً إلى توفير الخدمات المالية لهم وعملت بشكل كبير على دعمهم.

استمريت على ذات النهج حتى عندما أخذت قراراً مفصليًا يتعلّق بمسيرتي المهنية، وهو الانتقال إلى مصرف BMO، علماً أنَّني عملت في TD  لأكثر من عشر سنوات وكان قد تبقى لي أعوام قليلة حتى أصبح نائبة رئيس قسم في البنك، لكن رغم ذلك قررت خوض تجربة جديدة دعتني إليها امرأة يونانية كنت أعمل معها سابقا في بنك TD ، واتصلت بي لاعمل كمديرة فرع في بنك مونتريال وأوكلت إلي مهمة تأسيس فرع جديد وهذا كان بمثابة تحدي كبير لي .

كان يقع على عاتقي تأسيس الفرع ووضع سياساته وتوظيف العاملين فيه، وبالفعل مع هذه التحديات بدأت رحلة اغتراب جديدة في عملي هذه المرة، حيث كنت أمام تحدِّي جديد لأثبت نفسي وقدرتي على التميّز. ووجدت في كوني لبنانية فرصة لتجيير بعض السياسيات لصالح دعم القادمين الجدد تحديدا اللبنانيين وحاولت جاهدة في خِضَمِّ مسيرتي التركيز على الجالية اللبنانية واستعنت بصلاحياتي الكبيرة، وقمت بنشر دعوات مفادها أنَّ البنك سيدعم أي لبناني يصل إلى كندا وحرصت على توظيف الكثير من اللبنانيين في الفرع أيضاً.

بالتزامن مع هذه الجهود قادتني الصدفة آنذك إلى التعرف على غرفة التجارة والصناعة ووجدت نفسي شيئًا فشيئًا انضم إلى أنشطتها، وتحديدًا في الاجتماعات التي كانت تناقش كيفية توثيق العمل مع الحكومة الكندية وتحسين موضوع الطيران مِنْ وإلى لبنان والهجرة اللبنانية وغيرها من القضايا التي تحتاج إلى عمليات التشبيك مع مؤسسات المجتمع الكندي.

 ونجحت أيضا بدفع البنك إلى رعاية أنشطة الغرفة وحينها أصبحت منتمية أكثر فأكثر لغرفة التجارة والصناعة.

 

  • هل كانت ليليان ترى نفسها رئيسة لغرفة التجارة والصناعة اللبنانية الكندية؟

بكلِّ صدق، أنا لم أكن أعمل تحت أي أجندة، كان هدفي لبنان، بلدي الذي لم أستطع أن أعيش فيه أردت أن أحضره إلَيْ، كان جلّ هدفي أن أشعر أنني في لبنان. خاصة أنَّ فكرة العودة لم تفارقني، إلاَّ أن الظروف الاقتصادية كانت دائما تقف عائق في وجهي، وبالتالي لم يُكتَب لي نصيب العودة إلى وطني.

لذلك كنت أرى نفسي في كل نشاط له علاقة في لبنان. وهو ما ترجمته بحضوري لاجتماعات الغرفة، وأذكر أنَّه في عهد الرئيس يوسف بطرس الذي كان شابا لبنانيا طموحا، تقدّمت للترشح إلى مجلس الإدارة وحينها شجعني لأنني كنت معروفة بشكل كبير في صفوف اللبنانيين، وبالفعل شهدت عملية دخولي إلى الغرفة دعماً وفزت بثقة الأعضاء وأصبحت السكرتيرة العامة للغرفة وكانت مهمتي تشريعية وعلى عاتقي مع أعضاء المجلس وضع السياسات التي تؤسس لعمل غرفة  التجارة.

ومع كل دورة انتخابية للأعضاء كان الرئيس يطلب مني البقاء لأنه بحاجة إلى شابة نشيطة وفاعلة، خاصة أنني بذلت جهدا كبيرا في تطوير سياسات  ومهمات غرفة التجارة.

انتخاب شارل أبي خالد كرئيس للغرفة شكّل نقلة نوعية لأننا كنّا متقاربين في طريقة إدراتنا لعمل الغرفة وكنت نائبته وأمثّله في المناسبات والأنشطة، وعندما قرّر عدم الترشح لدورة ثانية، رشّحني لأكون رئيسة الغرفة الجديدة، الأمر الذي لاقى دعما كبيرا من زملائي وأعضاء المجلس والغرفة.

كنت أدرك تماماً انني أستحق ذلك. ولكن أن تأتي الفكرة من الرئيس كانت بمثابة خطوة لافتة وجميلة بالنسبة لي.

وفعلا ترشّحت في الانتخابات وأصبحت الرئيسة، وكانت النقلة النوعية في حياتي وأدركت حينها حجم المسؤولية الكبيرة التي حملها أسلافي.

 

  • برأيك ما مدى أهمية وصول امرأة إلى هذا المنصب وهل واجهتِ تمييزا كونك امرأة؟

 انا لست نسوية لأنّني أعتبر أن المجتمع اللبناني من المجتمعات العربية الأولى التي تنصف المرأة، اللبناني ليس رجعيا هو قائد للثقافة في الشرق الاوسط.

اللبناني من الأشخاص المنفتحين، وبالنسبة لي أكثر لبناني متعصِّب دينياً يبقى إنسانا منفتحا يحب التعايش، ومعتادا على قبول كل الأديان. هذا الجميل في طبيعتنا وهذا ما يميّزنا عن الأخرين.

أنا أنفي وجود تمييز وتعصّب ضد المرأة  بشكل عام ، ولكن أدرك تماما حجم التحديات التي تواجهها المرأة في (كافة مجالات حياتها)، وأنا كإمرأة كنت أردّد لنفسي أنني أريد أن اجتهد لأصل وأكون الرئيسة، وبالفعل نجحت وبفضل عزيمتي ودعم المحيطين بي، أصبحت من أوائل النساء اللواتي ينتخبن لرئاسة غرفة.

أعتبر أن مسيرتي كانت صعبة لأنَّني لم أستطع في فترة من الفترات نشر جهدي وانجازاتي في غرفة التجارة والصناعة على مواقع التواصل الاحتماعي، لأثبت أنني قادرة ومؤهلة لأكون الرئيسة.

والمرأة بطبيعة الحال  تحتاج إلى العمل بشكل أكبر لتثبت نفسها، والنظرة إليها مختلفة ويتفوق فيها الرجل، لأنها بنظر الشركات وسوق العمل تأخذ إجازات مرضية وأمومة وهي عاطفية وما إلى ذلك من رؤية متوارثة للأسف غير متكافئة مع الرجل، رغم وجود عدد كبير من الرجال الداعمين للمرأة وجهودها.

وأشير إلى نقطة إيجابية في هذا المجال هو أنني أصبحت مثالا يحتذى به لتشجيع النساء والفتيات على الدخول إلى غرفة التجارة والصناعة اللبنانية الكندية ليس فقط كعضوات بل أيضا كرئيسات، والدليل على ذلك هو ارتفاع نسبة النساء في عضوية الغرفة.

 

  • نتحدث عن الصعوبات التي واجهتها كمهاجرة اولا وكسيدة أعمال ثانياً؟

 ما وصلت إليه مهم جداً، لكن عن تجربة لا أنصح أحد أن يكرر خطئي عندما جمّدت حياتي لمدة 5 سنوات بعد وصولي إلى كندا، لأنَّ عقلي كان في لبنان الأمر الذي منعني من تحديد هدفي ومشواري والمضي به قدماً.

أنا كمهاجرة أتيت إلى كندا قبل الـ2009 ، عندما لم تكن هذه التكنولوجيا التي نراها اليوم موجودة، كنّا نكتب الرسائل وننتظر كل أسبوعين حتى نتواصل عبر الهاتف مع أهلنا في لبنان، كنّا كنبتة اقتُلِعَتْ من جذورها، رغم أن لبنان كان يعاني من ويلات الحرب إلاّ أنني لم أستطع أن أتقبل فكرة الانفصال عنه.

الذي تغيّر إلى حدٍّ ما اليوم، رغم أنني انتظر زيارة لبنان بفارغ الصبر، إلا أنني بِتُّ اشتاق للعودة إلى كندا، حالي كحال كل المهاجرين نصف قلبي في وطني والنصف الآخر هنا في البلد التي استقبلتنا وقدّرتنا ولاتزال، حتى أنني رشحّت من قبل السيدة ساندرا الحلو عضو مجلس بلدية لافال وكرّمت بالأمس إلى جانب عدد من النساء الرائدات في مجالات اجتماعية ومتنوعة من عمدة مدينة لافال وأعضاء المجلس البلدي من خلال التوقيع على الكتاب الذهبي للمدينة الذي توقّع عليه الشخصيات الفاعلة والمؤثرة.

الحنين للوطن متعب، والهوية المتداخلة أيضًا تمنعك أن تكوني لبنانية في لبنان وأن تكوني كندية في كندا.

واذا أردت أن اتحدث عن الصعوبات التي واجهتني كسيدة أعمال، فأستطيع القول أني نجحت بتذليلها، وأصبحت اليوم نائبة رئيس قسم المبيعات التجارية، في شركة BMW في مونتريال. ومعروف أن عالم السيارات يسيطر عليه الرجال إلا أنني مرة أخرى أتبوأ منصبا كان حكرا على الرجال في كل كيبيك وهو ما اعتبره انجازا كبيرا.

 

  • اليوم هو يوم المرأة العالمي وهي مناسبة تدفعنا لسؤالك عن وضع النساء اللبنانيات في الاغتراب وأهمية انجازاتهن على هذا الصعيد؟

اللبناني رجلا كان أو امرأة أين ما ذهب فهو يرفع الرأس، يتحدث اللغات، ويعلّم أطفاله أن يبقى لبنان في قلبهم وأن يراقبوه دائماً، حتى لو دام اغترابه 30 سنة يبقى لبنان في قلبه.

أمّا المرأة اللبنانية فاثبتت وجودها، وهذا التواجد لا يحتاج إلى شهادة، أعرف الكثير من النساء الناجحات المتميزات في مجتمعنا الكندي، اللواتي أثبتن وجودهنّ، ولا يزلن، وأذكر لك حادثة جرت مؤخراً عندما تواصلت معي شابة لبنانية وصلت إلى كندا منذ 4 أشهر فقط، طلبت مني أن أساعدها على تعلّم نظام البلد لانَّها تمتلك مشروعا تريد تنفيذه، وهذا إن دل على شيء يدل على أن المرأة اللبنانية طموحة منذ الصغر ومجتهدة وتسعى لتكون رائدة.

وانا لدي ابنة  في كل مرة أنظر إليها أرى نموذج الفتاة اللبنانية الطموحة القادرة دائمًا على إثبات نفسها. أنا ضد القول أنَّنَا مجتمع ذكوري، القوانين ذكورية نعم إلاّ أننا لسنا كذلك.

 والدليل أن أسماء لبنانيات كثيرات وصلن للعالمية، أسماء برزت وستبرز أكثر أذكر منها رنا غريب ورولا داغر وتانيا سابا وأخريات كثر . واللافت أنه رغم نجاحها لطالما استطاعت المرأة اللبنانية إدارة منزلها ومسيرتها المهنية بطريقة متوازنة ومترابطة، لأنَّ دليلها هو ثقافتها الشرقية، المبنية على الاهتمام بنفسها والتضحية من  أجل أبنائها ومستقبلهم، فهي حنونة وحازمة في الوقت عينه.

 

  • سقف حلم ليليان إلى أين؟

أنا طموحة جدًا حلمي الأوّل لبنان .. أن أشتري منزلا صغيرا في مدينة غوسطا حيث يعيش أقربائي. وحلمي الثاني هو السلام وأن يذكرني الناس دائما بسيرة طيبة، وأن أعيش في بلد طقسه حار وأقوم برحلة حول العالم مع ابنتي وأن أعطي الوقت لشركة الاستشارات التي أسستها وأعمل على توسيعها.

 

  • رسالة إلى اللبنانيات في كندا والشعار الذي تؤمنين به وتعملين وفقه؟

هناك مقولة لجبران خليل جبران اعتبرها بمثابة مرشدي تقول " لا تقوم الأممُ ولا تبنى الحضارات إلاّ على كتفِ المرأة."

فالمرأة هي حجر الزاوية، كما يقول السيد المسيح وبالتالي لا منزل يبنى من دونها، وأقول لها "أفهمك وأتفهم تعبك وأقدّر قوتك، وأعرف ما الذي يعنيه أن تأخذي قرار الهجرة إلى بلد لا تعرفي فيه وعنه شيء، وأن تتركي لبنان البركة والمحبة، وأقول أيضًا أنك لست وحدك بات للبنانيين هنا مؤسساتهم ومراكزهم، أنت لست وحدك تواصلي معنا في غرفة التجارة والصناعة اللبنانية الكندية نحن مؤسسة لا دينية ولا سياسية سنساعدك دائماً".

والرسالة الخاصة  التي أوجهها للنساء أيضا هي دعوتي لهنَّ أن يطوّرن إمكاناتهن، ويفتحن أفق أفكارهن، ويتقبلن أن المجتمع الكندي ليس لبنان، ولكنه في الوقت عينه مجتمع منفتح وحاضن لجميع الجنسيات، ويحمل الايجابيات كما السلبيات كغيره من المجتمعات وعليهن دائما أن يأخذن منه الجيّد ويتركن السيء.