فرانسوا لوغو .....المهاجر العنيف

  • article

حسين الهاشمي - مونتريال

بداية يجب ان يعلم السيد لوغو رئيس الوزراءا الحالي لمقاطعة كيبك بانه هو شخصيا و اعضاء حزبه  ليسوا من سكان كندا الاصليين وانهم ابناء مهاجرين جاء اجدادهم او اباؤهم الى كندا ليعتاشوا ويعيشوا، وانهم من قوميات واجناس اجنبية حطوا على الاراضي الكندية وبالتالي لو اعترفوا بهذه الحقيقة او اخبرهم احد بها فانهم سيهدؤون قليلا ولن يتصرفوا وكانهم سكان كيبك الاصليين، ولن يصرحوا بما يوحي بانهم اصحاب هذه الارض الحقيقيين فيفكروا قبل ان يسنوا القوانين المجحفة او ان يطلقوا التصريحات العنصرية ضد غيرهم من المهاجرين ويعالجوا العقد النفسية التي يعيشونها فيبطئوا من سرعتهم في الحديث و التصريح الذي يجعلهم يعتذرون فيما بعد .

هذه هي الحقيقة التي لو عقلها لوغو ولم يزوّر التاريخ فانه سيعلم بان تقاليد وعادات ابائه واجداده المهاجرين هي ليست الثقافة او العادات او التقاليد لهذه الارض واذا فرضها اجداده على السكان الاصليين بالقوة وباساليب لا انسانية اكتشفت منذ فترة ولا زالت تكتشف والتي يندى لها جبين الانسانية، فان هذا لا يعني ان لوغو وحزبه يستطيعون فرضها بنفس تلك الاساليب ثانية على سكان مقاطعة كيبك. لان الوضع الحالي لن يسمح لهم باستخدامها، بل وان السكان انفسهم لن يسمحوا لهم بذلك ، ومثلما احترم سكان كيبك الاصليون العادات و التقاليد التي جاء بها اجداد لوغو واعضاء حزبه فانه عليه ان يحترم عادات وتقاليد غيره من المهاجرين الذين يفدون الى هذه المقاطعة .

هناك فرق كبير بين اجداده وبين المهاجرين الجدد فاولئك استخدموا العنف و اختراع القوانين التي سمحت لهم بمصادرة حقوق واموال واراضي السكان الاصليين ولكن المهاجرين الجدد مسالمون جاؤوا ضمن قوانين وشروط لا يعتدون فيها على حقوق احد واذا كانت مفردة العنف التي يصف بها لوغو المهاجرين الجدد هي تهمة اطلقها واعتذر عنها لاحقا فانها فانما تعيش ضمن الجينات الموروثة من اولئك الذين جاؤوا بحجة ايجاد سبل العيش في مجتمع متصالح متسامح فاستغلوا تلك الصفات ليعتدوا على سكان الارض الاصليين ويفرضوا عليهم ما هو مجحف.  ولان العنف المسلح لن يسمح به احد الان فانه وحزبه لجؤوا الى العنف القانوني باقرار قوانين تحمل في طياتها العنف و الحقد والكراهية ضد الاخرين سواء أكانوا من السكان الاصليين او المهاجرين من غير قومياتهم وما زلة اللسان الاخيرة حول الهجرة و المهاجرين الا دليل على حقيقة ما يضمره هذا الحزب من كراهية وحقد اتجاه القوميات و الاجناس الاخرى متسلحا بالقانون الذي اخترعه اجداده ويحاول هو استغلاله لتثبيته  .

لذا فقولوا للسيد لوغو وحزبه انكم ابناء مهاجرين ويجب ان تتذكروا ذلك وعليكم احترام هذه الارض التي استقبلتكم كما يحترمها من تستقبلهم من غيركم .

اما نغمة التقاليد و الثقافة الكبيبكية وان على القادمين والموجودين ان يندمجوا بها فهذه نكتة اخرى اخترعها اجدادهم واورثوها لان التقاليد والعادات والثقافة الكيبكية هي ثقافة وعادات السكان الاصليين الذين ينتشرون على مساحة الاراضي الكندية كلها والمهاجرون هم من ينقلوا ثقافات غريبة على هذا البلد. واذا سمح السكان الاصليون بان يمارس غيرهم عاداتهم وتقاليدهم فهذا لا يعني ان الآخر يفرض عادات وتقاليده بالقوة و السلاح وبالإبادة ثم ياتي الآن ليفرضها بما يسميه قانونا. نعم، في كندا ككل هناك قوانين تسمح للجميع بممارسة ثقافاتهم وتقاليدهم وعاداتهم بما لا يتعارض او يلغي ثقافات وعادات الاخر، وبالتالي فعلى السيد لوغو وحزبه ان يندمجوا بالثقافة و التقاليد و العادات الكندية التي تحترم الاخر ولا تلغيه وعليه ان لا يلغي الاخر لان كندا لم تلغه اساسا. واذا وجد صعوبة في الاندماج في الثقافة الكندية العامة فيمكنه هو  ومن يرغب من اعضاء حزبه الرحيل الى البلدان التي جاء منها اباؤهم واجدادهم ليمارسوا هناك ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم الغريبة عن المجتمع الكندي .

نعم هناك عادات وتقاليد وثقافة كيبكية ولكنها تخص السكان الاصليين وحسب القبائل التي تعيش في المناطق المختلفة ولا تعني المهاجرين ومن هنا فانه ادعاء صلف ووقح عندما يدعو لوغو وحزبه المهاجرين من غير قوميتهم بالاندماج بالثقافة الكيبكية وكانها الاصلية وليست التي جاءت من الخارج مع اجدادهم ،

نحن لا نسمع بان هناك ثقافة اونتاريوية او البرتيه او سسكتشوانية او هاليفاكسية بل تقاليد وعادات وثقافة كندية متسامحة ومتقبلة للآخر. واذا لا يستطيع السيد لوغو وحزبه الاندماج بالثقافة والتقاليد الكندية فان الطيران متوفر بعد انتهاء جائحة كورونا فليهاجر الى بلدان اخرى او يعود لموطن ابائه واجداده ويستمتع هناك بتقاليده وعاداته .

ان فرض الديكتاتوية على سكان كيبك من قبل مجموعة مهاجرة تدّعي ملكيتها لهذه الارض غير مقبول واتهام الاخرين بالعنف او غيره من الصفات الغير حميدة مرفوض في المجتمع الكندي واطلاق الاتهامات والتجييش العنصري ثم الاعتذار عنه غير مقبول والحصول على عدد من الاصوات تخول القيام باقرار قوانين تصادر حريات الاخرين مرفوض . ببساطة من لا يستطيع التعايش السلمي مع الاخر فمطار پيير ترودو ( الذي وضع لائحة حقوق الانسان ) ليس ببعيد.

 *الصورة من صفحة ليغو على الفيسبك