تحليل: لماذا يتعرض الأطفال لضربة قوية من فيروسات الجهاز التنفسي؟

  • article

كتبت لورين بيلي الصحفية في سي بي سي نيوز المتخصصة في تغطية العلوم الصحية والطبية، حول تعرّض الأطفال لموجة من فيروسات الجهاز التنفسي.

وفي تحليلها في سي بي سي نيوز تؤكد لورين أنَّ مستشفيات الأطفال في كندا لا تزال تحت ضغط شديد وسط عودة ظهور فيروسات الجهاز التنفسي في مرحلة الطفولة، والنقص المستمر في أدوية الألم للأطفال، وعودة موسم الأنفلونزا السنوي.

ففي جميع أنحاء البلاد، تظهر البيانات الفيدرالية أن عدوى الفيروس التنفسي (RSV)  أعلى من المستويات المتوقعة لهذا الوقت من العام وتستمر في الازدياد. بينما تنتشر الأنفلونزا أيضا على نطاق واسع، وفي وقت أبكر من المعتاد.

من الواضح أن العاملين في مجال الرعاية الصحية يتدافعون لرعاية مستويات "غير مسبوقة" من المرضى الشباب المصابين بأمراض خطيرة، حيث تلجأ بعض المرافق الكندية الآن إلى إلغاء الجراحة ونقل المرضى من أجل توفير مساحة.

وتتساءل الكاتبة ما هو أقل وضوحا هو - لماذا هناك الكثير من الأطفال المرضى ، في وقت واحد؟

في حين يقول العلماء إنه من الصعب معرفة الإجابة الكاملة، إلا أن لديهم بعض النظريات.

فعندما يتعلق الأمر بالضغط الناجم عن RSV ، تقول عالمة المناعة ديبتا بهاتاشاريا، الأستاذة في جامعة أريزونا، إن حالات الإصابة بفيروس RSV انخفضت إلى أدنى مستوياتها في عام 2020، "على الأرجح بسبب التدابير الصحية لتجنب الإصابة بكوفيد" - وهي مجموعة من الاحتياطات التي شملت التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة وعمليات الإغلاق واسعة النطاق التي بدأ خلالها جزء كبير من القوى العاملة العمل من المنزل.

وقالت إن هناك تأثيرا على مستوى السكان من تخطي عام من العدوى ، لأن إنتاج الأجسام المضادة للجهاز المناعي بعد الإصابة بفيروس RSV ينخفض بسرعة إلى حد ما.

وهو وضع حذَّر منه العديد من العلماء الكنديين في تعليق على RSV نشر في تموز/يوليو 2021 في مجلة الجمعية الطبية الكندية حيث ذكر "لعدة أشهر، لم تشهد كندا أي حالات إصابة بفيروس RSV تقريبا، مما قد يعني أن النساء الحوامل والرضع والأطفال ستكون مستويات المناعة لديهم منخفضة".

وتضيف الصحفية بيلي أنَّه من المعروف إلى حد كبير أن RSV يسبب أعراضا خفيفة لدى معظم الأطفال والبالغين الأصحاء، ولكن الرضع وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة يمكن أن يعانوا من مرض خطير.

حيث تشير الأبحاث إلى أنه في بعض الحالات، قد تكون العدوى في مرحلة الطفولة مرتبطة بالتطوراللاحق لفيروس RSV الحاد أو غيره من تأثيرات الجهاز التنفسي طويلة الأجل - وهو فيروس قادر على إصابة الناس مرارا وتكرارا طوال حياتهم.

وفي هذا السياق تحث جمعية أونتاريو الطبية الناس على ارتداء الأقنعة في الداخل والحصول على لقاحات الإنفلونزا وكوفيد-19 مع تزايد المخاوف من أن الارتفاع الحاد في حالات الإصابة بالإنفلونزا يمكن أن يطغى على نظام الرعاية الصحية الذي يشهد بالفعل تدفقا لمرضى فيروس RSV و COVID.

تتساءل الصحفية عن الدور الذي لعبه كوفيد. وهنا تنقل حديثا للدكتور ديفيد نايلور، الرئيس المشارك لفرقة العمل الكندية المعنية بالمناعة ضد كوفيد-19،  والذي قال إن الدور "المعقول" لكوفيد في أزمة الأطفال الحالية هو كعامل مساعد، يعطل الاستجابات المناعية ويفاقم تأثير كل تلك التعرضات  للفيروسات الأخرى.

وقال في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى شبكة "سي بي سي نيوز": "الأدلة على هذا المفهوم ضعيفة حتى الآن، لكن هذا الفيروس السيئ مليء بالمفاجآت غير السارة".

وحول توصيات الحلول المقترحة لتخفيف الأزمة تقزل الكاتبة إن من مرافق الرعاية الصحية للأطفال في جميع أنحاء البلاد أكدت أنَّها تفوق طاقتها الاستيعابية وتعاني من نقص في الموظفين.  وفي الأسابيع الأخيرة، قال المسؤولون الفيدراليون إنهم حصلوا أخيرا على إمدادات أجنبية من أدوية الحمى والألم للأطفال لتخفيف النقص المستمر منذ أشهر، على أمل منح الآباء قدرة أكبر على علاج الأطفال المرضى في المنزل.

كما تتزايد المحادثات حول استخدام الكمامة للتخفيف من انتقال الفيروس، حيث دعا كبار مسؤولي الصحة العامة في العديد من المناطق الجمهور إلى ارتداء الكمامات هذا الخريف والشتاء.
*الصورة من Freepik