التنافس على رئاسة حزب المحافظين : پاترك بروان الظاهرة الملفتة جداً للانتباه…! 08 مايو, 2022 وقت الإنشاء: 09:44 م عدد القراءات: 557 وقت القراءة: 1 سامر مجذوب – مونتريال* لم يكن غريباً ان تشهد المنافسة الانتخابية على قيادة حزب المحافظين الفيدرالي حالات شد و جذب بين المرشحين حول البرامج الاقتصادية و السياسية و التوجهات الاجتماعية باشكالها المختلفة . الا انها كلها كانت تجري بمجملها تحت عناوين معروفة تاريخيا و تقليديا على أنها يمينية الاتجاه . و حتى ان برامج المرشحين كانت في كثير من الاحيان تتنافس فيما بينها ايها اكثر يمينية من الاخرى . و لم تكن الشعبوية منها و المتطرفة بعيدة كثيرا عن بعض هذه البرامج المطروحة اثناء و بعد انتهاء الانتخابات داخل الحزب . و من السياسات داخل الحزب المحافظين التي كانت تثير القلق، و القلائل المجتمعية في بعض الحالات، كانت لها الارتباط في توجهات الحزب و علاقته مع جزء من مكونات النسيج الكندي و سياسات خارجية منحازة في قضايا دولية حساسة لها خصوصيتها المعروفة . في هذا الاطار و في ظل قيادة ستيڤن هارپر للحزب و لرئاسة الحكومة الفيدرالية كانت العلاقة ملتهبة في كثير من المراحل بين حزب المحافظين، و بالتالي الحكومة الفيدرالية التي كان يقودها،، و بعض مكونات المجتمع الكندي، و منها المسلمة . كان يشوب هذه العلاقات حالة من التوتر الشديد بسبب سياسات اعتبرها الكثير من المراقبين قائمة على التفرقة بين مكونات المجتمع الوطني . اضافة الى استهداف فج تحت عنوان عريض اسمه الاسلاموفوبيا. اضف الى ذلك توجهات سياسية خارجية كانت تصب الزيت على نار حالة عدم الثقة الثابتة في سياسات حزب المحافظين اليمينة انذاك . و من هنا يأتي بروز احد المرشحين الحاليين المتنافسين لقيادة حزب المحافظين في المرحلة القادمة ، پاترِك بروان براون ، كظاهرة ملفتة للنظر جدأ ، من منطلق ايجابي بحيث تتناقض ظاهرة السيد بروان مع الصورة النمطية عن حزب فيدرالي حكم البلاد بالتناوب مع حزب الليبرالي منذ تأسيس الكونفدرالية الكندية في عام 1867 . پاترِك بروان لم يأتي من فراغ . فالرجل له باع طويل في العمل السياسي و كان زعيما سابقا لحزب المحافظين في مقاطعة اونتاريو . و هو رئيس بلدية برامبتون الحالي في اونتاريو . و الرجل، بداية ، كان اختياره لمجموعة نشطاء من ابناء الجالية في قيادة حملته الانتخابية توجه واضح من قبله لانفتاحه على الجالية بكافة مكوناتها . يتميز پاترِك بجرأة سياسية كبيرة ، فقد قام بحملة مالية و سياسة منظمة لمجابهة قانون 21 دون تردد . و تواصل مع الجالية بشكل مباشر زائرا المراكز و المساجد و مجتمعا مع العشرات من رموز الجالية مطلقا مواقف ايجابية و قريبة الى حد بعيد مع هموم و مخاوف و وهواجس الجالية تجاه سياسات حزب المحافظين يسعى لتحقيقها ان فاز هو في قيادة الحزب. لم يخفِ پاترِك بروان ظهوره كمقاتل مثابر ضد الاسلاموفوبيا بشكل عملي . في السياسات الخارجية التي اعلنها بالصوت و الصورة وبشكل علني فجاء المستمعين بها اكثر من "الخصوم" ، بمواقفه المتقدمة في موضوع فلسطين وصراع الشرق الاوسط و اليمن ومسلمي الايغور و غيرها من قضايا ذات صلة . و قد واجه الرجل حملة تشويه مضادة شنيعة بسبب هذه المواقف . امام هذا الكم من المواقف التقدمية للمرشح پاترِك براون ، كانت التساؤلات المشروعة من قبل الكثيرين ممن التقوا بالرجل ، كيف يمكنه ان يواجه تيار جارف معاكس متأصل في جذوره داخل الحزب على مر العهود يعارض بشكل جذري توجهاته ؛ كانت اجابات پاترِك كما هي عادته جريئة و مباشرة اوضحها في مقابلته مع جريدة صدى المشرق الغراء ، بما يفيد و معناه ان سياسات الاحزاب يرسمها الى حد كبير رئيسها . اضافة الى اقراره انه لا يتوقع ان يتم انتخابه من قبل اعضاء الحزب الحاليين . انما هو يعوّل الى ضم اعضاء جدد يفوق باعدادهم المتواجدين حاليا يؤمّنون له الفوز بزعامة الحزب في الانتخابات المنوي اجراؤها في شهر سبتمبر المقبل. في كل لقاء و في كل مقابلة و في كل تواصل كان طلب براون من ابناء الجاليات و منها الجالية المسلمة الانضمام لعضوية حزب المحافظين لكي يشاركوا بكثافة في الانتخابات الداخلية لاختيار رئيسه . فهل تتجاوب الجالية مع دعوة پاترِك و بالتالي في انتاج سياسات حزب محافظ متقدمة تقوم على اسس وطنية كندية وحدوية عادلة و منصفة لكل ابناء الوطن . و لا بد من اشارة مهمة الى ان تجاوب الجالية هذا لا يعني بشكل من الاشكال انه بالضرورة تغيير في قناعات و توجهات سياسية و حزبية وتحالفات و اختيارات. و ايضا بالتاكيد لا تعني مساومة تلقائية على علاقات استراتيجية بنيت عبر السنوات على الصعيد السياسي الفيدرالي . انما هي مشاركة في اختيار من يقود توجه سياسي محوري في مرحلة لها اهميتها القصوى لمستقبل المشهد السياسي والاعلامي و التوجه العام على صعيد كندا ككل . فهل نشارك في صناعة القرار لنضيء شمعة في مستقبل هذا البلد… ام نلعن الظلام و حسب ! *رئيس المنتدى الاسلامي الكندي