حتى الآن لم نر من الحكومة عملا جديا و فعالا لمحاربة الإسلاموفوبيا

  • article

الاستاذ حسن غية ـ مونتريال

خاص صدى المشرق

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،

بِسْم الله الرحمن الرحيم،

{وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)} [البقرة : 155-156]

 الكراهية والإرهاب والاسلاموفوبيا، مرة أخرى، تزهق أرواح الأبرياء لمجرد أنهم مسلمون. هذه المرة في لندن ، أونتاريو. كفى، يجب أن نضع حدا للكراهية و الارهاب و الاسلاموفوبيا.

إن هذا الاعتداء الإرهابي على المواطنين الآمنين يعيدنا بالذاكرة إلى يوم التاسع و العشرين من كانون الثاني (يناير) من عام 2017 عندما دخل إرهابي آخر مسجد كيبيك الكبير ليطلق رصاصه الآثم على صدور الأبرياء، لا لشيئ، إلا لأنهم مسلمون.

 نسأل الله تعالى أن يتغمد برحمته الواسعة سلمان، و مديحة، و لبنى، و طلعت، و بوبكر، و خالد، و عبدالكريم، و عزالدين، ومامادو و إبراهيما، و أن يتقبلهم جميعا في عداد الشهداء و أن يسكنهم فسيح جنانه مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا.

 إن الفتى إبن السنوات التسع الذي يصارع الموت على سرير المستشفى و الذي اصبح يتيم الأم و الأب بعد أن فقد أمه و أباه و أخته و جدته في هذا العدوان الآثم، أقول ان مصير هذا الفتى يذكرنا و إن كنّا لم ننسَ و لا يمكن أن ننسى مصير الشهيد الحي أخينا أيمن دربالي الذى تركه العدوان الآثم في مسجد كيبيك مشلولا مدى الحياة.

 لقد آن الأوان لأن يتخذ المسؤولون في كندا على المستويات الثلاث، المستوى البلدي و مستوى المقاطعات و المستوى الاتحادي موقفا مسؤولا  ضد الإرهاب و العنف و الإسلاموفوبيا و خطاب الكراهية

 لقد اتخذت الحكومة الكندية قرارا بإعلان يوم التاسع و العشرين من شهر كانون الثاني (يناير) يوما للذكرى و العمل لمحاربة الإسلاموفوبيالقد رأينا إحياء الذكرى و لكننا للأسف حتى الآن لم نر عملا جديا و فعالا لمحاربة الإسلاموفوبيا.

 في خطابي في تشييع شهداء كيبيك عام 2017  طالبت المسؤولين بإتخاذ التدابير اللازمة لمحاربة خطاب الكراهية و العنف و ذلك ليكون شهداء كيبيك آخر من يسقط ضحية العنف و الكراهية و لكن للأسف لم نرٓ تغيرا ملموسا على أرض الواقعبعد الاعتداء على مسجد كيبيك كان هنالك اعتداءات عديدة، كان الاعتداء الأخير في مدينة لندن في أونتاريو أكثرها دمويةلقد قُتِل احدُ الإخوة أمام المسجد في منطقة تورونتو الكبرى و أُطْلِق الرصاص على مسجد الصحابة في شرق مدينة مونتريال و هنالك المضايقات التي تتعرض لها الأخوات المسلمات، خاصة المحجبات منهنو أخيرا ها نحن الآن نودع أربع شهداء آخرين و نعيد مطالبتنا للمسؤولين بضرورة تحملهم المسؤلية و سنِّ القوانين و اتخاذ الإجراءات التي من شأنها أن تجعل من شهداء مدينة لندن، أونتاريو آخر من يسقط ضحية الكراهية و العنف و الإرهاب و الإسلاموفوبيا.

 إنني ادعو الجميع لمساءلة المسؤولين على المستويات الثلاث و حثهم على التحرك بسرعةنحن في بلد ديموقراطي و هنالك انتخابات دورية و تداول للسلطةالإنتخابات آتية لا ريبَ فيهاهنالك احتمال إجراء انتخابات فيديرالية الخريف القادمبالنسبة لنا في كيبيك هنالك انتخابات بلدية في الخريف القادم و انتخابات لبرلمان وحكومة المقاطعة العام القادملا شك ان العديد من المرشحين  سيطرقون أبوابنا و سيزورون مساجدنا و كنائسنا للحصول على أصواتناعلينا أن نسائلهم و نعلمهم أن من لا يسمع صوتنا الآن لن ينال صوتنا في صناديق الإقتراعكما كان شعار الحملة الشعبية بعد مقتل جورج فلويد على يد الشرطة الأميريكية: " حياة ذوي البشرة السمراء لها قيمتها" يجب أن يكون شعارنا و يجب أن يعرف الجميع أن حياة المسلم لها قيمتها أيضا.

 و أخير أقدم أحر التعازي لعائلة الضحايا و كامل التضامن مع الجالية الاسلامية في اونتاريو و جميع أنحاء كندا و إنَّا لله و إنَّا إليه راجعون.