حلمي شريف لـ"صدى المشرق" : استهدفوني لأنني أرفض مجازر الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني.. ولا يدعمني من الجالية العربية إلاّ قلّة

  • article

صدى المشرق

كان ولايزال يسعى إلى خدمة بيئته ليحقق حلمه في مساعدة الناس، لكن أمام الأحلام دائماً عراقيل، فكيف يواجهها حلمي شريف الكندي من أصول لبنانية؟ وما التكلفة التي دفعها ثمناً لآرائه ومواقفه؟ ولماذا هو متهم بمعاداة السامية؟ وكيف سيواجه هذه الاتهامات؟ وماهي الأسباب التي حالت دون نجاحه في الانتخابات البلدية الأخيرة في وندسور أونتاريو وقبلها عدة مرات في الانتخابات النيابية؟ كل هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على السيد حلمي شريف في حوار خاص مع موقع "صدى المشرق".

خلال اللقاء اسف شريف لان " كل شخص لا يوافق على جرائم الصهاينة يصبح معادٍ للسامية وضد اليهود"، مؤكدا أنه" لا أعادي اليهود هم أولاد عمنا والانسانية تجمعنا. مشددًا على "أن الفرق كبير بين اليهودي والصهيوني. نحن فقط ضد الصهاينة".

كما شكا شريف من " تقاعس الجالية العربية عن مساندتي". وقال " لو كنّا يد واحدة لما كنّا بحاجة لنقف خلف الأحزاب بل كانت الاحزاب هي التي ستسعى لتقف خلفنا".

 

-من هو حلمي شريف؟

أنا حلمي شريف، من عشيرة آل شريف اليمونة  قضاء بعلبك، درست العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في لبنان، جئت إلى كندا في العام 1991 وفيها غيّرت مجال تخصصي وتابعت دراستي في مجال تكنولوجيا هندسة السيارات.

أقطن في وندسور في مقاطعة أونتاريو مع عائلتي.


-لماذا اخترت عالم السياسة؟

لطالما كانت السياسة حلمي، لأنني تربيت في منزل سياسي حيث كان جدي رئيس بلدية وأبي أيضا، ومن خلالهما تربيت على خدمة الناس كما كانوا يفعلون، وهو ما ورثته منهم.

وعندما جئت إلى كندا منذ اليوم الأول كنت أركض أمام الناس وأحاول أن أخدم كل من يقصدني، أشعرعندما أنام ليلا أنَّني قمت بعمل جيد في سبيل الله تيمناً بحديث " أحبكم إلى الله أنفعكم للناس"، فالانسان يترك أثره الطيب في هذه الحياة وأنا مشيت في طريق عائلتي.

مواقف عديدة كانت العامل الأساسي في دخولي غمار السياسة، رأيت تمييزا وعنصرية، حتى لو تم انكارها فهي موجودة. لذلك وجدت أن مواجهتها تتطلب الخروج عن الهامش والدخول في السياسة.

أكثر من عشرين عاماً على دخولك إلى عالم السياسية لماذا حتى الساعة لم تنجح في الوصول إلى مقعد نيابي في أونتاريو أو حتى بلدي في وندسور مكان إقامتك رغم محاولاتك المتعددة؟

في عام 1999 كانت أوّل تجربة لي في عالم السياسية، حينها كنت أساعد احد النواب في حملته الانتخابية في منطقتنا، وبعد أن حصدت الخبرة اللازمة ترشحت عام 2007 في انتخابات المجلس النيابي  مع الحزب الديمقراطي الجديد وواجهت في الدائرة وزيرا ونائبا لثلاث مرات ينتمي إلى الحزب الليبرالي، في هذه المحاولة الأولى لم أنجح، إلاّ أنني حللت في المركز الثاني.

ثاني مرة ترشحت على مقعد النيابة كانت في عام 2011 وأيضاً مع الحزب الديمقراطي الجديد، وفي تلك الدورة أظهرت الاستطلاعات أنني الفائز، إلاّ أنه وقبل يوم واحد من الانتخابات كان هناك مسيرة لـ Pride parade   لمجتمع الميم ولأنني لا أساوم على مبادئي لم أشارك في التظاهرة، كونها تتنافي مع ديني وقيمي، اخترت أن أحضر فعالية إشعال شموع على أرواح ضحايا  أبرياء في النروج قتلوا على يد مسلّح في ذلك الوقت.

عدم حضوري الفعالية أغضب مجتمع الميم حيث بدأ أفراده  بشتمي وعزف عدد كبير منهم عن انتخابي (كانوا حوالي عشرة آلاف صوت) يصوتون دائما للحزب الديمقراطي الجديد وبالتالي كانت النتيجة كانت خسارتي على ألف وخمسمئة صوت وحينها حصدت 11500 صوت. لو ساومت على مبادئي لكنت نائبا في برلمان أونتاريو منذ 2011.

وفي المحاولة الثالثة للترشح خضت العملية الانتخابية كمستقل لأنَّ الحزب الديمقراطي الجديد استبعدني من تسمية المرشحين (وفق قواعد الحزب) ولم يعلمني بموعد المشاركة في تسمية المرشح للحزب في دائرتي خوفاً من نجاحي في الدائرة الذي كان يتحقق في كل مشاركة.  ضرب الحزب الديمقراطي الجديد الديمقراطية عرض الحائط. وما زرعته معهم من عام 1999 حتى العام 2014 ذهب سدى واستبدلوني بمرشحة حصدت ما قمت بزرعه وربحتْ الانتخابات ولا تزال نائبة حتى الساعة.

حينها نظّمت مظاهرة ضد الحزب انفصلت عنهم وشاركت في 2014 كمستقل وحصلت على 1000 صوت.

بعد محاولاتي لثلاث مرات الترشح على مقعد النيابة قررت المشاركة في انتخابات البلدية، وبالفعل في الـ 2018 اتخذت قرار ألا أتحد مع الاحزاب وأشارك في الانتخابات البلدية وأخدم مجتمعي انطلاقا من قناعتي.

وللأسف من نافسني كان مدعوما من الحزب الليبرالي وكان عضو بلدية وربح للمرة الثانية.

أمّا هذه المرة في انتخابات البلدية في وندسور عام 2022 ترشح 9 في دائرتي كلهم  كنديون، وأنا العربي الوحيد، اعتقدت لوهلة أنني سأربح وتوقعت أن تنقسم الأصوات بين المرشحين، إلا أنني خسرت وحصلت على أصوات أقل من أي مرة ترشحت فيها السبب كان أنني عانيت من تعتيم وتهميش إعلامي كبيرين، منعا الناس من معرفة مشروعي الانتخابي.


-من كان وراء التعتيم الإعلامي الذي تعرّضت له وهل تعتقد أنَّه كان مقصودا ومخططا له؟

صراحة كنت أشك أنَّ الصهاينة وراء هذا التعتيم خاصة أنهم يملكون وسائل الإعلام وبالفعل كانت شكوكي في محلّها. فقبل يومين من الانتخابات عمّموا صورتي تحت عنوان RED ALERTE  ، واتهمني الاتحاد اليهودي في وندسور بمعاداة السامية انطلاقاً من منشور كتبته عام 2018 على الفيسبك تحدثت من خلاله عن جرائم الصهاينة.

تقصدوا من خلال كل هذه المحاولات إفشالي في الانتخابات وللأسف نجحوا بذلك، علماً أنني في ذلك الوقت لم أدل بأي تصرح حول السياسة الخارجية بل كنت منشغلا في قضية إنسانية وعملت بشكل دؤوب في برنامجي الانتخابي على وضع حل لإنهاء أزمة المشردين في وندسور.


-هل تعتبر أن الهجوم عليك سببه المواقف السياسية أو سببه عدم الرضوخ لبرامج الأحزاب السياسية أو عدم وقوف الجالية معكم ؟

أعتقد أن السبب الأول مواقفي السياسية ووقوفي ضد الصهاينة ومعارضتي للمثلية الجنسية أما السبب الثاني فهو تقاعس الجالية عن مساندتي فلو كنّا يد واحدة لما كنّا بحاجة لنقف خلف الأحزاب بل كانت الاحزاب هي التي ستسعى لتقف خلفنا .

كلبناني وعربي كيف تصف لنا دور الجالية في الوقوف إلى جانبك ومساندتك؟

للأسف، كل ذلك والجالية العربية لم تساندني. رغم أنني أشكر كل من ساعدني وهم للأسف أقلية، إلاّ أننا منقسمون ولا نمتلك قرارا موحداً.

سأبقى أناشد الجالية المشاركة في الحياة السياسية على قاعدة أنك إذا لم تصوّت فأنت غير محسوب وأن لم تُحسَبْ فأنت غير موجود.

 

-أنت اليوم متهم بالعداء للسامية لاي مدى تجد هذه التهمة فضفاضة وسلاحا ضد كل شخص لا يوافق على سياسة اسرائيل؟

تهمة معاداة السامية يعملون عليها منذ زمن، فكل شخص لا يوافق على جرائم الصهاينة يصبح معادٍ للسامية وضد اليهود علمًا أنني لا أعادي اليهود هم أولاد عمنا والانسانية تجمعنا.

وكما يقول الامام علي (ع)   الناس صنفان: إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق. ونحن ندفع ثمن وقوفنا ضد الظلم والظالم والجرائم التي ترتكب ليس فقط في حق الشعب الفلسطيني بل أيضا ضد الشعب اليمني فضلا عن الجرائم الأخرى التي تتخطى نطاق الدول العربية فأنا ناشط مع السلام في كل مكان .

ووقوفنا ضد سياسة الصهاينة في تهجير وقتل الشعب الفلسطيني وهدم منازلهم هو واجب إنساني. وهذا ليس موقفي فقط بل هناك رجال دين يهود  مثلي تماماً لا يعترفون بالصهيونية ويقولون إنها حركة ايدولوجية خطفت دينهم.

ما أريد أن أشدد عليه أن الفرق كبير بين اليهودي والصهيوني نحن فقط ضد الصهاينة.

 

-كنت قد ذكرت سابقاً أنك ستتوجه إلى القضاء ماذا بشأن هذه الخطوة وهل هناك أسس قانونية تسمح لك بذلك؟

نعم صحيح أبحث عن محامي في مجال حقوق الانسان لأرفع قضية تشويه سمعة، خاصة أن تعميم صورتي قبل يومين من الانتخابات أثّر على مستقبلي السياسي وسأدّعي على من وجّه لي الاتهام أنني معادي للسامية. وأذكر بالتحديد المدير التنفيذي للاتحاد اليهودي في وندسور دانيال بروتمان، كما سأحاسب كل من علّق على المنشور الذي يعود إلى عام 2018 وصوّر أنني مجرم وقاتل.

سأتوجه اليهم بتهمة التشهير سأدرس الملف والتعليقات، وطبعاً هناك أساس قانوني للقضية.

من المهم جدًا التأكيد أنني ضد المجازر وضد ما جرى مع اليهود في أوروبا، إلا أنني هنا أريد أن أقتبس مقولة البروفسور اليهودي نورمان فينكلستاين في تورنتو عائلته نجت من المحرقة والذي قال ما جرى معنا نحن اليهود يعيدوه الصهاينة مع الفلسطينيين .

 

-هل ستستسلم لما جرى معك، أم أنك مستمر في الترشح والعمل في السياسة؟

أنا مستمر وهذه خامس مرة اترشح للانتخابات ما يعني أن الاستسلام ليس في قاموسي. بل هو واجب عليّ كمواطن أعيش في هذه البيئة وأرى مجتمعي يعاني من أزمات ومن مشاكل اقتصادية. هذا كله يتطلب مني كمواطن كندي امتلك الحلول لتحسين حياة الناس وحلّ هذه الأزمات. كما أنه من حقي الديمقراطي الترشح، ولن اتخلى عن هذا الحق مهما جرى.محاولات الصهاينة لن تحد من طموحي. وان شاء الله سأجهز نفسي للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة في المقاطعة.