أول الكلام : بين معاداة السامية والصهيونية: خلط متعمد

  • article

 تبذلُ منظمة "بْناي بْرِث" جهوداً لدفع نواب المجلس النيابي في مقاطعة أونتاريو لتبني تشريع تجريمِ النشاطات الموجهة ضد الاحتلال الاسرائيلي المتمثلة بِمقاطعة مؤسساته التعليمية وبضائعه التجارية، واعتبارِها شكلاً من أشكال معاداة السامية.

 وحالياً تستكملُ هذه الجهودَ منظمةٌ أخرى تسمي نفسها "التحالف الدولي من أجل تخليد ذكرى المِحرقة". وهي تركز جهودها على المؤتمر العام في الشهر القادم للحزب الديمقراطي الجديد، من خلال ممارسة الضغط الإعلامي والنفسي على أعضائه لدفعهم إلى التصويت على اعتبار مقاطعة الكيان الاسرائيلي شكلاً من أشكال العداء للساميَّة، وبالتالي الوصول إلى إسكات أصوات جميع الناشطين في المجال الإنساني لنصرة الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال...

أما لماذا التركيز على الحزب البرتقالي؟ هذا يعود بالطبع إلى السمة الغالبة على العديد من أفراده والناشطين البارزين في أوساطه على أنهم ذوي خلفية يسارية تحفزهم على الإهتمام بالقضايا التي تتعلق بالشعوب المضطهدة وبحقوق الطبقات العمالية الفقيرة...

 وبدا واضحاً في تغريدات مركز الشؤون الاسرائيلية واليهودية على تويتر أن هناك امتعاضاً واضحاً من موقف شخصيتين أساسيتين في الحزب هما سْفند روبنسون وليبي دايفيز، اللذين تقدما بمشروع اقتراح للتصويت على منع ربط معاداة إسرائيل بالسامية، ما دفع  بجماعات الضغط الصهيونية في كندا إلى مواصلة المزيد من الضغوط من أجل إضعاف الجهات المؤيدة للقضية الفلسطينية داخل الحزب الديمقراطي الجديد لمصلحة الاختراقات المستجدة المناوئة لها.

 هذا النزال دفع بمثقفين كنديين إلى إطلاق عريضة ضمت تواقيعَ أكثر من خمسمائة شخصية جامعية من شرق البلاد إلى غربها، تندد بمحاولات منظمة "التحالف الدولي لتخليد ذكرى المحرقة" لإسكات الأصوات المعارضة للاحتلال الاسرائيلي واعتبار ذلك مخالفاً لقوانين البلاد وشرعة حقوق المواطن التي ضمنت للجميع حرية التعبير عن آرائهم السياسية.. كما نصت العريضة على أن معاداة السامية شكل من أشكال العنصرية، تماماً كما هو التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني. ومن المرجح تصاعد هذه الحملة وتوسعها في الأوساط الجامعية والثقافية الكندية، سيما بعد ما شهدته بعض جامعات تورنتو من تنحية بعض الأساتذة عن وظائفهم بسبب مواقفهم المدافعة عن حقوق الفلسطينيين في عيش كريم...

فهل يفلت الحزب المعارض من خطة لَيِّ ذراعه وتغيير لون مواقفه التاريخية تجاه قضايا الشعوب؟ أم يلحق بركب الحزبين الكبيرين في البلاد: الأحرار والمحافظين؟؟                                                                                     التحرير