رئيس جمعية "شمس الأيتام" محمد مطهر: استطاع الفريق الذي ننسق معه أن يستجيب لاحتياجات المتضررين في المغرب في أسرع وقت ممكن

  • article

صدى المشرق ـ مونتريال

يقترب عدد ضحايا زلزال المغرب من ثلاثة آلاف شخص، في حين بلغ عدد الجرحى 6125، يأتي ذلك وسط استمرار عمليات الإغاثة والبحث عن مفقودين تحت الأنقاض لليوم الثامن. هذا الواقع دفع المؤسسات وأبناء المغرب إلى التعاضد وإلى الإسراع في مساندة أهلهم وأقربائهم والإطمئنان عليهم.

هذه الحالة التضامنية رصدها موقع "صدى المشرق" من كندا تحديدا من مونتريال والجالية المغربية المتواجدة التي تسخّر كل إمكانياتها للتبرع لأبناء وطنها خاصة عبر الجمعيات التي لها من الخبرة الطويلة والثقة الكافية في عملها الخيري ونتحدث هنا عن جمعية "شمس الأيتام".

موقع صدى المشرق تحدث مع كل من نائب رئيس الجمعية وعضو مجلس بلدية مونتريال عبد الحق ساري . للحديث أكثر وتسليط الضوء على جمعية "شمس الأيتام" تحدث موقع "صدى المشرق" مع مدير الجمعية الأستاذ محمد مطهّر. 

 

استاذ محمد مطهر هلا حدثتنا عن جمعية "شمس الأيتام" وتاريخها وهل نشاطها محصور بالمغرب؟

تأسست جمعية "شمس الأيتام" في العام 2005 على أيدي عدد من الطلبة الجامعيين، ومنذ ذلك الوقت عملت مع بعض المؤسسات في المغرب. 

بدأنا آنذاك بخمس أيتام والآن بتنا نتكفل بأكثر من 2250 يتيم. كان نشاطنا الأول في جلّ ربوع المغرب، لكن المؤسسة توسعت مع مرور الوقت، فأصبحنا متواجدين في تونس خلال الجائحة وبعدها انتقلنا إلى بعض الدول الافريقية لنعمل بشكل خاص مع الأيتام في الطوغو والتشاد والنيجر.

 

 اذا شمس الايتام جمعية لها باع طويل في خدمة اليتامى وتقديم المساعدات الانسانية، كيف استجابت جمعيتكم في خطواتها الأولى لمساندة المتضررين من زلزال المغرب؟ 

ساهمت خبرة جمعيتنا في التواجد على الأرض لمساندة المتضررين من الزلزال، فمن خلال التجربة التي نمتلكها في الميدان وعلى أرض الواقع بالاضافة إلى الشركاء في المغرب الذين نعمل معهم منذ سنوات، كل هذه العوامل شكّلت فرصة جيدة ومكنتنا من التجاوب والتفاعل مع هذه الأزمة الإنسانية ومع هذا الزلزال واستطاع الفريق الذي ننسق معه والمتواجد في المكان أن يستجيب لاحتياجات المتضررين في أسرع وقت ممكن.

عملنا يختلف عن عمل الجمعيات الأخرى أو المؤسسات الأخرى التي تحاول جمع التبرعات ولكن ليست لديها تجربة في المكان، نحن نستقدم التبرعات ونوظّفها في مكانها الصحيح، الأمر الذي دفع عدد من الجمعيات التي تلقت تبرعات إلى الاتصال بنا لنقدّم لها الخبرة الميدانية لوضع هذه التبرعات في مكانها المناسب في المغرب.  

 

هل يمكن القول أنَّكم صلة الوصل بين الجالية المغربية في كندا والوطن في هذه المرحلة وكيف؟ 

مؤسستنا كانت دائمًا صلة الوصل بين الجالية المغربية في كندا ووطننا الأم المغرب، خاصة من خلال برامجنا الاجتماعية وخاصة كفالة الأيتام. والمغاربة هم شعب متضامن بطبيعته، فهم دائمًا يتضامنون مع الحالات المعوزة في بلدهم من خلال المشاركة في عدة أعمال إنسانية وخيرية سواء في مؤسستنا وهي المعروفة بشكل أكبر هنا في مونتريال وفي كيبك وفي كندا عموماً.

وشعبنا أكثر تضامناً في حالات الكوارث، والفيضانات والمشاكل التي تقع في ظروف استثنائية كزلزال تركيا وسوريا، وكفلسطين واليمن. شعبنا دائمًا متعاطف مع الكوارث والحروب، خاصة خلال هذا الزلزال  الذي يقع لأول مرة بهذا الحجم في المغرب وبهذه القوة، علماً أنه في عام 1960 في مدينة أغادير شهدنا على زلزال قوي ولكن ليس بهذه الدرجة التي سجّلت سبعة بمقياس ريختر فهذه هي المرة الأولى.

الناس المتضررون كانوا أكثر في المناطق النائية الجبلية المعوزة، حيث التنقل فيها صعب ومختلف عن المدن التي هي مجهزة والحمد لله لم يصبها الزلزال، وبالتالي عملت ولا تزال على تجهيز وتوفير جميع المستلزمات الضرورية واللوازم التي يحتاجها المتضررون لإنقاذهم.

لطالما كنّا صلة الوصل بين المغرب ووطنه، لكن في هذه المرحلة بالتحديد شهدنا على  تفاعل أكبر وتجاوب وتضامن أوسع  نظرًا للظروف الحالية.

 

لمن يريد أن يقدّم الدعم والمساندة كيف؟ وما هو الدعم المطلوب في هذه المرحلة؟ 

في هذه المرحلة الحساسة نحاول جمع التبرعات النقدية بعيدًا عن الملابس القديمة أو الجديدة، لأنَّ المدن لم تتأثر في المغرب بالتالي كل هذه الاحتياجات العينية موجودة ويمكننا إحضارها من المدن. هناك فقط نقص قليل فيما يخص الخيم لكن الحكومة وكذلك الجمعيات والمؤسسات المغربية تعمل بالإضافة إلى بعض المبادرات الفردية على تلبية هذه الاحتياجات، فالمغاربة دائمًا يحاولون الابتكار. ففي جائحة  كورونا مثلا كان المغرب من الدول السباقة في تسيير الأزمات وحاول أن يوفّر الأقنعة التي كان الجميع وجميع الدول تحتاجها وحاول في وقت قصير أن يستفيد من المعامل لتوفير الأقنعة.

الآن يحدث الشيء نفسه تقريباً، بعض الشركات المغربية تحاول أن توفّر من خلال معاملها الخيم التي يحتاجها وطنهم. علماً أنَّ بعض الخيم ستصل من تركيا وتخضع فقط لإجراءات الجمارك. بالنسبة للدعم نسأل جميع المتبرعين الذي يتعاطفون مع هذه الأزمة أن يساعدوا في هذا الظرف لأنَّه في الأيام الأولى للزلزال الناس بحاجة بشكل أكبر من أي وقت، ونحن إن شاء الله لدينا برنامج لنعمل ليس فقط على المدى القريب للمساعدة العاجلة بل أيضاً على المدى المتوسط والطويل لجهة الإعمار وبناء الطرق والمدارس والمساكن والبيوت التي تضررت من الزلزال. المنطقة جبلية وصعبة هناك دور وبيوت هشة يجب إعادة بنائها من جديد وبطرق حديثة أكثر. نرجوا كل من يريد المساعدة، بابنا مفتوح بإمكانه التبرع عبر موقعنا الالكتروني www.soleildesorphelins.org 

 

هل سيستفيد المتبرعون من الخصم الضريبي الخيري عند مساندة المغرب وكيف يساعدكم ذلك؟

 جمعيتنا معترف بها من قبل الحكومة الكندية وإدارة الضرائب الكندية، كمؤسسة خيرية المتبرعين بإمكانهم أن يحصلوا على الخصم الضريبي.

علماً أنَّه في هذه الحالة  الإنسانية الناس لا يسألون عن الخصم الضريبي، ربما قد يفعلوا ذلك بعد فترة لكن الحمدالله جميع هذه المبالغ التي تبرعوا بها، خاضعة لتحصل على الخصم الضريبي.    

 

 ماذا عن تجاوب الجالية في دعم أهل المغرب؟

كما قلت سابقًا هناك تجاوب كبير جداً جداً وكما ذكرت الشعب المغربي يقيّم التضامن الإنساني كقيمة أساسية، من يتواصل مع المغاربة سيدرك عن قرب ذلك، هناك الحمدالله دعماً دائمًا وتجاوباً، لكنَّنا حصلنا أيضاً على دعم كبير من الجالية المغاربية والجالية العربية والإسلامية. الكل تعاطف مع هذا الحدث ويريدون أن يساعدوا ويتقذوا المتضررين ولا ننسى أن هناك عدد من الكيبكيين والكنديين كذلك تعاطفوا معنا ببعض المبالغ.

 

هل ستشمل المساعدات ليبيا بعد الاعصار والضحايا الكثيرة ؟ 

اجتمعنا كمجلس إدارة وقرّرنا وفق قدراتنا أن نساهم كذلك ونتبرع لضحايا ليبيا ليس من التبرع الذي جمعناه  للمغرب بل من مال مخصص لمؤسستنا قبل تبرعات الزلزال. لدينا دعم خاص بالطوارئ مستقل سنحاول من خلاله المساعدة بمبلغ للتضامن مع أخوتنا في ليبيا. وأذكر هنا أننا سنساهم من هذا المال المخصص للطوارئ في زلزال المغرب أيضاً.

 لمن يود المساعدة بإمكانه التبرع عبر موقع جمعية شمس الايتام الالكتروني التالي: www.soleildesorphelins.org 

 

 

 

 

 

معرض الصور