قضية الفتيات اللواتي طلب منهنّ نزع حجابهنّ في مدرسة لاڤال  : رفضٌ لنزع الحجاب ... هذا ديننا .. ونحن في بداية المواجهة!

  • article

 

صدى المشرق ـ لاڤال

قيل الكثير حول قضية الطالبات المحجبات في COLLEGE CITOYEN. منهم من استنكر أن يتم اجبار الفتيات على نزع حجابهن مقابل التعليم ومنهم من صدّق كلام المدرسة القائل بأنَّ الأهل لم يقدّموا طلب الإعفاء من قواعد اللباس الذي هو جزء من القانون الخاص بالمدرسة .

موقع "صدى المشرق" تحدث إلى والدة إحدى الفتيات اللواتي لا زلن يعانين من الصدمة. فأخبرتنا أنَّ كل ما تم الحديث عنه حول إخبارهن بقواعد اللباس غير صحيح.

وأَضافت أنّه "في بداية العام الدراسي تحديداً في 28 آب، اتصلوا بنا وأبلغونا فقط عن طريقة الحجاب وليس عن نزعه،  إلا أنه في الخامس من أيلول/سبتمبر، قاموا مرة جديدة بإرسال قواعد محدّثة متعلقة باللباس".

واضافت " سأقولها مرة أخرى، سأصرخ بها بصوت عالٍ جدًا حتى يسمعها الجميع. لقد اتصلوا بنا وأخبرونا كلمة كلمة أنَّه ابتداءا من 11 سبتمبر ابنتكم ممنوعة من الذهاب إلى المدرسة. لم يتحدثوا عن الإستثناءات ".

 

بداية ما الذي جرى مع ابنتكم والطالبات الاخريات؟ 

القصة بدأت في الثامن والعشرين من شهر آب/أغسطس عندما استدعى المدير المسؤول عن صف ابنتي (الصف الثانوي الرابع) وتحدث معها عن كيفية ارتدائها للحجاب بما يتناسب وسياسة المدرسة المتعلقة باللباس وأخرج صورة ليشرح لها بشكل دقيق تفاصيل لبس الحجاب المطلوبة، وسألته ابنتي حينها هل الطريقة التي أرتدي بها حجابي اليوم مناسبة فكان جوابه بنعم.

بعد انتهاء حديثه مع ابنتي اتصل بي المدير وأخبرني أنَّه تحدث معها وشرح لها سياسة المدرسة في ارتداء الحجاب . وقال لي سأرسل لك صورة تشرح بالتفصيل الحجاب الذي نعتمده واتمنى منكم التعاون. وحينها كان ردي الموافقة من موقع مسؤوليتي كأم تريد مصلحة ابنتها.

وقبل بدء العام الدراسي كنّا قد ذهبنا وقمنا بشراء القرطاسية ولأنَّنا أردنا الالتزام بقواعد المدرسة لجهة شكل الحجاب، ولأنَّنا لم نجد توجيها واضحا يترافق مع صورة الحجاب المطلوبة من قبل المدرسة استعنّا حينها بتوجيهات كلية لاڤال المشابهة لمدرسة college citoyen  .

 في الخامس من أيلول/ سبتمبر، تلقينا بريداً الكترونياً من المدرسة، يفيد بأنَّه سيكون هناك تحقق من الالتزام بقواعد اللباس ويحتوي البريد الاكتروني على ملف حول قواعد اللباس الجديدة.

في الحقيقة لم أهتم كثيرًا بالرسالة الالكترونية وقرأتها بشكل سريع، والسبب يعود إلى أنَّني كنت قد تحدثت  مع مدير صف ابنتي في 28 آب- اغسطس عن هذا الموضوع، وبالتالي لم أتوقع أن يكون هناك تغيير، خاصة أنه لم يمرّ على حديثي مع المدير أسبوعا.

 في السادس من أيلول/سبتمبر، قام كل المدراء في المدرسة باستدعاء الفتيات المحجبات وعددهنّ ستة، وقالوا لهنّ إنه اعتبارًا من 11 أيلول/سبتمبر، لا يُسمح لهنَّ بالعودة إلى المدرسة بحجابهن وبالتالي عليهنّ نزعه ليستطعنّ الدخول والدراسة.

في صف ابنتي هناك فتاة أخرى محجبة، تم استدعاؤها أيضاً في الوقت نفسه إلى مكتب الإدارة، حيث تم إبلاغهما بالقرار. الفتاتان بدأتا بالبكاء وقالتا للإدارة كيف من الممكن أن تتغيّر القواعد في وقت قصير؟ فردّ عليهما المدير شاريت بالقول هناك الكثير من الطلبات، وهي عبارة لم نفهمها!

الفتاتان رفضتا القرار وقالتا إنَّ هذا ديننا، وسألتا المدير كم من الوقت تحتاج عملية نقلنا من المدرسة؟ وانهارت الفتاتان بالبكاء.

وبعدها طلبت ابنتي من المدير أن يتصل بي، فأخبرها أنَّه سيتصل بي لكنَّه طلب منها مغادرة المكتب. أصرّت على أنها تريد أن تبقى لتتحدث معي ولكنه رفض فخرجت مع صديقتها لتبكيا في الرواق. اللافت أن أحداً من البالغين الذين كانوا متواجدين  في المدرسة، لم يكلّف نفسه عناء سؤال الفتاتين عمّا يحدث معهما أو حتى عن سبب بكائهما.

اتصل بي المدير وقال لي لقد قابلت ابنتك وكانت المحادثة غنية بالعواطف، كانت ابنتك عاطفية وبكت كثيراً. وأضاف أنه شرح لها القواعد الجديدة للباس، وسألني حينها هل وصلك البريد الالكتروني، فقلت له بالفعل وصلني لكنني لم أقرأه جيداً لأننا كنّا قد تحدثنا حول هذا الموضوع في 28 آب/أغسطس، فقال لي لقد تغيّرت القواعد.  فسألته حينها في أي نقطة تحديداً؟ فقال ان كان بإمكانك أن تفتحي بريدك الالكتروني الأمر مذكور في النقطة الخامسة التي تتحدث عن مبدأ الحياد. وبدأ يحدثني عن القانون 21 . وعندها أوقفته وقلت له إنني لن أخوض معه في نقاش حول العلمانية، وقلت له أريد أن أطمئن على ابنتي وسآتي لأصطحابها. وعندما وصلت إلى المدرسة كانت ابنتي تبكي ولا تستطيع التنفس ومنزعجة جداً.

وكانت تسألني أمي ما الذي جرى؟ ماهي الطلبات التي ازدادت؟ لماذا تغيرت القواعد في مدة قصيرة؟ حاولت أن أهدئها إلا أنني لم أنجح؟ وفوراً بدأت بإجراء عدد من الاتصالات الهاتفية، بدءاً بالمدرسة وسألت إن كانت قد تغيّرت قواعد المدرسة لم يرد عليّ أحد ولم أحصل على الاجابة. اتصلت بمدرسة لاڤال التي أكدت لي بدورها أن قواعد اللباس لم تتغير وسألت إن كان بإمكاني أن أنقل ابنتي إلى مدرستهم كان الجواب أنه لا يوجد مكان لطلاب جدد في المدرسة. اتصلت بمدرسة JMC التي طلبت مني إرسال علامات الصف الثانوي الثالث، كما عملتُ أيضا على تقديم شكوى.

وفي اليوم التالي اتصل بي المدير مجددا ووابلغني انه ان كنت مصممة على نقل ابنتي من المدرسة فعليّ أن أرسل لهم بريداً الكترونياً.

 

اذاً لم يتم تبليغ الطالبات في البداية بقواعد اللباس التي تتضمن نزع الحجاب، وهل هذا يعني أنَّ هذه القواعد تم تغييرها بعد دخول الفتيات المدرسة وبدء العملية التعليمية؟

كل ما تم الحديث عنه حول إخبارنا بقواعد اللباس غير صحيح، وتم تعيير الحقائق سيما في المقابلة التي نشرت على احد الأقنية الناطقة بالفرنسية.

 والحقيقة هي أنهم اتصلوا بنا وقالوا كل كلمة ذكرتها عن منع ابنتي من الدراسة بحجابها ابتداءاً من الحادي عشرمن أيلول/سبتمبر، وأخبرونا أنهم قالوا ذلك للفتيات، لقد فهمنا جيدًا جدًا الرسالة.

في بداية العام الدراسي تحديداً في 28 آب، اتصلوا بنا وأبلغونا فقط عن طريقة الحجاب وليس عن نزعه وهذا موجود في قواعد اللباس الخاصة بالمدرسة،  إلا أنه في الخامس من أيلول/سبتمبر، قاموا مرة جديدة بإرسال قواعد محدّثة متعلقة باللباس.

سأقولها مرة أخرى، سأصرخ بها بصوت عالٍ جدًا حتى يسمعها الجميع. لقد اتصلوا بنا وأخبرونا كلمة كلمة أنَّه ابتداءا من 11 سبتمبر ابنتكم ممنوعة من الذهاب إلى المدرسة. لم يتحدثوا عن الإستثناءات.

 

ألم تكن هذه الإستثناءات موجودة على موقع المدرسة؟ خاصة أنَّ هذا ما يتم الترويج له من قبل إدارة المدرسة؟

أكرر، هذه الإستثناءات اخترعتها ادارة المدرسة في 8 أيلول/سبتمبر عندما رأت أن هناك تحركات ضدها، ومن خلال هذه الإعفاءات وجدت طريقة للتملّص من المسؤولية. لقد أضافت فصولًا لم تكن موجودة من قبل في قواعد اللباس. لقد لعبوا كثيرًا بالكلمات..

لقد أتقنوا حماية انفسهم، فكل الرسائل كلمة بكلمة التي تقول فيها أن الفتيات لا يمكنهن الدخول بحجابهنّ إلى المدرسة اعتبارًا من 11 سبتمبر، تمت عبر الهاتف وشفهياً ، أمّا في البريد الالكتروني الذي تم إرساله في 5 سبتمبر، لم تذكر فيه هذا الأمر، كان الحديث فقط عن تحديث القواعد، ومبدأ الحياد.

وأؤكد أنَّ أيا من المسؤولين لم يخبر الفتاتين عن وجود ما يسمى طلب إعفاء خاصة عندما كانتا تبكيان، وعندما أخبرتا المدير أنهما لن ينزعا حجابهما وأنهما سيغادران المدرسة، في ذلك الوقت حيث كان يجب أن  يتحدث عن طلب الإعفاء لم يفعل وترك الفتاتين في حالة من الانهيار.

لم يحدث من قبل أن عمدت الفتيات اللاتي ارتدين الحجاب في السنوات السابقة إلى تقديم طلب الإستثناء، ولم يطلبوا منّا ذلك في بداية العام.

 

بعيداً عن الإعلام، كيف تعاطت المدرسة مع ردود الفعل الغاضبة على قرارها المتعلّق بالحجاب خاصة بعد العريضة التي نشرت وتحرك الرأي العام وغضبه الذي عبّر عنه عبرالانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي؟

عندما لمست إدارة المدرسة هذا الغضب وشاهدوا هذه التحركات، بدؤوا بالدفاع عن أنفسهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فحظروا جميع التعليقات على صفحات الفيسبوك، كما بدؤوا بحذف التقييمات والآراء على غوغل، ولا أعرف كيف تمكنوا من حذفها.

حتى أنَّ مديرة المدرسة وخلال اجتماع بيني وبينها، قامت بتكذيبي وهي تنظر إلى عينيّ، الأمر الذي شكل صدمة لدي، لم أفهم ما يحدث، كيف يمكنها ذلك.

 

 تم تقديم عريضة للاحتجاج على ما يجري، ما هو شعورك تجاه التفاعل الواسع والكبير والسريع معها؟

 لم نكن نحن من نشر العريضة نحن لم نفعل أي شيء، كنا مشغولين بالاهتمام بابنتنا وتجفيف دموعها، وبالبحث أيضاً عن  مدارس أخرى تقبل أطفالنا، وهذا التضامن أثلج قلوبنا حقًا.

 ربما هذا ما أعطى فتياتنا المزيد من القوة. أعتقد أن المدرسة صدمت بردود فعل الفتيات اللواتي رفضن نزع الحجاب، وصدمت أيضا بردود الفعل من حقيقة أنَّ التفاعل والتضامن معنا كان بهذا الحجم وبهذه السرعة . ربما لم يكونوا يتوقعون ذلك. قالوا إنهنّ مجرد 6 فتيات مسلمات، فإمّا أن يوافقن على خلع الحجاب أو يعمدن إلى تغيير المدرسة. وهذا ما دفعهم إلى مجانبة الحقيقة في محاولة الخروج من هذا المأزق. حتى أنهم لجؤوا إلى قطاع الإعلانات لتنظيف سمعة المدرستة، وللأسف مقابل ذلك عملوا على تشويه سمعة فتياتنا وجعلهنّ يبدين ككاذبات، وجعلنا نحن أولياء الأمور نبدو كأننا لم نفهم ما قيل لنا.

 

هل من خطوات ستلجؤون إليها ؟

نعم نحن أولياء الأمور طلبنا أن تقوم الإدارة بالاعتذار من فتياتنا، حتى الساعة مطالباتنا قوبلت بالرفض. نعرف أن الأمر سيأخذ وقتاً طويلاً إلا أنّنا سنستمر في المطالبة بالاعتذار. وسوف نستمر في طلب ذلك من المدرسة. ندرك أنهم ارتكبوا خطأ بالفعل، وحقيقة أن الإدارة أنكرت ذلك لا تعني أنها انتصرت في هذه المواجهة، بل تعني فقط أننا في البداية.

لأننا إذا لم نستمر في المواجهة سيأتي شخص أخر ويحاول أن يسلب حق أولادنا في التعليم بحجة الحجاب.

لقد تسببت إدارة المدرسة بالكثير من الضرر العاطفي، وأصيبت الفتيات بصدمة نفسية. أنا أتحدث عن ابنتي، ابنتي مصدومة، لا يمر يوم دون أن تبكي. لقد بكينا كثيرا. لقد مررنا بأوقات صعبة للغاية.

الإدراة لا تعترف بخطئها، وللأسف هناك من يصدق ما قالته المديرة، وهذا يؤلم القلب حقاً. أنا لا أتحدث داخل المؤسسة لأن الطلاب، رأوا الفتيات يبكين، رأوا كيف تم إخراج الفتيات من الفصل، لذا هم يعرفون ما جرى، وكانوا قادرين على إخبار عائلاتهم.  لقد كان هناك الكثير من الظلم في هذه القصة وحان الوقت لاستعادة العدالة.

 

هناك من يتهمكم بتشويه سمعة المدرسة كيف تردون؟

 ليس لدينا مصلحة في ذلك، فهي مدرسة أطفالنا. وأًصلا نحن لا نمتلك وقتاً لذلك. بصراحة، هذا ليس سؤالًا يجب طرحه لأنه لا فائدة من أن يستيقظ أحد الوالدين في صباح أحد الأيام ويقول "حسنًا، ليس لدي ما أفعله اليوم، سأحرص على الإضرار بسمعة مدرسة ابنتي". لا يمكن لأي والدة بكامل قواها العقلية أن تفكر في ذلك. لم نخترع أي شيء.. المشاكل فرضت علينا  دون سابق إنذار، فتياتنا لم يكنّ مستعدات لهذه التجربة.

لقد تعرضت ابنتي لصدمة عاطفية كبيرة. إنها مكتئبة، لا تستطيع القدوم إلى المدرسة الآن، إنها تبكي فقط، لا تتحدث، لا تأكل، لا تنام.

 

كيف هو وضع ابنتك اليوم في المدرسة هل عادت للدراسة كالمعتاد؟

نعم ابنتي عادت إلى المدرسة، عمدتُ إلى تقديم طلب للإدارة، لأقول إنني لا أرغب في أي تدخل لفظي مع ابنتي لأنه لم يعد هناك أي رابط للثقة. الإدارة ترفض وتقول إنها ستستمر في المتابعة مع الفتيات وعقد اللقاءات مع ابنتي.

إنهم يتصرفون الآن وكأن شيئا لم يحدث، أحاول البقاء يجانب ابنتي لأراقب ما يجري.

لقد أعطونا  نموذجاً آخر لطلب الإستثناء الشهير. وطُلب منا التوقيع عليه. وعرضوا على ابنتي أن تتابعها مختصة نفسية إلا أن ابنتي رفضت وقالت إنني لن أثق فيمن لم يحركوا  ساكناً عندما رأوها تبكي، ولم يقدموا أي مساعدة عندما انهارت في المدرسة.

*تم استخدام صورة غلاف هذه المقالة من Freepik لأغراض توضيحية فقط.