تحليل: كيف يخسر حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك؟

  • article

تساءل الصحفي والسياسي جان فرانسوا ليزيه في صحيفة Le Devoir حول كيفية امكانية خسارة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك الذي يتزعمه فرونسوا ليغو.

وكتب في مادته أنَّ هذه الخسارة ليست توقّع وفي الوقت نفسه هي ليست مستحيلة، خاصة أنَّ المقابر السياسية مليئة بقادة الأحزاب الذين اعتقدوا أن انتخابهم - أو إعادة انتخابهم - أمرٌ مضمون.  

ويكشف الكاتب عن أحدث استطلاع للرأي أجرته مؤسسة ليجيه وأظهر أنَّ حزب ليغو سيحصد 42٪ من الأصوات، متقدمًا بفارق 25 نقطة عن الليبراليين. 

ويسلّط الكاتب الضوء على هذا التقدم، ويقول إذا كان المؤيدون لفرونسوا ليغو متأكدين تمامًا من فوزه وأنَّ اللعبة قد انتهت فلماذا يكلفون أنفسهم عناء الذهاب إلى صناديق الاقتراع؟ فغياب التشويق برأي الصحافي هو عدو التعبئة.

ويضيف إنّ اليقين من إعادة انتخاب حزب ليغو، يدفع الناخبين إلى مناقشة ليس اسم الفائز المعروف، بل مدى ضرورة منح هذا الفائز تفويضًا قويًا أم لا، كما أنَّه من  شأن الحملة الانتخابية التي تركّز على أسباب عدم منح "كل السلطة لليغو" أن تجذب المزيد من الانتباه إلى أوجه القصور في الحزب الحاكم، والتي هي حقيقية لكن المعارضة تضخّمها وأيضاً وسائل الإعلام.  

وبالتالي فإن ناخبي حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (CAQ) الذين هم واثقون جدًا من الفوز وسيمتنعون عن التصويت، سيسمحون لقطار المعارضة بالمرور، خاصة في ظل غياب خريطة دقيقة لتأثير امتناعهم عن التصويت على النتيجة.

 فمن المستحيل، خاصة خلال الصراعات، التنبؤ بما سيكون عليه مجموع هذه الغيابات عند وضع الألوان على خريطة الدوائر الانتخابية.  

ويتابع الكاتب ليتحدث عن العامل الثاني الذي يهدد حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك CAQ هو التقليل من شأن خصومه من قبل الجمهور، والمقتنع إلى حدٍّ كبير بضعف المعارضين، وبالتالي فإنَّ توقعاته منخفضة جدا تجاههم.

ويتابع الكاتب ليشير إلى أنَّه في كل مرة تقريبا يظهر فيها وجه جديد خلال مناظرة انتخابية فإنَّه يحصل على نقاط، وإذا كان الشخص كفوءا وواضحا وقتاليا فإن النقاش يسمح له بأن يحذب مؤيدين يقظين لم يكونوا حتى ذلك الحين على دراية بنقاط قوته وحججه.  

وبالتالي، لا يمكن لزعماء المعارضة الأربعة الجدد إلا أن يحققوا تقدما، فيكفي أن يحصل الجميع على خمس نقاط - وأن يخسر ليغو 20 نقطة - حتى تضيق الفجوات بشكل خطير، الأمر سيتفاقم في اللحظة التي تسير الأمور بشكل خاطئ لدى حزب ليغو، كل ما يتطلبه الأمر هو بيان سيئ ، مرشح نجم يخطئ، تراجع طفيف في استطلاع الرأي. 

ويستشهد الكاتب بما جرى خلال حملة 2018، عندما مرّ فرانسوا ليغو بواحدة من تلك الفترات المثيرة للقلق، حينها لم يعد بإمكانه الإجابة على أسئلة بسيطة حول الهجرة. ولحسن حظه وجد الناخبون في نهاية المطاف أنه من المهم التصويت لـ  حزب ليغو للتخلص من الليبراليين بدلا من معاقبته على عدم استعداده.  

إلاّ أنَّ هذه الحماية غير متوفرة في عام 2022، فلم يعد فرانسوا ليغو وحزبه يمثلان التغيير. إنهم ليسوا حصنًا ضد ليبراليي الأمس، كما أنَّه أصبح من الواضح أن القاسم المشترك لنجوم CAQ حزب ليغو هو طعم السلطة، وليس التعطش للتغيير.

ويختم الكاتب ، وهو الرئيس السابق للحزب الكيبكي (PQ) ، إذا كان هذا الشعور سيستقر بشكل دائم ، فسوف يضطر الحزب المنتهية ولايته إلى القيام بحملته الانتخابية، ليس على أساس نوعية فريقه وبرنامجه، بل على أساس العدم المفترض لوجود حكومة بديلة بين معارضيه. 

  ‏‏