المساكنة مجددا... والقدس عنوان الصراع  

  • article

عادل حبيب ـ مونتريال

 

على الرغم من الارباك الذي سببته جائحة الكورونا على الاداء الامريكي داخليا و خارجيا ،الا ان الزخم المتعلق بسياسة تصفية القضية الفلسطينية لم يتراجع على مستوى تنفيذ الخطوات الرئيسية،على غير ما يوحي به الواقع من جمود و مراوحة متصلة بانشغالات لاسباب تتعلق بتطورات استثنائية فرضتها الجائحة من تصاعد للاهتمامات الداخلية مرفقة بالازمة السياسية الداخلية الصهيونية....بومبيو ترك رئيسه يواجه اخفاقاته الاعلامية و "تقريعه "للصحفيين الذين ينكتون عليه بخصوص ادائه الهزيل تجاه التحدي الذي يواجهه ،وهرول الى تل ابيب ليرعى الاتفاق الحكومي بين الاضداد و ليشرف على عملية ضم الضفة الغربية و غور الاردن الى املاك الدويلة الصهيونية بما لا يزيد بارباك معلمه الذي يصارع للوصول الى الانتخابات سالما و مؤملا لولاية ثانية باقل الخسائر....

النقلة الامنية التي اجرتها امريكا باغتيالها للفريق قاسم سليماني و ابومهدي المهندس على امل وضع ايران و شبكة تحالفاتها في موقع الدفاع لتسهيل فرض تطبيق صفقة القرن ، واجهتها صفعة موازية مؤسسة لضربات اقسى تطال الوجود الامريكي في كامل الاقليم العربي و الاسلامي و تنعكس سلبا على القدرات الصهيونية وتضرب الطموحات المتعلقة بتصفية القضية الفلسطينية...الاشتباك الذي طمر المساكنة بين المحورين المتصارعين تحت ركام قاعدة عين الاسد الامريكية في العراق رجع و خمد بفعل الجائحة و متطلبات مواجهتها على طول بلاد المحورين و بالتالي عادت المساكنة لتطل برأسها. وحلّت في العراق اولا عبر حكومة الكاظمي وهي تحاول ايجاد وسيلة لمنع انهيار لبنان مع ابقاء مستويات الضغط على المقاومة و بيئتها الحاضنة .هذا في حال لم تتطور الامور قبل ان تركز المساكنة مجددا على قواعد جديدة...

ويبقى الاداء الصهيوني الذي يقتنص الفرص و يدفع الى تنفيذ برنامجه في كل الاحوال مستفيدا من حالة المراوحة دافعا المواجهة مع محور المقاومة الى مستوى صدامي مرشح للتطور والوصول الى حافة حرب شاملة....حرب ليست الان مطلوبة اميركيا وليست مخططة صهيونيا، و لكنها قد تصبح واقعاً ومخرجا لمحور المقاومة لقلب سياسة الحصار والضغوطات المكثفة على كافة اذرعه... وهذا ما لا يرغب به الاميركي ويسعى لعدم جعلها حاجة لمحور المقاومة ويعرض المساكنة مجدداً. وهو وافق على العراق كنموذج مع تذاكي في الموضوع الفلسطيني حيث يحاول تعميم المساكنة من طرف واحد...الرد الفلسطيني الشعبي يساهم دائما في وأد المخططات  الاميركية -الصهيونية من خلال عملياته التي تعيد الوهج لقضيته و التي تحاصر الخونة و المستسلمين و المطبعين مع الكيان الصهيوني....

ياتي يوم القدس هذا العام محاصرا جماهيريا بفعل اجتياح الوباء للاجتماع العام للبشر ملقياً على عاتقهم ابقاء الذكرى متقدة في عقولهم و حاضرة في مشاعرهم و من صلب برامج عملهم التي لا تطالها الكورونا و لا تشملها بالحجر ،وان غابت هذه السنة المراسم الجماهيرية لاحياء هذه المناسبة التي تتصل بصلب عقيدة المسلمين من حيث كونها اولى القبلتين التي بارك المولى القدير بها و بما حولها ، فانها لن تبقى لقمة سائغة تتناولها افواه الصهاينة سواءً منهم العرب او من والاهم عن مصلحة او لغاية في نفس معتقدهم من المتطرفين الانجيليين في امريكا . ويمكر هؤلاء ويمكر المولى القدير و هو خير الماكرين....

والسلام