لإحياء الشهر الكريم بطريقة تربوية مميزة... الرزنامة الرمضانية هدية الأطفال في الشهر الكريم من Pedagomar

  • article
فاطمة بعلبكي ـ مونتريال

 

كلما أطلّ شهر رمضان المبارك، يحتار الأهل في كيفية تقريب المفهوم العبادي لأطفالهم ومساعدتهم على تمضية الوقت بطريقة مفيدة. استثمار الشهر الكريم طرحته مؤسسة ومديرة مركز Pedagomar والاختصاصية في العلوم التربوية د. مريم نجدي عبر رزنامة تربوية رمضانية تقدّم أجواءً دينية وتساعد على تقويم سلوكيات الأطفال بأسلوب إيجابي وتحفيزيّ يحقق جملة من الأهداف لا تغفل الجوانب الرياضية والصحية والاجتماعية.

 

هل تحدثينا عن مضمون الرزنامة التربوية الرمضانية للأطفال وفكرتها؟

هي رزنامة مؤلفة من 30 باباً تمثّل عدد أيام الشهر الكريم. وكل يوم يفتح الطفل وأهله أحد هذه الأبواب لتطبيق المهمة التربوية أو الدينية. وتقوم فكرة الرزنامة الرمضانية على مجموعة متنوعة من النشاطات بحيث يشعر الطفل بالحماس لتنفيذ مهمة جديدة يومياً لأنها تحمل له طابع المفاجأة، كما أنّ المهام تعبّر عن مفاهيم وقيم مختلفة كالصدقة وصلاة الجماعة وغيرها.

وتوجد صفحتين فارغتين في الرزنامة تفسحان المجال للأهل لتحديد المهام التي يريدونها وإضافة أخرى جديدة، وبالتالي فإن الرزنامة مرنة وقابلة للتعديل حسب احتياجات العائلة وسلوكيات أطفالهم.

 

ما الدور الذي تلعبه هذه الرزنامة في تقريب المفهوم العبادي الديني للشهر الفضيل للطفل من دون إحساسه بالنفور؟

ما يجعل هذه الرزنامة الرمضانية محببة للطفل هو عنصر المفاجأة، إضافة إلى تقديم الجانب العبادي بسلاسة من دون تكرار بشكل لا يشعر الطفل بضغط المهمّات ولا تتطلب وقتاً أو جهداً كبيراً منه كالصوم عن تناول السكريات والطعام المضرّ فقط.

أما الجانب الآخر الذي يقرّب المفهوم العبادي للطفل من دون نفوره هو أن المهام المطلوبة هي بمشاركة العائلة وليست فردية، كصلاة الجماعة والصدقة، أي مقاربة العبادة بأسلوب جماعي ما يساهم في تمتين الأواصر الأسرية.

 

ما هي الأهداف التي يحققها الأهل من خلال هذه الرزنامة؟

ركزت هذه الرزنامة على تشكيلة واسعة من الأهداف السلوكية كتحميل الطفل المسؤولية مثل المشاركة في تحضير الطعام وغسل صحنه وترتيب سريره. هي طريقة غير مباشرة لتعليم الطفل التعاون وتشجيعه على المساعدة.

ومن المهام السلوكية قاربت الرزنامة معاناة الأهل من تحديد وقت استخدام الأجهزة الإلكترونية، وأعطت الطفل مهمة تقليل استخدام الشاشة واستبداله بنشاط رياضي أو رمضاني. كما تطرقت إلى معالجة الألفاظ النابية الصادرة من الطفل واستعمال كلمة "الله يسامحك" بدلاً منها، وكل ذلك كمهمة مسلية مع محاولة ترسيخها تدريجياً بتشجيع الأهل.

 

لاحظنا أن الرزنامة تسلط الضوء على المجالين الصحي والرياضي وليس التربوي فقط، لماذا اخترتِ هذين الجانبين؟

اغتنمت فرصة الرزنامة لتسليط الضوء على الجانبين الصحي والرياضي بسبب أهميتهما وبهدف تعزيز كافة جوانب النمو عند الطفل. وبعد ملاحظتي إدمان الأطفال على الأجهزة الإلكترونية وابتعادهم عن ممارسة الرياضة وضعف التواصل الاجتماعي، قررت تعزيز هذين المجالين بدمج مفهوم الصيام الديني والصيام عن الشاشات الإلكترونية واستبدالها بنشاط رياضي.

 

كيف تساهم هذه الرزنامة في تعديل سلوك الطفل وتحفيزه بالعموم؟

إن الرزنامة تشمل أيضاً سلوكيات عدة يعاني منها الأهل مع أطفالهم، وهنا يختار كل طفل سلوكا معينا بمشاركة أهله، يعملون سويًّا من أجل تحسينه طوال الشهر الفضيل مع وضع إشارة في حال نجاحه بإتمام المهمة السلوكية. إن هذا الأمر يحفّز الطفل لأن الأهل بذلك يضعون أمامه جدولاً للنجاح اليومي في تحقيق هدفه والفوز بالتحدي الجديد ومن ثم تثبيت هذا السلوك كعادة بأسلوب مسلٍ وتحفيزي.

 

ما النصائح والإرشادات الإضافية التي تقدميها للأهل للتعامل مع أطفالهم خلال شهر رمضان الكريم؟

أدعو الأهل إلى اغتنام فرصة شهر رمضان وشرح  الطقوس الخاصة به وأهمية هذا الشهر لا سيما في مجتمعنا المتعدد الثقافات، ولا بدّ من عقد جلسات عائلية وتنفيذ نشاطات مشتركة لتقريب الموضوع وإحياء الشهر الكريم بطريقة تربوية ومميزة. وفي مركزنا Pedagomar  أطلقنا سلسلة نشاطات ضمن شهر رمضان ثلاثة منها مخصصة للأطفال ونشاط للأهل. تتمثّل نشاطات الأطفال بحزورة Pedagomar  للعلماء الصغار، حيث يقدّم الأطفال حزازير رمضانية كل يوم أحد، وعلى باقي الأطفال البحث عن الإجابات بمساعدة أهلهم. ويوجد نشاط رمضاني فريد من نوعه هذه السنة هو برنامج "آية ومعلومة" يتناول الآيات بطريقة علمية، فليس هدفنا حفظ الأطفال القرآن دون فهمه بل نسعى ليبحث الطفل عن تفسير الآية ومشاركتنا الجواب عبر تطبيق "زوم" مع إجراء قرعة للمشتركين.

أما النشاط المتعلق بالأهل فهو برنامج توعوي تربوي نستضيف خلاله إختصاصيين وإختصاصيات وأيضاً مع إجراء قرعة للمشتركين، ويفوز الرابحون باستشارات مجانية في مجالات متعدّدة مثل التدريب الأسري، النطق واللغة، التغذية وغيرها.