الفرق بين المدارس الجاليوية والمدارس الدينية 28 يوليو, 2022 وقت الإنشاء: 02:59 م عدد القراءات: 699 وقت القراءة: 1 سامر المجذوب* - مونتريالهناك اعتقاد عام بأن ما يطلق عليه و يعرف بالمدارس الإسلامية هي هيئات تعليمية دينية ، وأن نوع المواد التي يتم تدريسها تعتمد على علم اللاهوت "الشرعي بمعناه التقليدي" الإسلامي. و هذا فهم خاطئ لطبيعة هذه المؤسسات و ماهيتها . فمن المهم ملاحظة أن غالبية هذه المدارس إما أنها لا تتلقى إعانات أو تتلقى جزئيًا فقط إعانات من سلطات المقاطعات. عند وصول البريطانيين والفرنسيين في أواخر القرن الخامس عشر إلى طول شواطئ المحيط الأطلسي "الكندي" كمهاجرين جدد ، ظهر مفهوم المؤسسات التعليمية الدينية او التي هي تحت اشراف هيئات دينية . و في أثناء الحكم "الفرنسي" لكندا ، تم لاول مرة إنشاء مدارس الهيئات الدينية. كانت ادارة المدارس الأولى في فرنسا الجديدة من قبل الكنيسة الكاثوليكية . في أوائل القرن التاسع عشر ، تحركت الحكومات "المستعمِرة " لإنشاء أنظمة تعليمية ممولة من القطاع العام. من تبعات هذا التوجه ، انقسم البروتستانت والكاثوليك بشدة حول كيفية تدريس التربية الدينية والأخلاقية moral and religious studies . في كندا "العليا" upper Canada انذاك ، رفضت الأقلية الكاثوليكية الممارسة البروتستانتية للتعليم "الديني التوراتي" في المدارس. في كندا السفلى lower Canada ، من ناحية أخرى ، اعترضت الأقلية البروتستانتية على نظام التعليم الذي غرس العقيدة الكاثوليكية الرومانية. وهكذا ، في كلا المنطقتين الجغرافيتين ، تم إنشاء نظامين تعليمين مختلفين : أحدهما كاثوليكي والآخر بروتستانتي. عندما تم إنشاء الاتحاد الكونفدرالي الكندي ١٨٦٧، ، تم تكريس هذه الأنظمة المدرسية في قانون "أمريكا الشمالية البريطاني" لعام 1867. من ناحيتها انفردت كولومبيا البريطانية بإنشاء نظامٍ مدرسيٍ لا يرتبط "مذهبيا " بأي توجه كاثوليكي او بروتستانتي و ذلك في عام 1872. استنادًا إلى الجزء المذكور أعلاه من التاريخ الكندي ، يتضح أن المدارس الدينية في حد ذاتها تُدار بشكل أساسي من قبل هيئات دينية ، وتوزع مناهجها ، وتركز على الدراسات اللاهوتية. على الرغم من أنه قد يتم تقديم بعض الدورات المعاصرة في مثل هذه المؤسسات التعليمية ، إلا أن التدريس يتم تحفيزه ويدور حول المفاهيم والعقائد الدينية. على الجانب الآخر من يظهر ما يمكن أن يسمى المدارس المجتمعية/الجاليوية community schools. نشأ هذا النوع من المدارس مع تدفق موجات من المهاجرين الذين اعتبروا كندا بلدهم بعد إنشاء الكونفدرالية عام 1867. بدأت "الأمة" الحديثة الولادة تشهد على تشكيل مدارس الجاليات في جميع أنحاء البلاد. تمثل مدارس المجتمعية/الجاليات حاضنة يساهم بها ثلّة من التربويين و الاداريين والأسر و المهتمين المجتمعيين يلتقون معاً لانشاء مؤسسات تعليمية لتقديم مستوى دراسي متقدم مع تقديم خدمات و دعم متميز و خدمات، للطلبة من الأطفال و الشباب . من المتعارف عليه ان تستجيب كل مؤسسة تعليمية مجتمعية للاحتياجات تعني جالية معينة بشكل خاص . في أذهان جزء من مؤسسي وإداريي المدارس المجتمعية/الجاليوية ، تتمتع هذه الهيئات التعليمية بمناخ وثقافة وتعاليم "دينية" عالمية universal religious values الى حد ما ، تمكن الطلاب من تطوير الكفاءات المعرفية والاجتماعية والعاطفية والمدنية والأخلاقية ، وتساعدهم على تطوير القدرة على الابداع و التكيف وتواصل دورة التعلم ورحلة الحياة داخل المجتمع ككل. على كل المدارس المجتمعية/الجاليوية والمدارس العامة، الرسمية، التي تمولها حكومات المقاطعات في كندا ان تتبع مناهج محددة ، وتعمل المؤسسات التعليمية وفقًا للمبادئ التوجيهية والقواعد العامة التي تحددها وزارات التعليم المحلية، و هذا ينطبق على كل مراحل التدريس الابتدائية و الثانوية . قد يُطرح سؤال مشروع: لماذا يوجد خلط ما بين تعريف ماهية المدرسة الدينية وماهية المدرسة المجتمعية ، بالرغم من أن تعريفاتها واضحة ؟ وتجدر الإشارة إلى أن التصورات وفهم الكلمات بما تحمله من معاني قد يتنوع اعتمادًا على الخلفية اللغوية والثقافية للمتحدثين من جهة والمستمعين على الجانب الآخر. قد يؤدي هذا الاختلاف في الفهم إلى حدوث بعض الارتباك وسوء فهم المصطلحات والتعبيرات المستخدمة من قبل المجتمعات العرقية والثقافية المختلفة التي تشكل مجتمعًا واحدًا في دول مثل كندا. كلمة "دين"، على صعيد المثال ، في سياق المجتمعات الغربية المعاصرة التي نشأت في أوروبا هي عبارة عن عقيدة لاهوتية الى حد بعيد . و لها خصائص محددة لفئة معّينة من الناس دون غيرهم ، بينما في بعض المجتمعات التي اصولها من جزء آخر من العالم ، مفهوم "الدين" يعكس لديها الهوية الثقافية والطقوس والقناعة والعادات الاجتماعية. يمكن إثبات مثال واضح آخر على مثل هذه المفاهيم الخاطئة من خلال الارتباك حول طبيعة المجتمع المسلم أو المدارس "الإسلامية" الجاليوية في جميع أنحاء كندا. هناك اعتقاد عام بأن هذه المؤسسات هي هيئات تعليمية دينية ، وأن نوع المواد التي يتم تدريسها يعتمد على علم "اللاهوت" الإسلامي. و هذا الفهم العام خاطىء بكليته . من المهم ملاحظة أن غالبية هذه المدارس إما أنها لا تتلقى إعانات أو تتلقى جزئيًا فقط من سلطات المقاطعات. و هناك حقيقة اخرى ان حكومات المقاطعات هي من تمنح تصاريح permits ، لإنشاء المدارس الجاليوية على غرار قريناتها من المؤسسات التعليمية العامة الرسمية والخاصة منها . علاوة على ذلك ، تلتزم المدارس "التي تدار من قبل الجالية الإسلامية" المناهج الرسمية التي تعتمدها وزارة التعليم بشكل كامل . على سبيل المثال ، تحتوي برامج الفصل في كيبيك من 35 إلى 37 حصّة ، بما في ذلك حصص من اثنين إلى اربع في الأسبوع يمكن اعتبارها ذات طبيعة "إسلامية" اذا صح التعبير ، مثال قراءة القرآن الكريم ، والتي تُستخدم ايضا لتعليم كيفية قراءة اللغة العربية . و اخرى تزود الطالب بمفهوم مبدأ القيم الإسلامية العالمية و الأخلاق. مقارنة سريعة بهذه النسبة بين الحصص المطلوبة من قبل وزارة التعليم والتي تمثل النسبة الاكبر من حصص التعليم مع الاخرى ذات طابع مخصص ، لا يمكن اعتبار هذه المدارس انها هيئات تعليمية دينية باي شكل من الاشكال . اضف الى ذلك ان مدارس الجالية المسلمة في كندا يديرها متطوعون من "من المجتمع المدني " المسلم وليسوا من ما يطلق عليه في الثقافة الغربية من "رجال دين". و هذه اضافة مهمة جدا للتأكيد مرّة اخرى ، ان المؤسسات التعليمية التابعة للجالية المسلمة في كل انحاء كندا انما هي مدارس مجتمعية/ جالوية. يشترك الكنديون المسلمون في انحاء البلاد مع المجتمعات الأخرى لتأسيس النسيج الاجتماعي للأمة الكندية فضلًا عن التعددية الثقافية التي تم تبنيها في السبعينيات من القرن الماضي. "التعددية الثقافية تضمن أن جميع المواطنين يمكنهم الحفاظ على هوياتهم ، ويمكنهم الافتخار بأسلافهم ولديهم شعور بالانتماء". و هذا الاعلان المتميز يدعم فكرة الفخر المجتمعي community pride والمساواة بين جميع المواطنين وحب الوطن ،كندا. المدارس العامة / الخاصة والمجتمعية ، سواء كانت مدارس للمجتمع الإسلامي أو مدارس للمجتمعات الاخرى و التي تشكل المجتمع الوطني الاكبر ، تشترك كلها في معظم ما يدور حوله التعليم التقليدي. اصل المقالة باللغة الانكليزية و نشر سابقًا في هافينغتون بوست . يمكنكم مراجعته من خلال الضغط على الوصلة التالية : The Difference Between Community And Religious Schools | HuffPost Life*رئيس المنتدى الاسلامي الكندي