علينا مواجهة الخصم بسلاحه

  • article

وليد حديد*

أولاً لا بد لي ان اشكر جريدة صدى المشرق لدعوتي ولدعوة اصدقائي ورفاقي التي اعتز بصداقتهم والعمل معهم خلال السنوات الماضية. لقد ساهموا كطلاب جامعيين وكناشطين في العمل السياسي والنقابي والاجتماعي.

ان كان الشعب الفلسطيني هو الخط الاول للدفاع عن القضية في داخل الارض المحتلة. السؤال كيف يمكن ان نضع القضية الفلسطينية على الخط الاول في الاغتراب؟.

 لقد حان الوقت لنا كجالية عربية في الاغتراب ان نقف وقفة مع الذات لنعرف قوتنا وضعفنا وننظر الى الامور بنظرة تحليلية ومجردة. اننا في هذا المجتمع نسعى الى العدالة والتساوي في الواجبات والحقوق.

اليوم نطرح كيف يمكن مساعدة القضية الفلسطنية التي هي من  اهم  القضايا الإنسانية في القرنين العشرين والواحد والعشرين.

من خلال هذه القضية نستطيع تقييم الديموقراطية وحقوق الانسان والقانون الدولي.

لقد مزّقت جغرافية العالم العربي وذلك بإرادة وتخطيط دولي بعد الحرب العالمية الأولى. وجاء وعد سايكس بيكو لخلق الكيان الصهيوني في فلسطين والذي هو غريب عن التعايش اليومي في المنطقة.

ان الكثير من العرب في الاغتراب يريدون العمل من اجل تصحيح هذا الخطأ التاريخي الذي لحق بشعب كان آمناً ومسالماً. السؤال الذي يطرح نفسه بشقيه

الشق الاول: كيف يمكن للبشرية عامة وللعرب خاصة تصحيح هذا الظلم والاجحاف؟

الشق الثاني: ما هو واقع الجالية الحالي والمجتمع الذي نعيش فيه وما هي السبل الممكنة والطرق التي يجب اتباعها للحصول على افضل النتائج؟

اولاً لا بد من عرض بعض ميزات واقع الجالية والدول التي نعيش فيها.

١- اننا نعيش في دول تعتمد على القانون في ادارة الدولة، ومنها المساواة وتكافؤ الفرص.

٢- ان هذه الدول هي رأسمالية بالدرجة الاولى، اي المال يسيطر على الإعلام وعلى اكثر المرافق الادارية والاقتصادية والسياسية.

٣- ان هذا المجتمع مجتمع علماني.

٤- هذه الدول بطرحها الحالي تحمي دولة اسرائيل حتى وان كانت دولة تتبجح بعنصريتها التي تتناقض مع التركيبة الداخلية لهذه الدول وميثاقها. ان التناقض واضح وهذا يعارض ميثاقها.

٥- ان الجالية العربية مفككة ولم تحدد اهدافا مشتركة في الاغتراب. فهي ما تزال ضعيفة من النواحي التنظيمية بالرغم من الاعداد الهائلة من الجمعيات والتنظيمات. وهذا ضعف يحتاج للعمل والتثقيف والمثابرة.

٦- القناعات السلبية للشعب الكندي عن العرب، وعدم فهمه للقضية الفلسطينية. والخلط بين مفاهيمه الخاطئة عن الاسلام وخلطه بين العرب والاسلام. هذا يرجع لقوة وديمومة الاعلام الصهيوني واصدقائه.

٧- الاعتقاد بان دولة اسرائيل هي دولة ديموقراطية، علمانية، نظامها شبيه بنظامه. بالرغم انها دولة دينية، عنصرية، ولا تحترم لا القوانين الدولية ولا حقوق الانسان،

الهدف هنا تغيير الراي العام وتصحيح انطباعه.

امام هذا الواقع والتحديات، نسأل السؤال التالي. ما هو العمل وكيف نحقق العدالة في فلسطين. ما هو الممكن مرحليا وما هو الهدف على المدى البعيد. اسمحوا لي ان اطرح بعضها:

اولاً يجب ان نكلّم البشر بلغتهم، وهذا يعني ان نعمل على التالي:

١- ننطلق في الطرح والمزاولة من خلال الفكر والممارسة والمعتقدات ، واخص هنا منها دولة القانون، حقوق الانسان.

٢- الوصول الى تنظيم قوى ضاغطة وقوية من خلال بناء المؤسسات العربية. اننا في قاعة نهاد حديد وفي تجمع اراء وتحديات نحاول ان نساعد بناء هكذا مؤسسات. لذلك نمدّ اليد الى الجميع ومن يشاطرنا الرغبة في تقوية مكانة الجالية وذلك لخدمة اهدافها.

 ٣- استعمال الاعلام المتاح، لذلك من المتوجب ان نقيم دراسة علمية لادوات التواصل الاجتماعي اي ايجاد مختصين في هذه الآليات وتدريب الافراد والجمعيات على الاستعمال الصحيح من خلال دروس خاصة وعامة.

٤- الانخراط في العمل السياسي ومساعدة المرشحين في المجالس النيابية والنقابية والبلدية.

٥- مواجهة الخصم بسلاحه. ان مأساوية الشعب الفلسطيني تضاهي الهولوكوست. ان الهولوكوست حصلت من خلال نظام النازية وقائده هتلر وفي مدة قصيرة من الزمن. اما تهجير وقتل الفلسطينيين الممنهج قد ابتدأ من القرن الماضي ومنذ ذلك الحين لم يتوقف بالرغم من تعاقب الحكومات الاسرائيلية. اذن المقارنة بين الإثنين ضرورية بما ان المجتمع والحكومات يعتقدان بحصول وظلم الهولوكوست.

٦- التوعيه وتجميع الطاقات العربية.

٧- تحديد الاطر ودستور اخلاقي تتفق عليه المجموعات العربية.

٨- هناك خطر حقيقي في الجالية من تقدم السن عند الرعيل الاول، لذلك يجب العمل مع الشباب للتحضير الانتقالي لقيادتهم.

٩- العمل على الربط ما بين الجمعيات الثقافية والسياسية والاجتماعية ورجال الاعمال.

وفي الختام اشكر القيمين على هذا اللقاء واقول ان البحر مؤلف من نقط ماء، وفيه تصب الانهار والمطر. ليكون بحراً فيه الخيرات والكوارث . من هنا دور واهمية القبطان. كذلك المجتمع مجموعة افراد فيه المؤسسات والجمعيات والحكومات وفيه الطاقات التي تستطيع تطويره وتقدمه.

*( مداخلة للشاعر والناشط الجاليوي الدكتور وليد حديد خلال الندوة الافتراضية التي اقامتها صدى المشرق السبت الماضي حول احداث فلسطين الاخيرة وكيفية الاستفادة منها لتفعيل نصرة القضية الفلسطينية في كندا)